يتم التحميل...

كلمته في تجمّع أهالي شيروان

خطاب القائد

كلمته في تجمّع أهالي شيروان: 15-10-2012 م

عدد الزوار: 35


 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد للّه ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين الهداة المهديّين المعصومين المكرّمين لا سيّما بقيّة اللّه في الأرضين.

أشكر الله تعالى على عناية توفيقه لهذا العبد الحقير، أن تمكّن من اللقاء بكم أيّها المؤمنون والأعزّاء من أهالي شيروان1، أهل اللطف والمحبّة في هذا الجمع الحماسيّ والحميم.

شيروان، تضحيات وتعايش أخوي
إنّ ذكرياتنا عن مدينتكم وأهاليكم هي ذكريات طيّبة. ففي مرحلة الامتحانات الصّعبة والكبيرة كانت مدينة شيروان من المناطق التي نجحت في امتحانها وثبّتت اسمها الطيّب في ديوان الذكرى. فبالإضافة إلى مئات الشّهداء والجرحى المعوّقين في مرحلة الدّفاع المقدّس ـ الذين قدّمهم الأهالي الأعزّاء لشيروان وضواحيها ـ يوجد فيها أسماء لسبعة قادة من بين شهداء هذه الدّيار. فإعداد القادة وإرسالهم لإدارة الميادين الصّعبة، ومن ثمّ شهادتهم، ليست بالحوادث التي يمكن أن تُنسى على مرّ التّاريخ. واليوم أيضاً يوجد في هذه المدينة وهذه المحافظة عدّة آلاف من التعبويين، والهيئات الدينيّة الفعّالة، بالإضافة إلى النّخب الثقافيّة والرياضيّة. كلّ ذلك يشير إلى هويّة كلّ منطقة من مناطق البلاد. على شبابنا الأعزّاء ـ سواءٌ في هذا القضاء أم في سائر أقضية هذه المحافظة ـ أن يفخروا بأنفسهم لهذه النجّاحات، وأن يعدّوها للقيام بالأعمال الكبرى في المستقبل.

إنّ من مآثر هذه المدينة وهذه المحافظة ـ وهو أمرٌ ملموس تماماً في قضاء شيروان هذا ـ هو هذا التعايش الأخويّ والإسلاميّ بين القوميّات المختلفة من الكرد والترك والفرس والتات. وإن شاء الله يتمكّن شبابكم، من النّساء والرّجال، مستقبلاً، من تقديم المزيد من الوجوه الساطعة وبأعداد أكبر لهذا المجتمع في بلدهم العزيز ومن أجل رفعة ثورتهم؛ وهو أملٌ ليس بعيد المنال.

الاستقرار الأمنيّ والثبات السياسيّ، فرصة
ما أرغب بذكره لكم أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء الشيروانيون هو أنّ جدّ شعبنا العزيز، ونباهة ووعي وبصيرة أهالينا الأعزّاء في هذه المحافظة وفي كلّ هذا البلد، قد أدّى إلى أن يتمتّع بلدنا بثباتٍ سياسيٍّ مستديم، وهذه نعمةٌ كُبرى. إنّ من أسلحة المتسلّطين المستبدّين والعدوانيين أن يوجدوا عدم الاستقرار في البلدان المختلفة. وقد شاهدتم نموذجاً منه بأنفسكم، سواء في منطقتنا أم في سائر المناطق المختلفة من هذا العالم الكبير. فأنتم ترون كيف أنّ هؤلاء المتسلّطين، أينما استطاعوا وبأيّة دولة طمعوا، ومن أجل أن يثبّتوا سلطتهم في تلك الدّول وفي تلك المناطق، كيف أنّهم يوجدون عدم الاستقرار بين أهالي تلك الدّولة، أو بين الدّولة نفسها والدّول المجاورة، فيختلقون الخلافات والنّزاعات من أجل الوصول إلى عدم الاستقرار في الأنظمة. وهكذا تستفيد من عدم الاستقرار هذا مصانع الأسلحة، والكارتيلات وشركات الائتمان والسماسرة الاقتصاديون الكبار الحاكمون على الأجهزة السياسيّة للغرب.

