رسالة من الإمام القائد دام ظله حول دعوى الإتصال المباشر
من عظماء الإسلام
بعد الحمد لمن منّ علينا بأن بعث فينا رسولاً من أنفسنا علّمنا الكتاب والحكمة، وأفضل صلواته الزاكيات على الرسول الأعظم وعلى اله الأئمة الهداة إلى اللَّه والأدلاّء على مرضاة اللَّه. ممّا يهتدى إليه كلّ ذي مسكة بعقله ويقرّ به كلّ من ألقى غطاء الغرور والعصبيّة وجبلّه هو أنّه لا بدّ على كلّ من أقرْ بالمبدأ ويعترف بالمعاد أن يسلك في أخذ معالم الدين للعمل بها في معاشه ومعاده طريقاً مأموناً من الانحراف يميناً أو شمالاً يضمن له النّجاح والنّجاة من الهلكة
عدد الزوار: 111
بسم اللّه الرحمن الرحيم
بعد الحمد لمن منّ علينا بأن بعث فينا رسولاً من أنفسنا علّمنا الكتاب والحكمة، وأفضل صلواته الزاكيات على الرسول الأعظم وعلى اله الأئمة الهداة إلى اللَّه والأدلاّء على مرضاة اللَّه.
ممّا يهتدى إليه كلّ ذي مسكة بعقله ويقرّ به كلّ من ألقى غطاء الغرور والعصبيّة وجبلّه هو أنّه لا بدّ على كلّ من أقرْ بالمبدأ ويعترف بالمعاد أن يسلك في أخذ معالم الدين للعمل بها في معاشه ومعاده طريقاً مأموناً من الانحراف يميناً أو شمالاً يضمن له النّجاح والنّجاة من الهلكة ممّا يكون حجّة له بين يدي اللَّه كما لا شك في أن خير سبيل سلكه السالك إلى اللَّه في ذلك هي الطريقة السهلة السليمة المألوفة المعروفة من السلف الصالح من أخذ معالم الدين في عصر الغيبة من العلماء باللَّه الأمناء على حلاله وحرامه الذين درسوا الفقه في مدارس الايات وأخذوا العلم خلفاً عن سلف أهل البيت الذين نزل في بيتهم جبرئيل عليه السلام بالوحي، وعرفوا بصيانة النفس والحفاظ على الدّين ومخالفة الهوى واطاعة أوامر المولى، فمن تمسك بهذا الحبل المتين القويم فقد نجى ومن رغب عنه فقد هلك وتردّى.
وأمّا الاغترار بوهم الاتصال المباشر بصاحب الأمر إمام العصر.. أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ودعوى أخذ الفقه والارشادات والتعليمات منه عليه السلام مباشرة، فليس لمن ادّعاه حجّة يوثق بها ويصلح للاعتماد عليها ولا دليل من العقل والنقل يصدّقه، بل دعواه هذه لعلّها مجرّد وهم وخيال سوّلته إليه نفسه وساعد عليهما الشيطان بوساوسه لكي يخدعه بأوهامه ويشغله بنفسه ويحجزه عمّا فيه رشده وصلاحه ويورثه الحسرة والنّدامة يوم يخسر المبطلون، ومن المحتمل جدّاً أن تكون وراء هذه الدّعاية أيدي الاستعمار والاستكبار تريد أن تأجّج بها نار الفتنة والتفرقة بين صفوف المؤمنين، أعاذنا اللَّه وجميع أخواننا المؤمنين من سوء العاقبة ومن شرور النفس والشياطين. وأنا أبرأ إلى اللَّه تعالى من أصحاب هذه المقالة المشبوهة المريبة، وانصح لهم بأن يرتدعوا عنها ولا يصبحوا لعبةً للشيطان في ادعاء ما لا يمكن الالتزام به في الدّين من دون مساعدة الدليل عليه.
وأحذّر جميع أخواتي وإخوتي المؤمنين وفّقهم اللَّه تعالى من الانخداع والاغترار بمقالة أصحاب هذه الدّعاية المشبوهة وأوصيهم بالالتزام بمراجعة علماء الدين في أخذ التعليمات والارشادات وتعلم الأحكام الشرعية.
*من عظماء الاسلام، سلسلة الدروس الثقافية، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، أيار 2003م، ص45-46.
إنه ولي التوفيق
2010-05-19