الإمام الصادق (عليه السلام) في مواجهة حركة الغلو
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
في رواية للإمام الصادق عليه السلام يبين فيها أهداف المغالين وأساليبهم، يقول عليه السلام: "إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير وجهه، وذلك أنهم كانوا لا يطلبون بأحاديثنا ما عند الله وإنما يطلبون الدنيا، وكلٌ يحب أن يكون رئيساً".
عدد الزوار: 1170في رواية للإمام الصادق عليه السلام يبين فيها أهداف المغالين وأساليبهم، يقول عليه السلام: "إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير وجهه، وذلك أنهم كانوا لا يطلبون بأحاديثنا ما عند الله وإنما يطلبون الدنيا، وكلٌ يحب أن يكون رئيساً".
ففي هذه الرواية يذكر الإمام الصادق عليه السلام الأهداف الحقيقية لرؤساء المغالين: "إنما يطلبون الدنيا وكلٌ يحب أن يكون رئيساً".
فكانوا يطلقون العنان لغلوهم لاستقطاب سفهاء الناس وبسطائهم ليترأسوا عليهم ويحصلوا على جاه وأتباع.
وأما وسائلهم فقد:
أولاً: "أولعوا بالكذب علينا".
أي أنهم كان يؤلفون الروايات التي تتضمن الغلو وينسبونها للإمام كذباً وزوراً ومن هؤلاء المغيرة بن سعيد يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إن المغيرة بن سعيد دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها".
وثانياً: "إني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير وجهه".
أي أنهم يأخذون الحديث الذي قاله الإمام ولكنهم يزورون معنى الحديث ومقصود الإمام عليه السلام، وهناك العديد من النماذج كالرواية التي يسأل فيها أحدهم الإمام عليه السلام: يا ابن رسول الله، قد بلغنا عنك أنك قلت: إذا عرفتم فاعملوا ما شئتم.
فقال عليه السلام: "إني قلت فاعملوا من الطاعات ما شئتم فإنه يقبل منكم".
كيف واجههم الإمام الصادق عليه السلام
لقد واجه الإمام عليه السلام حركة الغلو بكل قوة وبكل الوسائل المتاحة، ومن الطرق التي اتبعها:
1 - البراءة منهم:
كان الإمام يتبرأ في كل مناسبة من المغالين ومن رؤسائهم ويذكر بالإسم ويؤكد على لعنهم والبراءة منهم، راداً بذلك كل ادعاءاتهم الكاذبة التي يصورون بها ارتباطهم بالإمام عليه السلام، ومن ذلك قوله عليه السلام في حقهم عندما سأله سدير الصيرفي عنهم: "يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء، برء الله منهم ورسوله، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي، والله لا يجمعني وإياهم يوم إلا وهو عليهم ساخط".
وهكذا كان موقفه عليه السلام من بشار الشعيري الذي أظهر الغلو في علي عليه السلام وكان يسكن الكوفة، حيث قال الإمام الصادق عليه السلام لمرازم بن حكيم: "يا مرازم إن اليهود قالوا ووحدوا الله وإن النصارى قالوا ووحدوا الله وإن بشاراً قال قولا عظيما فإذا قدمت الكوفة فأته وقل له يقول لك جعفر بن محمد: يا فاسق يا كافر يا مشرك، أنا بريء منك".
2- خطورتهم وضرورة عزلهم:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "والله ما الناصب لنا حرباً بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره وبما لم نقله في أنفسنا".
وهناك العديد من الروايات التي يظهر فيها الإمام عليه السلام مقدار الأذى الذي تعرض له من أهل الغلو ونسبته للألوهية!
وأكد الإمام عليه السلام على الشيعة ضرورة عزل المغالين، فعن المفضل بن يزيد يقول: قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام وقد ذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة: "يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم"
وعنه عليه السلام: "احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم فإن الغلاة شر خلق الله، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبية لعباد الله، والله إن الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا".
3 - وضع الموازين الشرعية التي تمنع من الغلو:
لقد وضع الإمام الصادق عليه السلام الموازين التي من خلالها يمكن للمؤمن أن يميز الأفكار الصحيحة عن غيرها، يقول عليه السلام: "اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا".
فعلينا أن لا نتجاوز الأئمة عليهم السلام وننسب لهم ما لم يقولوه في أنفسهم، ثم يجب تمييز الروايات الصحيحة من الموضوعة والتفسير الصحيح من الزائف، يقول عليه السلام: "ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل".
فيجب عرض الاحاديث على القران الكريم، فكل ما خالف كتاب الله فهو باطل.
* محطات من سيرة أهل البيت عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
2024-04-30