إن إيجاد عدم الاستقرار هو اليوم من سياسات الأجهزة الاستكبارية. وقد استطاع نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، في هذا الزّمن، وفي مثل هذه الظّروف، وببركة إيمانكم أيّها النّاس، وببركة البصيرة التي وُجدت في شعبنا بفضل الله، أن يحقّق دولةً ثابتةً مستقرّةً رغم أنوف الأعداء.
إنّ كلّ واحدٍ من أبناء هذا الشّعب هو دعامة الثّبات والاستقرار الذي تحقّق في البلد؛ وبالطّبع، في المقابل، فإنّ أكثر الفوائد النّاجمة عن هذا الثّبات والاستقرار في هذا النّظام السياسيّ للبلد، يعود على النّاس أنفسهم. فالشّعب الّذي يحصل على الأمن والثبات السياسيّ واستقرار الأجهزة الحاكمة في النّظام، سيجد الفرصة للنزول إلى الميادين المختلفة والمشاركة في مضامير السّباق الإنسانيّ ليحقّق الرّيادة والتفوّق. إنّ الأمن والاستقرار بالنّسبة لأيّة دولةٍ يُعدّ أحد أهم المطالب وأكثرها إنتاجيّةً لأيّ شعبٍ.

السكينة الإلهية نعمة كبرى
يقول الله تعالى في سورة الفتح من القرآن الكريم ـ حيث يعرّف الفتح الذي حقّقه المسلمون كنعمة كبرى للنبيّ والنّاس: ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلى ‏رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنين وَأَلْزَمَهُم كَلِمَةَ التَّقْوى ‏وَكانُوا أَحَقّ بها وَأَهْلَها[الفتح/26]. هكذا يعدّ نزول السكينة الإلهيّة على المجتمع الإسلاميّ كنعمةٍ كبرى. فالسّكينة هي الهدوء والطمأنينة. قد يقع الاضطّراب وسط شعبٍ ما، ويفقد الطمأنينة ويصبح الجّميع سيّئي الظنّ ببعضهم بعضاً، ويواجهون بعضهم بعضاً بالعداء والنّزاع، وتصبح الأجهزة الحاكمة في مواجهة النّاس، والنّاس في مقابل هذه الأجهزة الحاكمة، فمثل هذه الدّولة الفاقدة للأمن لا يمكنها أن تتقدّم على صعيد العلم والاقتصاد والصّناعة والعزّة الوطنيّة. لكن عندما يكون هناك استقرارٌ وأمنٌ وثباتٌ في أيّة دولة، فإنّ شعبها سيجد الفرصة لإظهار استعداداته وطاقاته الكامنة. وهكذا ترون أنّه بالرغم من تهديد الأعداء وحظرهم وحصارهم وخبثهم، استطاع شعب إيران وشبابنا الأعزّاء أن يبرزوا في الميادين المختلفة وأن يظهروا للعالم عظمتهم وطاقاتهم واستعداداتهم في مختلف المجالات، كلّ هذا ببركة الثّبات.

لقد سعى أعداؤنا مرّاتٍ ومرّات للقضاء على هذا الثّبات السياسيّ بالأساليب المختلفة. ففي بداية الثّورة، سعوا لئلّا تصل الثّورة الإسلاميّة إلى الاستقرار، ولئلّا تخرج الدّولة من مخاض الثّورة، وذلك من خلال إيجاد النّزاعات القوميّة في شرقيّ البلد وغربيّه وفي الشّمال والجّنوب، لكنّهم لم يفلحوا. بعد ذلك سعوا للقضاء على أمن البلد من خلال هجوم جارٍ مجنون ـ فقد كان صدّام وحشيّاً ومجنوناً ومنفلت العقال وخطراً بكل ما للكلمة من معنى ـ أعانته جماعات من الدّاخل، تلك الجماعات التي التجأت إلى أحضانه فيما بعد2. ولعلكم شاهدتم كيف أنّ الأمور التي أرادوها انتهت خلافاً لرغبتهم بـ 180 درجة. فالحرب المفروضة وهجوم العدوّ لا أنّه لم يقضِ على ثبات واستقرار البلد فحسب، بل زاد من اتّحاد الشّعب.

