تقييم إجمالي لغزوة تبوك
واقعة وأحداث تبوك
إن النبي الاكرم صلّى اللّه عليه وآله وإن لم يلقَ في هذا السَفَر الشاق كيداً ولم يواجه العدوّ، ولم يقاتل إلا أنَّ هذه السَفرة عادت عليه بسلسلة من الفوائد المعنوية والروحية هي:
عدد الزوار: 131إن النبي الاكرم صلّى اللّه عليه وآله وإن لم يلقَ في هذا السَفَر الشاق كيداً ولم يواجه العدوّ، ولم يقاتل إلا أنَّ هذه السَفرة عادت عليه بسلسلة من الفوائد المعنوية والروحية هي:
أولاً: صعود مكانة وسمعة الجيش الإسلامي، فقد زاد من عظمته وقوته في قلوب
سكان الحجاز، وحُكّام المناطق الحدودية السورية، وعرف الصديقُ والعدوُّ أن المقدرة
العسكرية الإسلامية بلغت من القوة والعظمة بحيث أصبح في مقدورها أن تواجه اكبر
القوى العالمية وتقارعها، وتلقي الرعب والخوف في قلوبها.
إن إنتشار هذا الموضوع بين القبائل العربية التي عُجنَت جبلَّتها بروح التمرّد
والطغيان أوجب أن تتخلى عن فكرة الطغيان والمعارضة، والتآمر ضدِّ الاسلام ردحاً من
الزمن، وأن لا تفكَّر في هذه الامور.
ولهذا السبب أخذت وفودُ القبائل التي لم تخضع للاسلام حتى ذلك اليوم تفد تباعاً على
رسول الاسلام صلّى اللّه عليه وآله بعد رجوعه من تبوك إلى المدينة، وتظهر لرسول
اللّه صلّى اللّه عيه وآله طاعتها وخضوعها حتى سمّي ذلك العامُ بعام الوفود لضخامة
عدد تلك الوفود والبعثات التي قدمت المدينة على رسول اللّه .
ثانياً: ضمن المسلمون عن طريق عقد المعاهدات المختلفة المتعدّدة مع حكّام
المناطق الحدودية الحجازية والسورية أمن هذه المنطقة، واطمأنوا بسببها إلى أنهم سوف
لن يتعاونوا مع جيش الروم، ولن يدخلوا مع تلك الدولة في مؤامرة ضدّ الاسلام
والمسلمين.
ثالثاً: مهّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بهذا السفر الطريق لفتح
الشام، فقد عرف قادة جيشه طرق هذه المنطقة ومشاكلها، وعلمهم كيفية تجييش الجيوش
الكبرى في وجه القوى العظمى في ذلك العصر، من هنا كانت الشام وسورية هي أوّل منطقة
فتحها المسلمون بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
رابعاً: تميّز المؤمن عن المنافق في هذه التعبئة العامة وحصلت عملية تصفية
وفرز كبيرة وعميقة في جماعة المسلمين.
* اية الله السبحاني / سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم