يتم التحميل...

لقاء قائد الثورة مع عائلة الشهيد رجب علي محمد زاده

ملف خاص

لقاء قائد الثورة مع عائلة الشهيد رجب علي محمد زاده

عدد الزوار: 99

المنطق والاستدلال  يؤديّان إلى الافتخار بالشهداء
تقرير: مهدي قزلي

خرجنا من منزل الشهداء "دور انديش" وسرنا نحو بيت شهيدٍ آخر. هو القائد "محمد زاده"، قائد فرقة سيستان، وصديق الشهيد شوشتري الذي استشهد في حادثةٍ إرهابيّةٍ معروفة. من المحتمل أن يكون الجميع قد توقّع قدوم قائد الثورة؛ فمثل هذا البرنامج وارد، وجاء الواقع ليصدِّق ما أحسَّ به الجيران الذين قاموا بتنظيف الشارع وترتيب المساحات أمام منازلهم ووقفوا أمام الأبواب. في ظلّ هذه الأوضاع ظهر على أفراد الحماية المنتشرين في الشارع التأهّب الكامل؛ حيث أصبح العمل ظاهراً ومكشوفاً.

دخلنا المنزل ومعنا الكاميرا ومعدّاتها، فوجدناه مكتظّاً. في البداية احتملنا أن تكون عائلة السيد "محمد زاده" قد قامت بإخبار الأصدقاء والمعارف، لكن علمنا بأنّ هؤلاء هم العائلة فقط. الوالدان وستة إخوة وأخت وزوجة الشهيد وابنتاه وابنه، كانت زوجات إخوة الشهيد حاضرات، وأولادهنَّ كذلك. سعى أفراد "الحماية الشخصيّة" لإجلاس أفراد عائلة الشهيد الكبيرة في الأماكن المناسبة. لم يمضِ وقت طويل حتى فُتح باب الدار، وتقدّمَ والد الشهيد لاستقبال قائد الثورة. سمعنا صوت أحد الجيران في الزقاق يقول: أبلغوه سلامنا.

دخل قائد الثورة بتؤدةٍ وهدوءٍ لافتين والكلّ واقفٌ احتراماً، وهم يرفعون الأصوات بالصلاة على محمّد وآل محمّد. وبدأ سماحته كالعادة بسؤال الوالد عن والدة الشهيد والاطمئنان عن أحوالها. بعد أن جلس الجميع بدأ القائد بالاستفسار عن العائلة. سأل الوالد عن عدد أولاده فأجابه: غير الشهيد لدي ستة شباب وفتاة. فابتسم له وقال: " بارك الله بهم، وكثَّرهم ". هنا بدأ الجميع بالضحك.

أكمل سماحته الكلام قائلاً: "شباب اليوم يجب أن يتعلّموا من الحاجّ!" ثم التفت إلى إخوة الشهيد وقال: ماذا عنكم؟ الابن الأكبر قال: ليس بأقلّ من الحاجّ، لديّ سبعة أولاد. الأخ الثاني لديه أربعة أولاد. الأخ الثالث الذي هو الشهيد رجبعلي محمد زاده لديه ثلاثة أولاد. فقال القائد ممازحاً: الظاهر أنّه كلّما صغُر سن الإخوة كانت سعادتهم أقل. والكلّ ضحك وطبعاً أيّد الإخوة هذا الكلام !

قال قائد الثورة: نحن مزحنا قليلاً، لكن إذا لاحظتم، هذه الكلمات ليست من قبيل المزاح مطلقاً، بل قد تكون من أكثر الكلمات جدّيةً في زمننا الحاليّ. بعدها التفت إلى والدة الشهيد وأكمل قائلاً: " أيتها الوالدة، "أنتم حدِّثونا عن شهيدكم".

أعادت الوالدة ترتيب نفسها على الكرسيّ قليلاً وقالت: ماذا أقول؟ أصلاً لم أكن أراه كثيراً، كان دائما إما مسافراً أو في الخدمة . قال القائد: نعم، في الواقع كان شهيداً للخدمة والوحدة. كان لديه مأمورية مهمة جداً إلى جانب الشهيد شوشتري في تلك المنطقة. كان رجلاً حسن المعشر وسبباً للكثير من البركات في تلك المنطقة . التفت قائد الثورة إلى والد الشهيد قائلاً: " لقد جئنا إلى هنا لكي نقدّم إخلاصنا ومحبتا لكم ولعائلتكم ولكي نقوم بتأدية الاحترام للشهيد، فكلّ ما لدينا من الشهداء. إذا كنّا ننعم اليوم بالاستقرار السياسيّ والاجتماعي والبلاد تسير نحو التطوّر، فهذا بفضل الأمان الذي حقّقوه لنا. لماذا كلّما أراد أعداء الثورة القيام بأيّ عملٍ تخريبيّ في البلاد يستهدفون الحرس والتعبئة؟ لأنّهم هم ضمانة أمن البلاد. يجب أن يعلم شبابنا أننا اليوم نحيا في ظلّ الأمن الذي أوجده هؤلاء الشهداء، لذلك فإنّ افتخارنا بهم ليس عن عبث أو نتيجة أحاسيس الودّ والاحترام، بل هو من منطلق المنطق والاستدلالات القوية.

طلب قائد الثورة مصحفاً، وفي الصفحة الأولى دوّنَ اثنتين من الذكريات لوالدة الشهيد ولزوجته وسلّمهما إياه مع الهدايا. كما أعطى بعض الهدايا لأولاد الشهيد. وعندما سمع بأنّ ابنتي الشهيد ـ واحدة منهما تدرس الطبّ والثانية تدرس هندسة المعادن ـ قد تزوجتا، فرح كثيراً. سأل زوجيهما هل عندكما أولاد أم لا؟ أحدهما قال: لا، في المرة السابقة أوصيتمونا أن ننجب . ابتسم السيد وسأل: هل عملتم بتوصيتنا أم لا؟! عندما رأيتُ القائد قد همّ بالقيام للمغادرة، قمت مسرعاً وخرجت من البيت. كان ما يقارب المئة شخص يقفون في الشارع وعناصر الحماية يرجعونهم إلى الخلف. بعد دقائق فُتح الباب وخرج سماحته، فتقدّمَ الناس باتجاهه وبدأوا بالصلاة على محمّد وآل محمّد، فقام بدوره بالاقتراب منهم إلى مسافة قريبة وبدأ بملاطفتهم وبردّ التحية للجميع. مشهدٌ رائعٌ جداً، عندما يتجمهر، قرابة 100 شخص من سكان الحيّ  ويطلقونَ نفس الشعارات التي يطلقها التعبويون في لقائهم مع القائد في حسينية الإمام الخميني قدس سره: "دمنا الذي في عروقنا فداء لقائدنا"

2013-04-01