المنافقون يخطّطُون لاغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
واقعة وأحداث تبوك
أقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مدة بضع عشرة يوماً في تبوك وبعد أن بعث خالداً إلى "دومة الجندل" توجه بالمسلمين إلى المدينة. ولدى العودة تآمر سبعة عشر منافقاً ثمانية منهم من قريش والباقي من أهل المدينة لاغتيال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله
عدد الزوار: 153
أقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مدة بضع عشرة يوماً في تبوك وبعد أن بعث
خالداً إلى "دومة الجندل" توجه بالمسلمين إلى المدينة. ولدى العودة تآمر سبعة عشر
منافقاً ثمانية منهم من قريش والباقي من أهل المدينة لاغتيال رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله في أثناء الطريق وقبل أن يصلَ إلى المدينة، وذلك بتنفير ناقة النبي صلّى
اللّه عليه وآله في عقبة بين المدينة والشام ليطرحوه في واد كان هناك. وعندما وصل
الجيشُ الإسلامي إلى بداية تلك المنطقة (العقبة) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله: "من شاء مِنكُم أن يأخذَ بطنَ الواقدي فَإنَّه أوسعُ لَكُم".
فأخذَ الناس بطن الوادي، ولكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أخذَ طريق العقبة
فيما يسوق "حذيفة بن اليمان" ناقة النبي، ويقودُها "عمار بن ياسر" فبينما هم يسيرون
إذ التفت رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى خَلفِه، فرأى في ضوء ليلة مقمرة
فرساناً متلثمين لحقوا به من ورائه لينفّروا به ناقته، وهم يتخافتون، فغضب رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وصاح بهم وأمر حذيفة أن يضرب وجوه رواحلهم. قائلاً:
إضرب وجوه رواحِلهم.
فأرعبهم رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وآله بصياحه بهم إرعاباً شديداً، وعرفوا بان
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله علمَ بمكرهم ومؤامرتهم، فأسرعوا تاركين العقبة حتى
خالطوا الناس.
يقولُ حذيفة: فعرفتُهُم برواحلهم برواحلهم وذكرتهم لرسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله وقلتُ: يا رسول اللّه ألا تبعث إليهم لتقتُلَهم؟ فاجابَهُ رسولُ اللّه صلّى
اللّه عليه وآله في لحن ملؤه الحنان والعاطفة: "إن اللّه أَمرني أن اُعرض عنهم،
واكرهُ أن يقول الناسُ أنّه دَعا اُناساً مِن قومهِ وأَصحابه إلي دينهُ فاستجابوا
له فقاتل بِهِم حَتى ظَهَرَ عَلى عدوِّه ثمِّ أقبلَ عليهم فَقتَلَهُم وَلكِن دَعهُم
ياحذيفة فانَّ اللّه لَهُم باِلمرصاد".
وقد أنزل اللّه سبحانه إثر إثر هذه الحادثة الآية 65 من سورة التوبة التي قال تعإلى
فيها:
﴿وَلَئِن
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾.
* آية
الله السبحاني / سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.