سلب الاستقرار، هدف العدوّ
لقد شاهدتم في مناطقكم هذه، في منطقة شمال خراسان، التي تُسمّى اليوم بمحافظة خراسان الشماليّة، وبالرّغم من المسافة الكبيرة التي تفصلها عن ميدان الحرب فأين منطقتا الجّنوب والشّمال الغربيّ في البلد، من محافظة خراسان الشماليّة وشيروان وبجنورد؟ كيف أنّ أهالي هذه المنطقة اتّحدوا في ميدان المواجهة ضدّ العدوّ، وكيف أنّ قضيّة الترك والفرس والكرد والكرمانج والتركمان وبقيّة القوميّات لم تعد مطروحةً، وكذلك قضيّة الشيعة والسنّة، بل اتّحد الجميع فيما بينهم ووقفوا في مواجهة العدوّ وقدّموا شبابهم وبعثوا برجالهم3. وفي بعض الأحيان كانت العائلة الواحدة ترسل أربعةً من شبابها إلى ميدان الحرب. وكان والد الشّباب الأربعة يقول: فليبقَ أحدكم لإدارة المنزل، كي أذهب إلى الحرب بنفسي. فأين يمكن أن نجد مثل هذا التّسابق في تقديم الأنفس؟

لقد أراد العدوّ أن يقضي على استقرار البلد وثباته وأن يسلب شعب إيران هذا الاستقرار، لكنّ الله تعالى وفي مقابل كيد الأعداء هذا، كان له تقديرٌ معاكس تماماً، ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرينَ [آل عمران/54]. وتقدّم الشّعب ببركة الدّفاع المقدّس من حيث كان، وازدادت استعداداته. وهكذا لم تؤثّر في شعب إيران مؤامرة الأعداء المستكبرين والذّئاب التي تقتات على الدّماء.

ثمّ سعوا فيما بعد للقضاء على هذا الثبات من الدّاخل. وأنا هنا أشير فقط ولا أريد أن أدخل إلى التّفاصيل. وكانت خطّة العدوّ ومؤامرته على هذا المنوال، سواءٌ عام 78 أم عام 88 ش [1998م و2009]4 مع فارق عشر سنوات. ففي الحالتين كان سعيهم لسلب البلد الثّبات السياسيّ، وإيجاد الاضطراب فيه وسلب الشّعب هذا الاستقرار العامّ.

اعرفوا قيمة الاستقرار والثبات
يجب علينا أن نعرف قدر هذا الثّبات والاستقرار. وليعرف هذا الشّعب قدر هذا الأمر. وأنا في حديثي معكم، واقعاً، أتوجّه بخطابي لأولئك الّذين لا يريدون لقيمة الثّبات والاستقرار أن تُقدّر. هؤلاء الّذين يسعون من خلال حركاتهم وأعمالهم القبيحة وتحريفاتهم، للقضاء على هذا الثّبات والاستقرار وهذه الطمأنينة الموجودة في البلد. بالطبع، إنّ المسؤولين في البلد يقِظون من خلال التّدبير والإدارة. وإنّني أيضاً أؤكّد على مسؤولي السّلطة التنفيذيّة، أو مسؤولي السلطة التشريعيّة، أو السّلطة القضائيّة، أن يكونوا يقظين لكي لا يتمكّن الأشرار والأعداء، بتآمرهم، من القضاء على هذا الاستقرار الموجود على مستوى البلاد الذي هو أفضل علامة على اقتداره، والذي يمكنه أن يجلب لهم جميع الخيرات.

أيها المسؤولين كونوا يقظين
ها نحن على مشارف الانتخابات، بعد عدّة أشهر من الآن5. ويجب إلى ما قبل الانتخابات وأثناءها، أن تتركّز همّة جميع المسؤولين على الحفاظ على هذا الاستقرار السياسيّ للبلد، وأن يحولوا دون تحوّل الجوّ السياسيّ فيه إلى جوٍّ مليءٍ بالاضطرابات والهرج والمرج، وهذا الأمر إنّما يتحقّق بوعي مسؤولي البلاد إن شاء الله.

