الصلاةُ على محمَّدٍ وآلِهِ
صفر
لقدْ أكرمَ اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّهُ، فأمرَ بدوامِ ذكرهِ، بالصلاةِ عليهِ في آناءِ الليلِ وأطرافِ النهارِ، وحثَّ أهلَ الإيمانِ على المواظبةِ على ذلكَ، وبيّنَ فضلَ ذلكَ وأثرَهُ في أمورٍ كثيرةٍ، منها:
عدد الزوار: 339في الصحيفةِ السجّاديّةِ، عنِ الإمامِ زينِ العابدينَ (عليه السلام): «اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَمِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ»[1].
لقدْ أكرمَ اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّهُ، فأمرَ بدوامِ ذكرهِ، بالصلاةِ عليهِ في آناءِ الليلِ وأطرافِ النهارِ، وحثَّ أهلَ الإيمانِ على المواظبةِ على ذلكَ، وبيّنَ فضلَ ذلكَ وأثرَهُ في أمورٍ كثيرةٍ، منها:
1. قضاءُ الحوائجِ: عنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ (صلّى الله عليه وآله)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجْعَلُ لَكَ ثُلُثَ صَلَوَاتِي، لَا بَلْ أَجْعَلُ لَكَ نِصْفَ صَلَوَاتِي، لَا بَلْ أَجْعَلُهَا كُلَّهَا لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): إِذاً، تُكْفَى مَؤونَةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»[2].
وَعَنْ أَبِي بَصِيرٍ أنّهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام): مَا مَعْنَى أَجْعَلُ صَلَوَاتِي كُلَّهَا لَكَ؟ فَقَالَ: «يُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ حَاجَةٍ، فَلَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً حَتَّى يَبْدَأَ بِالنَّبِيِّ (صلّى الله عليه وآله)، فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْأَلَ اللَّهَ حَوَائِجَهُ»[3].
2. اللهُ وملائكتُهُ يصلّونَ على المصلِّينَ عليهِ (صلّى الله عليه وآله): عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ فَرُّوخَ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، أنّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام): «يَا إِسْحَاقَ بْنَ فَرُّوخَ، مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَشْراً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ مِئَةَ مَرَّةٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ أَلْفاً، أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾[4]»[5].
3. بابُ استجابةِ الدعاءِ: عنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ، فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَقْبَلَ الطَّرَفَيْنِ وَيَدَعَ الْوَسَطَ، إِذَا كَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لَا تُحْجَبُ عَنْهُ»[6].
4. طهارةٌ منَ الذنوبِ والآثامِ: عنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام): «مَنْ لمْ يقدِرْ على ما يُكفِّرُ بِهِ ذنوبَهُ، فَليُكثِرْ مِنَ الصَّلاةِ على محمَّدٍ وآلِهِ، فإنَّها تَهدِمُ الذُّنوبَ هَدماً»[7].
وفي الدعاءِ الثاني منَ الصحيفةِ السجّاديّةِ، وهوَ في الصَّلاَةِ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ: «اللَهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ، حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَةٍ، وَلا يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَةٍ، وَلاَ يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ، وَعَرِّفْهُ فِي أهْلِهِ الطَّاهِرِينَ وَأُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ، أجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ»[8].
ختاماً، نرفعُ آياتِ العزاءِ إلى مولانا صاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ فرجَهُ)، وإلى وليِّ أمرِ المسلمينَ، وإلى المجاهدينَ جميعاً، بذكرى رحيلِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، في الثامنِ والعشرينَ منْ شهرِ صفر، في العامِ الحاديَ عشرَ للهجرةِ.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] الإمام زين العابدين (عليه السلام)، الصحيفة السجّاديّة، ص34، الدعاء الثاني.
[2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص491.
[3] المصدر نفسه، ج2، ص492.
[4] سورة الأحزاب، الآية 43.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص493.
[6] المصدر نفسه، ج2، ص494.
[7] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج1، ص294.
[8] الإمام زين العابدين (عليه السَّلام)، الصحيفة السجّاديّة، ص36، الدعاء الثاني.