قافلة النبى (ص) من المدينة إلى غدير خم
عيد الغدير
وسُمِّيت هذه السفرة باسم "حجة الوداع". وكانت سفرة نبوية عظيمة، اقترنت بذكريات عميقة عن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبليغه رسالة ربه، وترسَّخت في وعي المسلمين ومصادر حديثهم وتاريخهم.
عدد الزوار: 177
رحلة الوداع1
وسُمِّيت هذه السفرة باسم "حجة الوداع".
وكانت سفرة نبوية عظيمة، اقترنت بذكريات عميقة عن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبليغه رسالة ربه، وترسَّخت في وعي المسلمين ومصادر حديثهم وتاريخهم.
وكان الهدف النبوي من هذه السفرة بيان ركنين من أركان الإسلام ليتـمَّ بهما تبليغ الإسلام:أحدهمـا الحج، والآخر الخلافـة والولاية على الأمة بعده.
بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم رسله ومبعوثيه إلى محلات المدينة وما حولها، وإلى قبائل العرب يخبرهم بعزمه على السفر للحج ويأمرهم أن يوافوه إلى مكة للحج معه.
وقد استجاب جمع غفير من المسلمين وجاؤوا من كل المناطق زرافات ووحداناً;منهم إلى المدينة ومنهم إلى مكة رأساً، لوداع نبيهم والمشاركة في أداء فريضة الحج المقدسة.
تحرَّك الموكب النبوي من المدينة يوم السبت الخامس والعشرين من ذي القعـدة متَّجهاً إلى مكـة. وكان عدد الحجاج يزداد في الطريق بين المدينة ومكة بانضمام وفود القبائل من المناطق القريبة والنائية من الجزيرة واليمن، ليروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتحجوا معه ويودِّعوه قبل رحيله إلى ربه.
لقد أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرات عديدة أن هذا العام هو العام الأخير من عمره الشريف وهذا بحد ذاته يثير الرغبـة لدى المسلمين للاشتـراك في هذه الرحلة التاريخية.وقد كان عدد المشاركين في مراسيم الحج في هذه الواقعة ما يقارب من مائة وعشرين ألف حاج، وقد حضر من المدينة وما حولها سبعون ألف حاج تشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومشوا في قافلته متَّجهيـن إلى مكـة، هاتفين طول الطريـق بالتلبية والتكبيـر.
الإحرام لله تعالى2
وقد تحرَّك الموكب النبوي من المدينة نحو مسجد الشجرة ليبدؤوا إحرامهم هناك.. وكان أهل بيت النبوة جميعاً بصحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا السفر المهيب:فاطمة الزهراء والحسن والحسين وسائر الذرية الطاهرة عليهم السلام، وكذلك نساء النبي ركبن المحامل تحملها الإبل في تلك القافلة الجماهيرية.
ولم يطل نزولهم في "مسجد الشجرة"، فقد أحرموا للحج من هناك وأعلنوا تلبية ربهم.ثم واصلت المسيرة انطلاقتها باتجاه مكة في موكب مهيب في مسيرة عشرة أيام، في قافلة عظيمة تشمل الركبان والمشاة.
ساروا طوال الليل إلى الفجر ملبين ذاكرين الله تعالى إلى فجر يوم الأحد، حيث توقفوا في الطريق ومكثوا إلى المساء.
وبعد أداء صلاة المغرب والعشاء واصلوا مسيرتهم حتى وصلوا صباح الغد إلى "عرق الظبية".ثم واصلوا السير حتى توقفوا فترة قليلة في "الروحاء"، وتحركوا منها إلى "المنصرف"حيث نزلوا فيها لأداء صلاة العصر.ثم نزلوا في "المتعشى" فأدَّوا صلاة المغرب وتناولوا طعام العشاء هناك.ثم واصلوا السير إلى "الأثاية" فأدَّوا صلاة الصبح.وفي صباح يوم الثلثاء وصلوا إلى منطقة "العرج";وفي يوم الأربعاء وصلوا إلى "السقيا".
وفي يوم الخميس وصلت القافلة النبوية إلى "الأبواء"وهو المكان الذي توفيت فيه "آمنة"أم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقام بزيارة مرقدها الطاهر.
وفي يوم الجمعة واصلوا سيرهم فمرّوا على منطقة "غدير خم" و"الجحفة".ثم ساروا إلى منطقة "القُديد" فنزلوا هناك واستراحوا إلى يوم السبت. ثم رحلوا منها ووصلوا إلى "عُسفان"يوم الأحد. ثم ساروا حتى وصلـوا يوم الإثنين إلى "مرّ الظهـران"وبقوا هناك إلى الليـل.
وفي أثناء الطريق شكا المشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صعوبة الطريق ومشقة السفر، وطلبوا منه أن يحملهم على الإبل.وبما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلملم يكن لديه ما يحملهم عليه فقد أوصاهم بأن يشدوا أرجلهم بما تيسر لهم، ويواصلوا سيرهم هرولةً عسى أن يخفف ذلك عنهم.
ثم توجَّهوا ليلا فوصلوا إلى "سَيرَف" آخر منزل قرب مكة المكرمة.ثم ساروا حتى دخلوا مكة يوم الثلاثاء الخامس من ذي الحجة.فقطعوا تلك المسافة في عشرة أيام، وأناخ أول موكب مهيب للحج بمكة تحف به آيات الجلال والعظمة، بما لم يسبق له مثيل، وبما يقصر الوصف عن بيانه.
1-عوالم العلوم:ج 15/3 ص 167، 297.الغدير: ج 1 ص 9، 10.بحار الأنوار:ج 21 ص 360، 383، 384، 390، ج 28 ص 95، ج 37 ص 201.
2-الغدير:ج 1 ص 9، 10.بحار الأنوار:ج 21 ص 360، 383، 384، 390، و ج 38 ص 95.و ج 38 ص 201.عوالم العلوم:ج 15/3 ص 167، 297.