المحبة والشوق
إضاءات روائية
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث له قال لزياد : ويحك هل الدين إلا الحب ؟ ألا ترى قول الله عز وجل : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )
عدد الزوار: 537
عنه ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تعلم إن فيك خيرا فانظر إلى قلبك ، فإن كان
يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك ، وإن كان يبغض أهل طاعة
الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب.
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا تحلى المؤمن من الدنيا بسيماء ووجد
حلاوة حب الله عز وجل كان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط ، وإنما خالط القوم حلاوة حب
الله فلم يشتغلوا بغيره.
عنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : أي عرى
الإيمان أوثق ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، وقال بعضهم : الصلاة ، وقال بعضهم :
الزكاة ، وقال بعضهم : الصيام ، وقال بعضهم : الحج والعمرة ، وقال بعضهم : الجهاد ،
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كلما قلتم فضل وليس به ، ولكن أوثق عرى
الإيمان الحب في الله والبغض في الله ، وأن توالي أولياء الله وتبرأ من أعداء الله.
عن الباقر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المتحابون
في الله يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء في ظل عرشه عن يمينه وكلتا يديه يمين ،
وجوههم أشد بياضا من الثلج وأضوأ من الشمس الطالعة ، يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب
ونبي مرسل ، يقول الناس : من هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء المتحابون في الله.
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما
حبا لأخيه.
وعنه ( عليه السلام ) : من أوثق عرى الإيمان أن يحب في الله ، ويبغض في الله ،
ويعطي في الله ، ويمنع في الله.
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما اشتد على أبي ذر الأمر قال : رب خنقني خناقك
، فوعزتك إنك تعلم أن قلبي يحبك.
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار ، وحب
الفجار للأبرار فضيلة للأبرار ، وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار ، وبغض الأبرار
للفجار خزي على الفجار.
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابه الله على حبه
إياه ، وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار ، ولو أن رجلا أبغض رجلا لله
لأثابه الله على بغضه إياه ، وإن كان المبغض في علم الله من أهل
الجنة.
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال له رجل : إن الرجل من عرض الناس يلقاني فيحلف
بالله أنه يحبني ، فأحلف بالله أنه صادق ؟ فقال : امتحن قلبك فإن كان يحبه فاحلف
وإلا فلا.
سأل رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الرجل يقول : أودك ، فكيف أعلم أنه يودني
؟ فقال : امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك.
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من وضع حبه في غير موضعه فقد تعرض للقطيعة.
قال الباقر ( عليه السلام ) : إنا لنحب أن نتمتع بالأهل واللحمة والخول ، ولنا أن
ندعو بما لم ينزل أمر الله ، فإذا نزل أمر الله لم يكن لنا أن نحب ما لم يحبه الله.
ومن كتاب روضة الواعظين : عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الناس يعبدون الله
على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع ،
وأخرى يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة ، لكني
أعبده حبا له عز وجل فتلك عبادة الكرام ، وهو الأمن لقوله عز وجل : * ( وهم من فزع
يومئذ آمنون ) * ولقوله عز وجل : * ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم ) * فمن أحب الله أحبه الله عز وجل وكان من الآمنين.
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبنا كان معنا يوم القيامة ، ولو أن
رجلا أحب حجرا لحشره الله معه.
قال الصادق ( عليه السلام ) : من أوثق عرى الإيمان أن يحب في الله ويبغض في الله ،
ويعطي في الله ، ويمنع في الله عز وجل.
قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان : من كان الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان يلقى في
النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه.
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا
تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم.
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : إذا الناس أظهروا العمل وضيعوا العمل ، وتحابوا
بالألسن وتباغضوا بالقلوب ، وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك ، وأصمهم وأعمى
أبصارهم.
* مشكاة الأنوار / العلامة الطبرسي.
2015-12-20