كلمته أثناء زيارة مقرّ القوّات المسلّحة في المحافظة
خطاب القائد
كلمته أثناء زيارة مقرّ القوّات المسلّحة في المحافظة: 12-10-2012م
عدد الزوار: 60
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله ربّ العالمين، والصلاة على رسول الله وعلى آله الأطيبين الأطهار.
لقد قدّمتم برنامجاً معنوياً رائعاً جدّاً أيّها الشّباب الأعزّاء. عندما تحضر قلوب الشباب الطاهرة والمبهجة في أيّ مجالٍ من المجالات ـ سواءٌ المعنوية أم الدنيويّة ـ فإنّها تملأ الأجواء بالمعنويّات والحماس والزخم المعنويّ. وقد كانت تلاوة عزيزنا الشاب ممتازة أيضاً1. إنّنا نشكر الله على الحضور بينكم أيّها الأعزّاء والشباب من الجيش والحرس والقوّة الأمنية والتعبئة في هذه المنطقة المهمّة والحسّاسة لبلدنا.
أساس المنعة والأمن
إنّ مسؤولية القوّات المسلّحة في هذه المنطقة، كما في سائر مناطق البلد، هي مسؤولية خطرة ومصيريّة. إنّ القوّات المسلّحة المقتدرة والمنظّمة والمدرّبة، في كلّ بلدٍ، وبين أيّ شعبٍ، هي أساس شعور ذاك الشعب بالأمن، من جهة، وأساس المنعة والأمن مقابل أيّ أجنبيّ، يحمله هوسه العدوانيّ على التطاول على هذا وذاك، من جهة أخرى. عندما يبرز أيّ شعبٍ قبضاته الفولاذيّة، وأذرعه المقتدرة بوجه الآخرين، في لباس القوّات المسلّحة، فإنّ وهم وتصوّر التطاول على مثل هذا البلد يضعف، ويدفع العدوّ لإعادة حساباته.
مصانع الأسلحة
أيّها الشباب الأعزّاء، اعلموا، وأنتم تعلمون، أنّ عمل ومصلحة المتسلّطين والمعتدين في هذا العالم هو في إشعال الحروب. إنّ إشعال الحروب هو من الأعمال التي عُرفت على مرّ التاريخ واعتُمدت من قبل المقتدرين والمتسلّطين والمعتدين على حدود الشعوب الأخرى. وفي عصرنا هذا ـ وهو
عصر تقدّم الحضارة المادّية المعاصرة ـ ولأجل بيع
الأسلحة وازدهار الصّناعات التابعة للرأسماليين، ازداد هذا الدافع وقوي. فالمقتدرون،
سواءٌ السياسيّون أم الرأسماليّون،
الذين يديرون مصانع الأسلحة في العالم، يفكّرون بافتعال
الحروب والاضطرابات وفرض الأزمات على الشعوب والدّول. والشيء الذي يمكن أن يُضعف أو
يزيل هذا الدافع قبل ظهوره وبروزه، هو جهوزيّة الشعوب؛ حيث إنّ هذه
الجهوزيّة تتأمّن على نحو الاستعداد العام للشعب، وأيضاً في إطار القوّات المسلّحة.
يشعر شعبنا العزيز اليوم، ولله الحمد، في كلّ أنحاء البلاد، من الشباب وغيرهم، بالجهوزيّة للدفاع عن بلدهم. إنّهم يشعرون بالجهوزيّة من أجل تقدّم البلد. إنّ قوّاتنا المسلّحة أيضاً، والتي تقف في الصفوف الأماميّة للدفاع، هي اليوم وبحمد الله أكثر استعداداً واقتداراً من كلّ العصور الماضية.
الروحانية، والاقتدار العسكريّ
أعزّائي! إنّ أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام، قد عدّ القوّات المسلّحة حصون الرّعية أي القلاع والحصون التي تمنح الطمأنينة للشعوب، لكنّه قال: "الجنود بإذن الله حصون الرعيّة"2، بإذن الله.
