وفد حجاج اليمن بقيادة أمير المؤمنين(ع)

 كان أكثر أهل اليمن دخلوا في الإسلام على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن بقيت منها مناطق قبائل همدان وغيرها.فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها جيشاً بقيادة خالد بن الوليد يدعوها إلى الإسلام.وبقي خالد ستة أشهر هناك حيث لم يستجيبوا له، ولم يجرأ هو وجيشه أن يقاتلوهم.فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أميرالمؤمنين علياً عليه السلام على رأس جيش وأمر خالد بن الوليد أن ينضم تحت إمرته.

وسار علي عليه السلام إلى أداء مهمته في استكمال فتح اليمن، وأكمل مهمته بالمعجزة في بعض المناطق وبالحرب في مناطق أخرى في عمق اليمن; كل ذلك في مدة قياسية.

حتى إذا تحرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى حجة الوداع تحرك علي عليه السلام من اليمن ليوافيه في مكة.فقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام يخبره بقصده ويأمره بالتوجه هو ومن معه من جيش الإسلام ومن يرغب من أهالي اليمن إلى مكة للاشتراك في مراسم الحج.

فتوجَّه أميرالمؤمنين عليه السلام نحو مكة على رأس جيشه ومعه اثناعشر ألفاً من أهالي اليمن، ومعه الحلل التي أخذها من أهل نجران.

اقترب جيش علي عليه السلام من مكة من ناحية اليمن وعرف أن موكب النبي صلى الله عليه وآله وسلم اقترب منها من جهة المدينة.فاستخلف قائداً على جيشه وبادر مسرعاً إلى حبيبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكي يتزوَّد منه بعد فراق شهور، ويقدِّم له تقريراً عن نعم الله تعالى بفتح اليمن وترتيب إدارتها.

فأدرك النبى صلى الله عليه وآله وسلم و قد أشرف على مكة.فسلَّم وأخبره بما صنع وبقبض ما قبض، وأنه سارع للقائه أمام الجيش. فسرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك وابتهج بلقائه.ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:"عد الى جيشك، فعجِّل بهم الىَّ حتى نجتمع بمكة ان شاء الله".فودَّعه أميرالمؤمنين عليه السلام ورجع إلى جيشه اليماني وتحركوا جميعاً باتجاه مكة فدخلوها في يوم الثلاثاء لخمس مضين من ذي الحجة، يوم دخول قافلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة أيضاً.

وفي مكة خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبته الاولى من الخطب النبوية الست في حجة الوداع.

^{1-بحار الأنوار:ج 21 ص 360، و ج 37 ص 201، عوالم العلوم:ج 15/3 ص 297.الإرشاد:ج 1 ص 172}