يتم التحميل...

عبادة الإمام الكاظم عليه السلام

رجب

نتقدم إلى الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف) وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي) بأسمى آيات العزاء في ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب،

عدد الزوار: 275

عبادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
المناسبة: استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام)


نتقدم إلى الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف) وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي) بأسمى آيات العزاء في ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب، وهو (عليه السلام) كسائر أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الذين إذا ذكروا يتبادر إلى الذهن علم غزير، وعبادة متواصلة، وأوردة متّصلة، وصدقاتٍ جمّة، وأخلاق عالية، وآدابٍ رفيعة، وحلم عن المسيء، وصفح عن المذنب، وجهاد متواصل من أجل إعلاء كلمة الله تعالى. فكأنّهم (عليهم السلام) والمكارم توأم، وكأنّ المعالي ثوب خيط لهم فلبسوه.

من صفاته (عليه السلام):

عُرف الإمام الكاظم (عليه السلام) بكثرة عبادته وتهجّده حتى لقّب "بالعبد الصالح وزين المتهجّدين" فقد كان الشوق إلى الله قد ملأ قلبه، واستولى على نفسه، فطالما كان يدعو الله أن يفرغه لعبادته، وهذا ما رواه أحد سجّانيه الذي سمع الإمام يقول في دعائه:"اللهمّ إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، وقد فعلت فلك الحمد".

وكان (عليه السلام) دؤوباً على قراءة القرآن حيث وصفت علاقته بكتاب الله تعالى في كلام للإمام الرضا (عليه السلام): "وكان أبي - الإمام الكاظم (عليه السلام) - أحفظ الناس بكتاب الله تعالى وأحسنهم صوتاً به، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي السامعون لتلاوته..".

وكان كثير الشكر لله تعالى، فعن هشام بن أحمر: "كنت أسير مع أبي الحسن - (موسى بن جعفر (عليه السلام) - في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخرّ ساجداً، فأطال وأطال، ثمّ رفع رأسه وركب دابّته فقلت: جعلت فداك، قد أطلت السجود؟ فقال: إنّي ذكرت نعمة أنعم الله بها عليّ، فأحببت أن أشكر ربّي", وكان يقول في سجوده:"قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك".

من وصايا الإمام الكاظم (عليه السلام):

كان (عليه السلام) يوصي أصحابه بتهذيب نفوسهم وتنظيم أوقاتهم قائلاً: "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات، ولا تحدّثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر، فإنّه من حدّث نفسه بالفقر بخل، ومن حدّثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروءة، وما لا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنّه روي (ليس منّا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه)".

ووجّه إرشاداً عاماً لجميع المسلمين جاء فيه: "كفى بالتجارب تأديباً، وبممرّ الأيّام عظة، وبأخلاق من عاشرت معرفة، وبذكر الموت حاجزاً من الذنوب والمعاصي، والعجب كلّ العجب للمحتمين من الطعام والشراب مخافة الداء أن ينـزل بهم كيف لا يحتمون من الذنوب مخافة النار إذا اشتعلت في أبدانهم...
- إيّاك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإيّاك أن يفقدك الله عن طاعة أمرك بها، وعليك بالجدّ، ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته فإنّ الله لا يعبد حقّ عبادته.
- اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك، فإنّ فيه نجاتك، اتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإنّ فيه هلاكك.
- تفقّهوا في الدين، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقّه في دينه لم يرضَ الله له عملاً".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2015-05-11