إنّ ما هو مصيريٌّ وحاسم في النتيجة هو الإرادة الإلهيّة. فكلّما ازدادت نفوس القوّات المسلّحة وقلوبها وأرواحها الطاهرة أنساً بذكر الله والمعنويّات، تزداد قدراتها وكذلك قوّة ردعها. انظروا في الحروب الأخيرة في هذه المنطقة، في حرب الـ 33 يوماً، وفي حرب الـ 20 يوماً في غزّة، كيف انتصرت جماعات صغيرة على جيوشٍ هي بالظاهر مقتدرة، كانت تنعت نفسها بالقدرة جزافاً وتبجحاً، فهؤلاء لم يكونوا يعرفون الله، وكانوا محض ماديّين. أمّا أولئك، فقد كانوا روحانيين مرتبطين بالله. إنّ جبهاتنا أيضاً كانت أفضل شاهدٍ على أفضليّة التوجّهات المعنويّة عند الشباب. ففي خنادقنا وفي خطوطنا الدّفاعيّة، وفي ليالي
عمليّات الهجوم وحملاتنا العسكريّة، كانت حالات المناجاة عند المجاهدين من القضايا
التي لم يكن لها نظيرٌ في تاريخنا، وسوف تبقى على مرّ التاريخ.
فليصنع المسؤولون المحترمون للقوّات المسلّحة من هؤلاء
الشباب الأعزّاء جنوداً مستعدّين للعمل ومهيّئين للدفاع عن كرامة الشعب وهويّته
الوطنيّة وحدود بلده، وحدوده الاعتقاديّة. إنّ شعب إيران اليوم يشعر
بالقدرة في مواجهة أعدائه. وهذا الشعور بالقدرة ليس شعوراً كاذباً، بل هو شعورٌ
واقعيّ يستند إلى الوقائع. وهذا ما يعرفه أعداؤنا.
لن نتراجع، ولن نعتدي
إنّنا باتّباع تعاليم الإسلام، لسنا من أهل العدوان والتعرّض لهذا وذاك، ولكنّنا لسنا ممّن يتنازل ويتراجع أمام أيّ معتدٍ. إنّ ما لدى شعب إيران والقوّات المسلّحة من الجهوزيّة يمنع وهم الأعداء وخيالهم أن يسرح إلى التفكير بالاعتداء؛ فباستعدادهما وبروحيّة الحضور المستمرّ والجهوزيّة التامّة حقّقوا ما حقّقوا من الهيبة في قلب العدوّ، بحيث ترون أنّ ما يصدر من تصريحات عن هذا العدوّ في العالم اليوم يُحمل على الجُزاف والاعتباطية. يجب الحفاظ على هذه الجهوزيّة وتقويتها يوماً بعد يوم. إن كلّ حركةٍ من حركاتكم من أجل كسب القدرة والمعنويّات والانتظام في القوّات المسلحّة هي حسنةٌ عند الله تعالى.
إنّ هذه المنطقة هي منطقة الرّجال الأبطال، الذين ما زالت ذكراهم حيّةً في ذاكرة الرّجال المقاتلين، من ذوي السوابق في ميادين القتال. أسأل الله تعالى لكم أيّها الأعزّاء النجاحات من مقام العظمة والكرم الإلهيّ، ونطلب لكم توفيق الخدمة والعاقبة الحسنة من الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قدّمتم برنامجاً معنوياً رائعاً جدّاً أيّها الشّباب الأعزّاء. عندما تحضر قلوب الشباب الطاهرة والمبهجة في أيّ مجالٍ من المجالات ـ سواءٌ المعنوية أم الدنيويّة ـ فإنّها تملأ الأجواء بالمعنويّات والحماس والزخم المعنويّ. وقد كانت تلاوة عزيزنا الشاب ممتازة أيضاً1. إنّنا نشكر الله على الحضور بينكم أيّها الأعزّاء والشباب من الجيش والحرس والقوّة الأمنية والتعبئة في هذه المنطقة المهمّة والحسّاسة لبلدنا.
أساس المنعة والأمن
إنّ مسؤولية القوّات المسلّحة في هذه المنطقة، كما في سائر مناطق البلد، هي مسؤولية خطرة ومصيريّة. إنّ القوّات المسلّحة المقتدرة والمنظّمة والمدرّبة، في كلّ بلدٍ، وبين أيّ شعبٍ، هي أساس شعور ذاك الشعب بالأمن، من جهة، وأساس المنعة والأمن مقابل أيّ أجنبيّ، يحمله هوسه العدوانيّ على التطاول على هذا وذاك، من جهة أخرى. عندما يبرز أيّ شعبٍ قبضاته الفولاذيّة، وأذرعه المقتدرة بوجه الآخرين، في لباس القوّات المسلّحة، فإنّ وهم وتصوّر التطاول على مثل هذا البلد يضعف، ويدفع العدوّ لإعادة حساباته.