بالطبع، إنّ الشّعب في الواقع يقظٌ وبصير. فماذا يقول المرء عن هذا الوعي والبصيرة؟ فالناس بعمومهم تنظر دوماً إلى مصالح البلد نظرةً صحيحة. هذه هي تجربتنا. فطيلة هذه العقود الثّلاثة6، استطاع هذا الشّعب أن يتحمّل أي مسؤوليّةٍ أُنيطت به على أفضل وجه. لقد أراد الأعداء إخراج الشّعب من الميادين التي عليه الحضور فيها، لكنّهم لن يتمكّنوا. وأرادوا أن يُبتلى النّاس بالتشتّت والاختلاف والتّنازع فيما بينهم وأن يغفلوا عن مصالح بلدهم وتطوّره، لكنّهم لم يتمكّنوا. فقد كشف أداء النّاس عن وجود البصيرة لديهم. إنّ بصيرة الشّعب، بحقٍّ وإنصاف، هي مضرب مثل؛ وهذا أيضاً هو فعل الله. فالقلوب بيد الله، وكلّ الإرادات مقهورةٌ لإرادته. فالنّاس مؤمنون ويتوجّهون إلى الحقائق؛ وأكثر توصياتنا موجّهة إلى المسؤولين، وإلى السياسيين، وإلى المديرين المختلفين: المديرين كونوا يقظين دوماً لئلّا يتمكّن العدوّ من القضاء على هذا الثّبات والاستقرار والطمأنينة التي تحقّقت في هذه البلاد بفضل الله، حيث إنّ العدوّ قد سعى دوماً لذلك، إلا أنّه أخفق. فليسعَ المسؤولون لحفظ هذا الثبات والاستقرار وليمنعوا حصول مثل هذا التّنازع. فأحياناً، كلمةٌ واحدة أو عملٌ غير موزون أو إقدامٌ في غير محلّه يؤدّي إلى حصول مثل هذا التّنازع ضمن البيئة السياسيّة. فعليهم أن يلتفتوا جيّداً.

خدمة الشعب والثقة بالمسؤولين
بالطّبع، إنّ هذا الشعب العزيز يستحقّ حقيقةً أن يصرف المسؤولون كلّ وقتهم وسعيهم من أجل التقدّم بشؤونه. إنّني أنظر إلى قضايا محافظة خراسان الشّماليّة ـ قضايا بجنورد وشيروان وأسفراين وباقي الأقضية والقطاعات في هذه المحافظة ـ وأرى الكثير من الأعمال، وهذا يقع على عاتق المسؤولين، سواءٌ ممثّلي السّلطة التشريعيّة أم السلطة التنفيذية، فالكلّ مكلّفٌ بالعمل للنّاس وتقديم الخدمات. وفي قضاء شيروان، يوجد الكثير من الأعمال التي ينبغي أن تُنجز.

بالطبع، أقول لكم أيّها النّاس أن تثقوا بمسؤوليكم. المسؤولون يريدون العمل، ويرغبون بالسّعي، فالنّوايا جيّدة. يوجد اليوم توجّه لخدمة النّاس. بالطّبع، توجد في بعض الأوقات سلائق وأساليب غير صحيحة، وأحياناً لا تكون الإمكانات متوفّرة بتمامها، فعلى الجّميع أن يسعوا ويتعاضدوا من أجل القضاء على المشاكل الموجودة سواءٌ في المجالات الاقتصاديّة أم الثقافيّة.

