مشاهد وعبر
ملف خاص
روايةٌ لصور حدثت أثناء لقاءات قائد الثورة مع عوائل الشهداء خلال زيارته إلى محافظة خراسان الشمالية
عدد الزوار: 79
روايةٌ لصور حدثت أثناء لقاءات قائد الثورة مع عوائل الشهداء خلال زيارته إلى
محافظة خراسان الشمالية
ـ قدَّمت عائلة الشهداء "دور انديش" الشاي لقائد الثورة، فتناوله بكلّ محبّة، وبينما كان سماحته يرتشف الشاي من فنجانه كانوا جميعاً يحملقون به إلّا والد الشهيد، ولمّا سألناه عن ذلك قال: كنت أريد أن يكون ضيفي العزيز مرتاحاً. ـ قال القائد لابنة أخ شهداء "دور انديش": لأنّك في الصفّ الثالث سوف أقبلك من فوق الحجاب. يقول أحد المرافقين الذي كان يقف إلى جانبي: هذا الكلام الصادر من السيد لن يذهب من ذاكرة هذه الفتاة أبداً. ولما سألتُها في اليوم الثاني عن لقاء القائد أشارت فقط لهذا الموضوع.
ـ قال أحد الجيران: عندما قامت عائلة الشهيد بشطف الشارع علمنا أنَّ القائد سوف
يحضر. وقال الآخر: الشهيد محمد زاده لم يكن شخصاً عادياً لذلك سوف يأتي القائد
بنفسه إلى بيتهم حتماً. وثالث قال لنا: كنا نراقب ذهابكم وإيابكم فصرنا متشوّقينَ
لرؤية قائدنا. على كلّ حال انتظر الجيران قرابة الساعة أو الساعتين ـ بعضهم باللباس
الرسمي وبعضهم بالبيجامات والشباشب والنساء بالشادورات الملونة ـ وقد نال الجميع في
النهاية مرادهم .
ـ لم نحتمل أن يستطيع القائد الخروج بسهولة من بيت الشهيد محمد زاده لأنَّ ازدحام
الناس كان كبيراً. تفاجأنا جميعاً بالخروج السريع لسماحته الذي لا نعرف كيف تمّ.
حتّى المصوّر تفاجأ إلى درجة نسي معها أن يقوم بتنظيم درجة النور، فما استطاع أن
يلتقط إلّا صورة واحدة.
ـ كان اهتمام القائد بالأطفال الصغار من أقارب الشهداء عجيباً . أحدهم، والذي كان
منذ ولادته ضريراً، بقي نحو 3 دقائق واقفاً إلى جانبه، أمّا سماحته فقد ظلّ كلّ هذا
الوقت يحنو عليه ويدعو له .
ـ تروي السيدة "زيبايي" أمّ الشهيدين: كنَّا على سفرة الغداء وإذ بهم يجلبون لنا
آثار أحد أولادنا التي لم يلمسوها منذ ذاك الوقت إلى الآن، البلاك والمسبحة
والمناديل وحبوب السكّر المكعبة....الخ. وقد شكّلت هذه الأغراض مع أغراض الشهيدين
الموجودة في المنزل متحفاً بسيطاً وجميلاً .
ـ الطفلان "محمد رضا وعبد الرضا زيبايي" كانا
على أسمي عمَّيهما الشهيدين، وكانا يطوفان في الغرفة لاعبين من أول الزيارة إلى
آخرها، ومع ذلك ـ وكالعادة ـ كان القائد يلاطفهما بشكل كبير، ويتوجَّه إلى والديهما
بالقول: لماذا واحد فقط ؟
ـ عوائل الشهداء والمجروحين يصرّون في كلّ جلسة، ولأي سبب كان على إطلاق الشعارات وعلى إبراز العواطف، بالواقع هم يريدون أن يقدّموا شيئاً لقائدهم ولو جملة أو شعاراً.
ـ في الزيارات لم تكن هوية الضيف ـ سماحته ـ معروفة مسبقاً وكان يمرّ الكثير من الوقت دون أن يحدث شيء أو يحضر أحد، ولكنّ أحداً من الأهل والأقارب لم يكن يتذمّر، كأنَّه لم يكن يتجرّع مرارة الانتظار!
ـ الكثير من أهالي الشهداء أحضروا صوراً لأبنائهم الشهداء إلى الجلسة، وحملوها بشوق إلى آخر الجلسة، لا بدّ أنهم كانوا لا يريدون أن يفوّتوا شيئاً من بركة هذا الحضور.
ـ كانت أقصر الجلسات التي أقامها القائد مع العديد من الشرائح الجلسة مع عوائل الشهداء التي كان العدد الأكبر فيها من المسنين، لكنَّها كانت الأمتع.
ـ كان القادة والجرحى يجلسون كما العادة في الصفوف الأولى، واللافت أنَّ من كان منهم ذا أطراف كاملة ـ عدداً وصفة ـ كان كفيفاً أو مصاباً بالسلاح الكيميائيّ.
ـ اعتلى طفلان منصة الصحفيين ليريا القائد، فسمعنا أحدهما يقول للآخر: "سبحان
الله، هل رأيت القائد؟ كم هو جميل! ".
ـ كان شيخ مسنّ يبكي منذ حضور القائد وحتى انتهاء الجلسة دون توقّف. كان يقف حيناً ويطلق شعارات بصوت خافت فلم نكن نسمعها جيداً، عند الانتهاء فتشت عنه كثيراً لأعرف ماذا كان يقول ولكنني لم أجده. لقد أذهلت مشاعره جميع الصحفيين الذين كانوا الى جانبي على المنصة.
ـ عند انصراف سماحته، توقّف بناءً على طلب أحد الحضور من الصفّ الأوّل الذي طلب منه كوفيته، فنزعها عن كتفه وأرسلها إليه، فوصلت اشتباهاً إلى شخص آخر، فما كان من القائد إلّا أن توقّف وأشار بيده ليتمّ إيصالها للشخص الأول الذي طلبها.
2013-04-01