الإهتمام بالمؤمنين
شوال
من أبرز خصائص المجتمع الإسلامي ومزاياه، ذلك التجاوب العاطفي، والأحاسيس الأخوية المتبادلة بين أفراده، ما جعلهم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً، أو كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو تألمت له سائر الأعضاء.
عدد الزوار: 226نور الأسبوع: الاهتمام بالمؤمنين
من أبرز خصائص المجتمع الإسلامي ومزاياه، ذلك التجاوب العاطفي، والأحاسيس الأخوية المتبادلة بين أفراده، ما جعلهم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً، أو كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو تألمت له سائر الأعضاء.
فما كان للمسلم الحق أن يتغاضى عن الاهتمام بشؤون مجتمعه، ورعاية مصالحه العامة، والحرص على رقيه وازدهاره. كما قال النبي صلى الله عليه وآله: "من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم"، وقال صلى الله عليه وآله: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع".
وحسبك في شرف المؤمن وضرورة دعمه وإسناده، دعوة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وحثهم على توقيره وإكرامه ورعايته مادّياً ومعنوياً ما لو طبقه المسلمون اليوم لكانوا أسعد الأمم، وأرغدهم عيشاً وأسماهم منعة وجاهاً.
وإليك نماذج من وصاياهم في ذلك:
أ ـ إطعامه وسقيه:
عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام: "من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً سقاه الله من الرحيق المختوم".
وعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من سقى مؤمناً شربة من ماء من حيث يقدر على الماء، أعطاه الله بكل شربة سبعين ألف حسنة، وإن سقاه من حيث لا يقدر على الماء، فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل".
ب ـ إكساء المؤمن:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنة، وأن يهون عليه من سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى، وهو قوله تعالى في كتابه: ﴿وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾".( سورة الأنبياء:103)
وعنه عليه السلام: "من كسا أحداً من فقراء المسلمين ثوباً من عرى، أو أعانه بشيء مما يقوته من معيشته وكّل الله تعالى به سبعة آلاف ملك من الملائكة يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور".
ج ـ قضاء حاجة المؤمن:
عن المفضل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: "يا مفضل اسمع ما أقول لك، واعلم أنه الحق، واخبر به علّية أخوانك، قلت: جعلت فداك وما علّية أخواني ؟ قال: الراغبون في قضاء حوائج أخوانهم، قال: ثم قال:ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله تعالى له يوم القيامة مائة ألف حاجة، من ذلك أولها الجنة، ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وأخوانه الجنة، بعد أن لا يكونوا نصاباً".
د ـ مَسرَّة المؤمن:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على المؤمنين".
وعنه صلى الله عليه وآله: "الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله، وأدخل على أهل بيت سروراً".
وعن أبي عزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "من زار أخاه في الله، في مرض أو صحة، لا يأتيه خداعاً ولا استبدالاً، وكّل الله به سبعين ألف ملك ينادونه في قفاه إن طبت وطابت لك الجنة، فأنتم زوار الله، وأنتم وفد الرحمان حتى يأتي منزله".
وقال عليه السلام: "إن ضيفان الله عزّ وجلّ: رجل حج واعتمر فهو ضيف الله حتى يرجع إلى منزله، ورجل كان في صلاته فهو كنف الله حتى ينصرف، ورجل زار أخاه المؤمن في الله عزّ وجلّ فهو زائر الله في ثوابه وخزائن رحمته".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2011-09-09