يتم التحميل...

حقوق الزوجة

حقوق الأسرة

وهكذا أولت الشريعة الاسلامية الزوجة عناية كبرى ومنحتها حقوقها المادية والأدبية، ازاء حقوق الزوج عليها. مشرعة ذلك على أساس الحكمة والعدل، ورعاية مصلحة الزوجين وخيرهما معاً، وهي امور: النفقة,التوسعة على العيال,حسن العشرة, الحماية...

عدد الزوار: 930

وهكذا أولت الشريعة الاسلامية الزوجة عناية كبرى ومنحتها حقوقها المادية والأدبية، ازاء حقوق الزوج عليها. مشرعة ذلك على أساس الحكمة والعدل، ورعاية مصلحة الزوجين وخيرهما معاً، وهي امور:

1- النفقة: وهي حق محتم على الزوج، يجب أداؤه اليها، وتوفير حاجاتها المعاشية، من الملبس والمطعم والمسكن، ونحو ذلك من مستلزمات الحياة حسب شأنها وعادتها. والنفقة حق معلوم للزوجة، تتقاضاه من زوجها، وان كانت ثرية موسرة، لا يسقط الا بنشوزها وتمرّدها على الزوج. وليس له قسرها على الخدمات المنزلية، أو إرضاع طفله، الا ان تتطوع بذلك عن رغبة وإيثار.

التوسعة على العيال: وقد يسترق البخل بعض النفوس فتنزع الى الشح والتقتير على العيال، متغاضية عن أشواقهم ومآربهم. ومن هنا جاءت أحاديث أهل البيت عليهم السلام محذرة من ذلك الامساك، ومرغّبة في البر بهم، والتوسعة عليهم.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: "خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي"1. وقال صلى اللّه عليه وآله: "عيال الرجل اسراؤه، وأحب العباد الى اللّه تعالى أحسنهم صنيعاً الى اسرائه"2. وقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: "عيال الرجل اسراؤه، فمن أنعم اللّه عليه نعمة فليوسع على اسرائه، فان لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة"3.

وهكذا أثبتت أحاديثهم عليهم السلام وباركت جهود الكادحين، في طلب الرزق الحلال، لتموين أزواجهم وعوائلهم، وتوفير وسائل العيش لهم. فعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: "الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه"4. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: "من طلب الرزق في الدنيا، استعفافاً عن الناس، وسعياً على أهله، وتعطفاً على جاره لقي اللّه عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر"5.

2- حسن العشرة: والزوجة أنيسة الرجل، و شريكة حياته، تشاطره السراء والضراء، وتواسيه في الأفراح والأحزان. وتنفرد بجهود شاقة مضنية من تدبير المنزل، ورعاية الأسرة، ووظائف الأمومة. فعلى الرجل ان يحسن عشرتها، ويسوسها بالرفق والمداراة، تلطيفاً لمشاعرها، ومكافأة لها على جهودها. وذلك مما يسليها، ويخفف متاعبها، ويضاعف حبّها وإخلاصها لزوجها.

وقد يستبد الصلف والغرور ببعض الأزواج، فيحسبون ان قوة الشخصية وسمات الرجولة لا تبرز فيهم الا بالتحكم بالزوجة، والتجهم لها، والتطاول عليها بالاهانة والتحقير. وتلك خلال مقيتة، تنم عن شخصية هزيلة معقّدة، تعكر صفو الحياة الزوجية، وتنغص الهناء العائلي.

والمرأة بحكم عواطفها ووظائفها، مرهفة الاحساس، سريعة التأثر، قد تسيء الى زوجها بكلمة نابية، او تقريع جارح، صادرين عن ثورة نفسية، وهياج عاطفي. فعلى الرجل أن يضبط أعصابه، ويقابل اساءتها بحسن التسامح والاغضاء، لتسير سفينة الأسرة آمنة مطمئنة، في محيط الحياة، لا تزعزعها عواصف النفرة والخلاف.

فعن ابي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: "انما مثل المرأة مثل الضلع المعوج، ان تركته انتفعت به، وان أقمته كسرته"6. فاذا تمادت المرأة في عصيان زوجها وتمردها عليه، فعليه ان يتدرج في علاجها وتأديبها، بالنصح والارشاد، فان لم يجدها ذلك أعرض عنها، واعتزال مضاجعتها، فان لم يجدها ذلك ضربها ضرباً تأديبياً، مبرءاً من القسوة، والتشقي الحاقد "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، واضربوهن. فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا".

3- الحماية: والزوج بحكم قوامته على الزوجة، ورعايته لها، مسؤول عن حمايتها وصيانتها عمّا يسيئها ويضرها أدبياً ومادّياً، وعليه ان يكون غيوراً عليها، صائنا لها مما يشوه سمعتها، ويثلب كرامتها من التخلع والاختلاط المريب، ومعاشرة المريبات من النساء.

وما أسوأ الذين يزجون أزواجهم في الندوات الخليطة، والحفلات الداعرة، يخالطن ويراقصن من شئن من الرجال، متعامين عن أضرار ذلك الاختلاط، وأخطاره الدينية والأخلاقية والاجتماعية، التي تهدد كيان الأسرة، وتنذرها بالتبعثر والانحلال.

وعلى المرء ان يحمي زوجه وأسرته من دسائس الغزو الفكري، ودعاياته المضللة، التي انخدع بها أغرار المسلمين، نساءاً ورجالاً، وتلقفوها تلقف الببغاء، دونما وعي وتمحيص في واقعها وأهدافها. وذلك بتعليمهم أصول الدين الاسلامي ومفاهيمه حسب مستواهم الثقافي والفكري، تحصيناً لهم من تلك الدسائس والشرور.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(التحريم:6).


1- الوافي ج 12 ص 117، عن الفققيه.
2- الوافي ج 12 ص 117، عن الفقيه.
3- الوافي ج 12 ص 117، عن الفقيه.
4- الوافي ج 10 ص 18، عن الكافي والفقيه.
5- الوافي ج 10 ص 18، عن الكافي والتهذيب.
6- الوافي ج 12 ص 120، عن الكافي. 2009-07-30