مصانع الأسلحة
أيّها الشباب الأعزّاء، اعلموا، وأنتم تعلمون، أنّ عمل ومصلحة المتسلّطين والمعتدين في هذا العالم هو في إشعال الحروب. إنّ إشعال الحروب هو من الأعمال التي عُرفت على مرّ التاريخ واعتُمدت من قبل المقتدرين والمتسلّطين والمعتدين على حدود الشعوب الأخرى. وفي عصرنا هذا ـ وهو

يشعر شعبنا العزيز اليوم، ولله الحمد، في كلّ أنحاء البلاد، من الشباب وغيرهم، بالجهوزيّة للدفاع عن بلدهم. إنّهم يشعرون بالجهوزيّة من أجل تقدّم البلد. إنّ قوّاتنا المسلّحة أيضاً، والتي تقف في الصفوف الأماميّة للدفاع، هي اليوم وبحمد الله أكثر استعداداً واقتداراً من كلّ العصور الماضية.
الروحانية، والاقتدار العسكريّ
أعزّائي! إنّ أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام، قد عدّ القوّات المسلّحة حصون الرّعية أي القلاع والحصون التي تمنح الطمأنينة للشعوب، لكنّه قال: "الجنود بإذن الله حصون الرعيّة"2، بإذن الله.
إنّ ما هو مصيريٌّ وحاسم في النتيجة هو الإرادة الإلهيّة. فكلّما ازدادت نفوس القوّات المسلّحة وقلوبها وأرواحها الطاهرة أنساً بذكر الله والمعنويّات، تزداد قدراتها وكذلك قوّة ردعها. انظروا في الحروب الأخيرة في هذه المنطقة، في حرب الـ 33 يوماً، وفي حرب الـ 20 يوماً في غزّة، كيف انتصرت جماعات صغيرة على جيوشٍ هي بالظاهر مقتدرة، كانت تنعت نفسها بالقدرة جزافاً وتبجحاً، فهؤلاء لم يكونوا يعرفون الله، وكانوا محض ماديّين. أمّا أولئك، فقد كانوا روحانيين مرتبطين بالله. إنّ جبهاتنا أيضاً كانت أفضل شاهدٍ على أفضليّة التوجّهات المعنويّة عند الشباب. ففي خنادقنا وفي خطوطنا الدّفاعيّة، وفي ليالي

لن نتراجع، ولن نعتدي
إنّنا باتّباع تعاليم الإسلام، لسنا من أهل العدوان والتعرّض لهذا وذاك، ولكنّنا لسنا ممّن يتنازل ويتراجع أمام أيّ معتدٍ. إنّ ما لدى شعب إيران والقوّات المسلّحة من الجهوزيّة يمنع وهم الأعداء وخيالهم أن يسرح إلى التفكير بالاعتداء؛ فباستعدادهما وبروحيّة الحضور المستمرّ والجهوزيّة التامّة حقّقوا ما حقّقوا من الهيبة في قلب العدوّ، بحيث ترون أنّ ما يصدر من تصريحات عن هذا العدوّ في العالم اليوم يُحمل على الجُزاف والاعتباطية. يجب الحفاظ على هذه الجهوزيّة وتقويتها يوماً بعد يوم. إن كلّ حركةٍ من حركاتكم من أجل كسب القدرة والمعنويّات والانتظام في القوّات المسلحّة هي حسنةٌ عند الله تعالى.
إنّ هذه المنطقة هي منطقة الرّجال الأبطال، الذين ما زالت ذكراهم حيّةً في ذاكرة الرّجال المقاتلين، من ذوي السوابق في ميادين القتال. أسأل الله تعالى لكم أيّها الأعزّاء النجاحات من مقام العظمة والكرم الإلهيّ، ونطلب لكم توفيق الخدمة والعاقبة الحسنة من الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1-إشارة إلى الآيات
القرآنية الافتتاحية التي تلاها أحد المجاهدين المشاركين في المراسم.
2-نهج البلاغة، رسالة 53.