حقوق الزوج
حقوق الأسرة
للزوج حقوق على زوجه بحكم رعايته لها وقوامته عليها، وهي:الطاعة: وهي أول متطلبات الزوج وحقوقه المفروضة على زوجه. فهي مسؤولة عن طاعته وتلبية رغباته المشروعة، ومفاداة كل ما يسيئه ويغيظه، كالخروج من الدار بغير رضاه، والتبذير في ماله، وإهمال وظائفها المنزليةونحو ذلك مما يعرض الحياة الزوجية لأخطار التباغض والفرقة.
عدد الزوار: 721
للزوج حقوق على زوجه بحكم رعايته لها وقوامته عليها، وهي:
1- الطاعة: وهي أول متطلبات الزوج وحقوقه المفروضة على زوجه. فهي مسؤولة عن طاعته وتلبية رغباته المشروعة، ومفاداة كل ما يسيئه ويغيظه، كالخروج من الدار بغير رضاه، والتبذير في ماله، وإهمال وظائفها المنزلية، ونحو ذلك مما يعرض الحياة الزوجية لأخطار التباغض والفرقة.
فعن أبي جعفر عليه السلام قال: جاءت امرأة الى النبي صلى اللّه عليه وآله فقالت: يا رسول اللّه، ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: أن تطيعه ولاتعصيه، ولا تصدق من بيته الا باذنه، ولا تصوم طوعاً الا باذنه، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب، ولا تخرج من بيتها الا باذنه، وإن خرجت بغير اذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الارض، وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع الى بيتها.
فقالت: يا رسول اللّه من أعظم الناس حقاً على الرجل؟
قال: والده.
قالت: فمن أعظم الناس حقاً على المرأة؟
قال: زوجها..."1.
وعن ابي عبد اللّه عليه السلام قال: إن رجلاً من الأنصار على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله، خرج في بعض حوائجه. فعهد الى امرأته عهداً ان لاتخرج من بيتها حتى يقدم. قال: وان أباها مرض، فبعثت المرأة الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فقالت: ان زوجي خرج وعهد اليّ أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم، وان ابي قد مرض، فتأمرني ان أعوده؟
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: لا، اجلسي في بيتك واطيعي زوجك.
قال: فثقل، فأرسلت اليه ثانياً بذلك، فقالت: فتأمرني أن أعوده؟
فقال: اجلسي في بيتك واطيعي زوجك.
قال: فمات ابوها، فبعثت اليه إن أبي قد مات، فتأمرني أن أصلي عليه؟
فقال: لا، اجلسي في بيتك واطيعي زوجك.
قال: فدفن الرجل، فبعث اليها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: ان اللّه تعالى قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك2.
وقال ابو عبد اللّه عليه السلام: أيّما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق، لم تقبل منها صلاة حتى يرضى عنها3.
2- المداراة: وعلى الزوجة ان تحيط زوجها بحسن العشرة، وجميل الرعاية، ولطف المداراة، وذلك بتفقد شؤونه، وتوفير وسائل راحته النفسية والجسمية، وحسن التدبير المنزلي، ورعاية عياله، ليستشعر منها العطف والولاء، وتغدو الزوجة بذلك حظية عند زوجها، أثيرة لديه، يبادلها الحب والاخلاص. وتكون الى ذلك قدوة حسنة لأبنائها، يستلهمون منها كريم الأخلاق وحسن الأدب.
ومن اهم صور المداراة ان تتفادى المرأة جهدها، عن ارهاق زوجها بالتكاليف الباهضة، والمآرب التي تنوء بها امكاناته الاقتصادية، فذلك مما يسبب إرباكه واغتمامه، ومن ثم يستثير سخطه ونفاره من زوجته.
فعن ابي ابراهيم عليه السلام قال: "جهاد المرأة حسن التبعل"4.
ولا ريب ان حسن تبعل الزوجة وكرم أخلاقها، يشدّ ازر الزوج، ويرفع معنوياته، ويمده بطاقات جسمية ونفسية ضخمة، تضاعف من قدرته على مواصلة الكفاح والجهاد في سبيل العيش، ويزيده قوة وصلابة على معاناة الشدائد والازمات، كما أن شراستها وتمردها يوهن كيانه، ويضعف طاقته، ويهرمه قبل أوان الهرم، وفي التاريخ دلائل وشواهد على ذلك.
منها: قصة الاخوة الثلاثة من بني غنّام، حينما جاءهم نفر يحكّمونهم في مشكلة أعياهم حلّها، فانتهوا الى واحد منهم، فرأوا شيخاً كبيراً، فقال لهم: ادخلوا الي أخي "فلان" فهو أكبر مني، فاسألوه. فدخلوا عليه، فخرج شيخ كهل، فقال سلوا أخي الأكبر مني. فدخلوا على الثالث، فاذا هو في المنظر أصغر. فسألوه أولاً عن حالهم، ثم أوضح مبيناً لهم، فقال: أما أخي الذي رأيتموه أولاً، هو الأصغر، فان له امرأة سوء تسوؤه وقد صبر عليها مخافة ان يبتلى ببلاء لا صبر له عليه، فهرمته.
وأما أخي الثاني فان عنده زوجة تسوؤه وتسره، فهو متماسك الشباب. وأما أنا، فزوجتي تسرني، ولا تسوؤني، لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني. فشبابي معها متماسك5.
وهذه وصية بليغة لأعرابية حكيمة، توصي بها ابنتها ليلة البناء بها: "أي بنية، إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشك الذي فيه درجت، الى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه. فكوني له أمةً يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً:
أما الأولى والثانية: فاصحبيه بالقناعة، وعاشريه بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك الا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فان تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمه وعياله. وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سرّا. فانك ان خالفتيه أغرت صدره، وان أفشيت سرّه لم تأمين غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه اذا كان مهتماً، والكآبة بين يديه اذا كان فرحاً، فانّ الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير.
وكوني له أشدّ الناس له إعظاماً يكن أشدهم لك اكراماً. واعلمي أنك لا تصلين الى ما تحبّين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما احببت وكرهت. واللّه يخير لك"6.
3- الصيانة: وأهم واجبات الزوجة، صيانة شرف زوجها وسمعته، فتنفادى جهدها عمّا يسيئهما ويخدشهما، كالخلاعة والميوعة، وافشاء أسرار الزوج، وكشف ما يحرص على اخفائه من صور الفاقة والعوز، فذلك مما يضعف ثقة الزوج بها ويهددها بالنفرة والفرقة.
1- الوافي ج 12 ص 114، عن الكافي والفقيه.
2- الوافي ج 12 ص 115، عن الكافي.
3- الوافي ج 12 ص 114، عن الكافي والفقيه.
4- الوافي ج 12 ص 114، عن الكافي.
5- عن سفينة البحار ج 1 ص 133 بتصرف واختصار.
6-مختارات المنفلوطي ص 240.