يتم التحميل...

الاختلاط السلبي

رجب

إن الاختلاط بين الرجال والنساء بشكل عام هو أرض خصبة صالحة للوقوع في الكثير من الانحرافات السلوكية والنفسية، التي قد تستدرج الإنسان ليجد نفسه في لحظة ما قد فقد الدفاعات النفسية التي تقف في وجه وسوسات الشيطان

عدد الزوار: 221

الاختلاط السلبي


إن الاختلاط بين الرجال والنساء بشكل عام هو أرض خصبة صالحة للوقوع في الكثير من الانحرافات السلوكية والنفسية، التي قد تستدرج الإنسان ليجد نفسه في لحظة ما قد فقد الدفاعات النفسية التي تقف في وجه وسوسات الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء وأصبح مجنداً تحت سلطة إبليس اللعين بعيداً عن الرحمة الإلهية، فمثل هذه الساحات المختلطة هي في الحقيقة من الأهداف السهلة التي يصوّب إليها إبليس وجنوده كل ما بحوزتهم من فتن وزخرف وأوهام علهم ينالون من الإنسان، فيقع في مصيدة الإغواء التي عبر عنها إبليس بقوله: ﴿بعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين.

من هنا فمن اللازم للمؤمن التعرف على الحدود والآداب الشرعية للاختلاط التي تمنع الإنسان من الوقوع في شرك إبليس وجنوده، وتؤمن له الحماية والحصانة الكافية ليبقى عزيزاً في هذه الدنيا فائزاً في الآخرة.

ومن هذه الحدود والآداب التي يجب أو ينبغي الالتفات إليها:

1- التبرج والزينة: إن التبرج والزينة هي من الأمور التي يحرم على المرأة إظهارها للرجل الأجنبي، وفي حديث المناهي عن النبي (صلى الله عليه وآله): (ونهى أن تتزين لغير زوجها فإن فعلت كان حقا على الله أن يحرقها بالنار ).

2- الرائحة والطيب: إن الطيب والرائحة هي شبيهة بالتبرج أيضاً، لذلك فمع وجود المفسدة يحرم على المرأة الخروج وهي متطيبة فعن الإمام الباقر (عليه السلام):( ولا يجوز لها أن تتطيب إذا خرجت من بيتها ).

3- اللمس والمصافحة: فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( من صافح امرأة حراماً جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار).

4- الخضوع في القول: بمعنى الميوعة في طريقة الكلام، وقد نهى الله تعالى عن ذلك في قوله تعالى: ﴿...فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروف فعلى المرأة المسلمة أن تتحدث بأسلوب متزن بعيداً عن الأساليب التي تتسبب بفتنة المستمع من الرجال، خصوصا الذين في قلوبهم مرض.

5- الإمعان في النظر: يقول تعالى: ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن.. ومعنى الغض في اللغة: الخفض والنقصان من الطرف، فغض البصر يعني عدم التحديق والإمعان في الشيء، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): ( النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة )، وعنه (عليه السلام): ( النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة ).

6- الممازحة بين الرجال والنساء الأجنبيات (بالاصطلاح الشرعي ): فالمزاح يرفع الحواجز النفسية ويمهد الطريق أمام أي انزلاق محتمل. قال أبو بصير: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن فمازحتها بشيء فقدمت على أبي جعفر عليه السلام فقال لي: أي شيء قلت للمرأة ؟ فغطّيت وجهي، فقال: لا تعودن إليها.

2015-04-22