لحلّ مشكلة البطالة
إنّ المشكلة الأساسيّة والمهمّة في هذا القضاء، كما في باقي أقضية هذه المحافظة، وبعض المحافظات الأخرى في البلد، هي مشكلة البطالة؛ وهذا ما يتطلّب السعي لإيجاد فرص عمل إن شاء الله. والمشكلة الأخرى هي قضيّة الإدمان الموجودة في هذه المحافظة وفي هذا القسم. لقد حذّرت في هذا السّفر وطلبت من الشّباب أنفسهم، قلت: أيّها الشّباب الأعزّاء، إنّنا نعتبركم متحمّسين وأصحاب عزم واستقامة، هكذا نراكم. فالواقع هو هكذا. إنّ شباب هذه المحافظة يُعدّون بلحاظ المستوى الثقافيّ والفهم والنّباهة من المتقدّمين. يرى الإنسان شباباً في هذه المحافظة هم في الطليعة. فعلى هؤلاء الشّباب الشّجعان والروّاد أن يكونوا أيضاً من الروّاد في مواجهة ومحاربة الخطر المهلك للإدمان والتلوّث بالمخدّرات. يجب أن يقاوموا بأنفسهم، ويجب أن يحاربوا بأنفسهم. فهذه مواجهة تقع بشكل مشترك ومتلازم على عاتق المسؤولين والنّاس أنفسهم. أنا العبد متفائلٌ جدّاً من الشّباب، وأعتقد أنّ شبابنا الأعزّاء إذا أرادوا لتمكنّوا من مواجهة ومحاربة الأخطار الكبرى، ومنها خطر المخدّرات في هذه المحافظة.

شعب إيران في الساحة دوماً
إنّ النّاس في جميع أرجاء البلاد، هم بحمد الله مفعمون بالبهجة والنّشاط. فليرَ أعداؤنا هذا الأمر وليكونوا على علم به. فأولئك الذين كانوا يريدون أن يجعلوا النّاس محبطين ويائسين بواسطة الحظر، وأن يجعلوهم متعبين، فليروا تحرّك النّاس هذا، وهذه التجّمعات العظيمة، وهذه الحركة الفوّارة والحماسيّة لأهالي هذه المحافظة، كبقيّة المحافظات الأخرى. فليروا كم للنّاس من حضور في السّاحات، وكم أنّ عزمهم وإرادتهم راسخة في الدّفاع عن النّظام. فكلّ هذا مليءٌ بالعبر. هؤلاء يقولون شعب إيران7. وعلى ما يبدو فإنّ أولئك الذين يأتون على ذكر شعب إيران ـ من زعماء أمريكا وغيرها ـ لا يعتبرونكم شعب إيران! فشعب إيران بنظرهم هو موجودٌ موهومٌ، وتصوّرٌ وهميّ، يتحدّثون عنه حيث يقولون إنّ هذا الشعب مخالفٌ للنّظام، ومخالفٌ للإسلام. إنّ شعب إيران هو الذي شاهدتموه ماذا يفعل في هذه السّاحات العظيمة. في هذه الأيّام القليلة أظهر أهالي بجنورد وأسفراين وسائر مناطق هذه المحافظة، ملحمةً لجميع شعوب العالم. بالطبع، إنّهم يسعون في وكالات أنبائهم وفي وسائلهم الإعلاميّة لأن يقلّلوا من وهج الأخبار وأن لا يظهروا حضور النّاس، لكنّهم يدركون هذا الواقع ويرونه.

النظرة العلمية، والتخطيط والثبات

إنّ ما نوصي به مسؤولي الدولة المحترمين في المجال الاقتصاديّ ـ وهو ما يرتبط بالقضايا الأساسيّة، والتي يركز العدوّ عليها أيضاً ـ هو أن يلتفتوا إلى هذه العناصر الثلاثة في التقدّم الاقتصاديّ:

أولاً، في الشأن الاقتصاديّ، يجب النّظر إلى القضايا نظرةً علميّة كما في غيره من القضايا. ثانياً، إنّ التخطيط الناشئ عن تدبير وتأنٍّ والذي لا تراخِيَ فيه أو تقصير يُعدّ ضروريّاً. وهذا ينطبق على جميع القضايا الحساسة، ومنها القضايا الاقتصاديّة. ثالثاً، يتطلّب الأمر الثّبات والاستمراريّة في السياسات. فلو أخذ المسؤولون إن شاء الله هذه العناصر الثلاثة بعين الاعتبار في مورد التطوّر الاقتصاديّ للبلد- وهو كذلك، إذ يوجد من بين المسؤولين أشخاصٌ مميّزون وبارزون جدّاً من النّاحية العلميّة، وكذا من ناحية الحرص والاهتمام والتدبيرـ فبتوفيق الله وبحوله وقوّته لن يتمكّن أعداؤنا من ارتكاب أيّة حماقة في هذه المواجهة الاقتصاديّة مع هذا الشعب، كما لم يقدروا أن يفعلوا شيئاً في القطاعات الأخرى.

