حب الجاه والرئاسة
شوال
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم، بأكثر فسادا فيها من حب المال والجاه في دين الرجل المسلم ".
عدد الزوار: 246نور الأسبوع: حب الجاه والرئاسة
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم، بأكثر فسادا فيها من حب المال والجاه في دين الرجل المسلم ".
إن الجاه هو عبارة عن الرئاسة والزعامة والشهرة بين الناس، وهو بلاء وامتحان قد يتعرض له الإنسان المسلم في هذه الدنيا، هذا الابتلاء الذي قد يسقط أمامه الكثيرون ويرتفع به آخرون، فهو كأي أمر من أمور هذه الدنيا يمكن أن يكون مزرعة للآخرة ويمكن أن يكون مفسدة لها.
مفسدة الآخرة:
إن الرواية السابقة عن النبي، بيّنت كيف يكون الجاه مفسدة لدين الرجل فالمفسدة هي " حب الجاه ".
وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام، عندما تلا الآية الكريمة: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾(القصص:83) جعل يبكي ويقول: "ذهبت والله الأماني عند هذه الآية، فسأله أحدهم قائلاً: جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا ؟ فقال: فقد حد الله في كتابه فقال عز وجل ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾(الحديد:23). فالتفاعل مع موضوع الزعامة والفرح والاستبشار بها إن أقبلت أو الحزن والغضب لها إن أدبرت يخالف صفات المتقين ويتجاوز حد الزهد.
وتبقى كلمات أمير المؤمنين عليه السلام عندما اجتمع عليه الناس لمبايعته لزعامة المسلمين جميعاً: " لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر. وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم... ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز " فالزعامة ليست إلا أداء تكليف وإلا فلا معنى لها.
يقول الإمام الخميني قدس سره: "كذلك النفس التي تطلب الرئاسة، فهي عندما تبسط لواء قدرتها على قطر من الأقطار، تتوجه بنظرة طامعة إلى آخر، بل لو أنها سيطرت على الكرة الأرضية برمتها، لرغبت في التحليق نحو الكرات الأخرى للاستيلاء عليها. إلاّ أن هذه النفس المسكينة لا تدري بأن الفطرة إنّما تتطلع إلى شيءٍ آخر. إن العشق الفطري الجبلّي يتجه إلى المحبوب المطلق، إن جميع الحركات الجوهرية والطبيعية والإرادية، وجميع التوجهات القلبية والميول النفسية تتوجه نحو جمال الجميل الأعلى على الإِطلاق، ولكنهم لا يعلمون، فينحرفـون بهذا الحب والعشق والاشتياق - التي هي براق المعراج وأجنحة الوصول - إلى وجهة هي خلاف وجهتها، فيحرّروها ويقيدوها بلا فائدة. "
الجاه لقضاء الحوائج:
فالجاه إنما هو طريق من طرق أداء التكليف، ومن التكاليف الشرعية قضاء حوائج المؤمنين، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تعالى ليسأل العبد في جاهه كما يسأل في ماله، فيقول: يا عبدي رزقتك جاها فهل أعنت به مظلوما، أو أغثت به ملهوفا ".
وعن المفضل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " قال لي:يا مفضل اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحق، وافعله وأخبر به علية إخوانك، قلت: جعلت فداك وما علية إخواني؟ قال: الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم، قال: ثم قال: ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله تعالى له يوم القيامة مائة ألف حاجة، من ذلك أولها الجنة، ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه إخوانه الجنة، بعد أن لا يكونوا نصابا".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2011-09-05