يتم التحميل...

وصايا الإمام الجواد عليه السلام

رجب

نبارك للإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي وللمسلمين جميعاً لا سيما المجاهدين حلول الأيام المباركة من شهر رجب الأصب حيث ننعم بفيض الله تعالى ورحمته التي نعيش فيها مع بعض المناسبات الإسلامية والتي منها ذكرى ولادة الإمام محمد الجواد عليه السلام في العاشر من شهر رجب.

عدد الزوار: 303

وصايا الإمام الجواد عليه السلام
المناسبة: ذكرى ولادة الإمام الجواد عليه السلام


نبارك للإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي وللمسلمين جميعاً لا سيما المجاهدين حلول الأيام المباركة من شهر رجب الأصب حيث ننعم بفيض الله تعالى ورحمته التي نعيش فيها مع بعض المناسبات الإسلامية والتي منها ذكرى ولادة الإمام محمد الجواد عليه السلام في العاشر من شهر رجب.

وقد تميّز الإمام الجواد عليه السلام بتولّي زمام الإمامة الإلهيّة وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره الشريف ولعل هذا ما دعا الحاكم العباسي المأمون إلى تنظيم مناظرات بهدف بيان إمكانيّة ظهور ضعف علمي عند الإمام الجواد عليه السلام، وبالتالي سقوط أطروحة إمامة أهل البيت عليه السلام التي طالما أرّقته وأقلقته، وفيما يروى في ذلك أنّ المأمون قال لمن كان يعرف بقاضي الزمان يحي بن أكثم: اطرح على أبي جعفر محمّد بن الرضا مسألة تقطعه فيها.

فكان من ابن أكثم أن سأل الإمام الجواد عليه السلام : ما تقول في محرِمٍ قتل صيداً ؟

فأجابه الإمام عليه السلام :سائلاً التفصيل: قتله في حلّ أم حرم؟ عالماً أم جاهلاً؟ قتله عمداً أو خطأً؟ حراً كان أم عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدئاً بالقتل أم معيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد كان أم من كباره؟ مصراً كان على ما فعل أو نادماً؟ في الليل كان قَتْلُهُ للصيد في أوكارها أم نهاراً وعياناً؟ محرماً كان للعمرة أو للحج؟.

فتحيّر ابن أكثم وانقطع انقطاعاً لم يخفَ على أحد.

فقال المأمون بعدها: ويحكم إنّ أهل هذا البيت خُصّوا من بين الخلق بما ترون من الفضل، وإنّ صِغَرَ السّن فيهم لا يمنعهم من الكمال، أما علمتم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن عشر سنين وقَبِلَ الإسلام منه، وحكم له به، ولم يدعُ أحداً في سنّه غيره، أفلا تعلمون الآن ما خصّ الله به هؤلاء القوم، وأنّهم ذريّة بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم.

هكذا واجه الإمام الجواد عليه السلام التحديات العلميّة والثقافيّة التي كانت تثار حوله من أكبر شخصيّات علميّة تصل إليها يد الدولة العباسيّة، حتى أسقطها وحوّلها إلى نقطة قوّة وطريق لنشر الإسلام الأصيل. حتى لم يبقَ أمام العباسيّين إلاّ الأسلوب القديم، أسلوب سفك الدماء واغتيال الإمام عليه السلام، فاستشهد عن عمر لم يتجاوز خمسة وعشرين عاماً.

من وصايا الإمام الجواد عليه السلام:

قال عليه السلام :"حَسْبُ الإنسان من كمال المروءة: ترْكُهُ ما لا يَجْمل به. ومن حيائه: أن لا يلقى أحداً بما يكره، ومن عقله: حُسن رفقِه، ومن أدَبه: أن لا يترك ما لا بدَّ له منه، ومن عرفانه: عِلمُهُ بِزَمانه ،ومن وَرَعه: غضُّ بَصَره، وعفَّة بطنه، ومن حُسن خُلقه: كَفُّه أذاه ،ومن سخائه: بِرُّه بمن يجب حقُّه عليه، وإخراجه حقَّ الله من ماله ، ومن إسلامه: تَركُه ما لا يعنيه، وتجنُّبه الجدال والمراء في دينه ،وكرمه: إيثاره على نفسه، ومن صبرهِ: قلَّة شكواه. ومن عقله: إنصافه من نفسه، ومن حلمه: تركُه الغضب عند مخالَفَته ،ومن إنصافه: قبوله الحقَّ إذا بانَ له، ومن نُصحه: نَهيُه عمّا لا يرضاه لنفسه ،ومن حفظه جِوارك: تركُهُ توبيخَك عند إساءتك، مع علمهِ بعُيوبك ،ومن رِفقه: تركُه عذْلك (أي ملامتك) عند غضبك، بحضرة من تكره ،ومن حُسن صُحبِته لك: إسقاطه عنك مؤونة أذاك، ومن صداقته: كثرة موافقته، وقلَّة مخالَفَته، ومن صلاحه: شدَّة خوفه من ذنوبه، ومن شُكره: معرفة إحسانِ مَن أحسَنَ إليه".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2015-04-27