العدوّ متعب يائس
إنّ شعب إيران بحمد الله ولطفه هو شعبٌ حيٌّ مبتهجٌ ونشيطٌ وحاضرٌ في السّاحات، وحضوره متلازمٌ مع البصيرة ومتوائمٌ مع العزم والإرادة الرّاسخة. إنّ الأعداء يسعون لإظهار شعب إيران متعباً ويائساً. وها هم النّاس بتحرّكاتهم يظهرون كذب العدوّ وأنّه مغرضٌ في حكمه. بالتأكيد، إنّ بعض الأبواق المحليّة وللأسف، تنطق وفق ميل العدوّ ـ لا نقول عمداً، ولكن غفلةً ـ وبعض هؤلاء هم أنفسهم متعبون، ويقولون إنّ الشعب قد تعب. إنّ النّاس ليسوا متعبين، بل هم في الميدان وفي السّاحات ومستعدّون للعمل. فيجب تجهيز الميدان للنّاس وفتحه، عندها سترون بأيّة دوافع واهتمام وبأي عزم راسخ سينزلون إلى الميادين، كلّما شعروا بوجود تكليفٍ، مثلما فعلوا اليوم.

نسأل الله تعالى أن ينزل فضله ورحمته وخيره وبركاته عليكم يا أهل قضاء شيروان الأعزّاء. وإن شاء الله يشمل شبابكم الأعزّاء بألطافه وتوفيقاته ويمنحهم حسن العاقبة. وإن شاء الله تكونون يوماً بعد يوم أفضل وأكثر بهجةً ومصحوبين بالمزيد من النّجاح، ونسأله تعالى أن يحشر أرواح الشهداء المطهّرة وروح إمام الشّهداء مع أوليائهم. إنّني أتوجّه بالشكر العميق لتجمّعكم العزيز والحماسيّ ولإظهار محبّتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


1-إحدى مدن محافظة خراسان الشمالية وهي مركز أحد الأقضية، وتقع غرب مدينة بجنورد.
2-المقصود: جماعة بني صدر الرئيس السابق للجمهورية الذي عزله الشعب بعد خيانته، وجماعة من أتباعه الذين تعاملوا مع أعداء إيران، فحدثت مجازر واغتيالات وإخفاقات في الحرب المفروضة نتيجة تواطؤهم مع الغرب ونظام صدام. وكذلك منظمة (منافقي خلق) وغيرهم الذين آذوا الثورة من الداخل. وبعد انكشافهم لجؤوا علنا الى فرنسا والعراق.
3-[إلى ساحات الدفاع المقدس في الطرف الغربي والجنوبي إبان الحرب المفروضة في ثمانينيات القرن الماضي]
4-الأول (عام1999م): الحملة الإعلامية المضلِّلة التي قادها أعداء إيران بعد فوز خاتمي بالرئاسة، واستغلالهم لحادثة هجوم الپسيج على منامة الطلاب في أحد أقسام جامعة طهران. والثاني (عام2009): فتنة انتخابات الرئاسة وادعاء التزوير المريب والحملة الغربية التي لاقت عملاء لها في الداخل، حيث روّجوا بقوّة للتزوير وقاموا باضطرابات وأعمال شغب أدّت إلى ردة فعل قوية ومعاكسة من قبل الشعب، حيث خرج بالملايين في كل إيران وأعلن ولاءه للنظام الإسلامي ولحاكمية ولاية الفقيه، وأحبط بذلك أهم محاولة للغرب وعملائه للإطاحة بالنظام من الداخل.
5- انتخابات رئاسة الجمهورية في الربيع القادم [2013].
6- مرت ثلاثة عقود على الثورة منذ العام 79م.
7-الأطراف الدولية المعادية للثورة التي تخاطب الشعب الإيراني من الخارج بلغة لا تنطبق على هويته وحقيقته في الواقع.

2012-12-01