معنى الصوم
في رحاب الشهر المبارك
الصوم فريضة من الفرائض التي أوجبها الله تعالى على المسلمين وبدليل القرأن والسنة وإجماع المسلمين، ولا ريب في أن الصوم من أفضل الطاعات وأشرف العبادات إذا وقع على الوجه المأمور به، ولو لم يكن فيه إلا الارتقاء من حضيض حظوظ النفس البهيمية إلى ذروة التشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلا ومنقبة،
عدد الزوار: 115
الصوم فريضة من الفرائض التي أوجبها الله تعالى على المسلمين وبدليل القرأن والسنة وإجماع المسلمين، ولا ريب في أن الصوم من أفضل الطاعات وأشرف العبادات إذا وقع على الوجه المأمور به، ولو لم يكن فيه إلا الارتقاء من حضيض حظوظ النفس البهيمية إلى ذروة التشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلا ومنقبة، وقد استفاضت الأخبار بفضله: فروى ثقة الاسلام في الكافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: " بني الاسلام على خمسة أشياء. على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية.
وروى في الفقيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " أوحى الله إلى موسى عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي ؟ فقال يا رب أجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم. فأوحى الله إليه يا موسى لخلوف فم الصائم عندي أطيب من ريح المسك ". وروى في الفقيه أن أبي عبد الله عليه السلام قال: " للصائم فرحتان: فرحة عند افطاره وفرحة عند لقاء ربه ".. وروى الصدوق في الفقيه عن الصادق عليه السلام قال: " نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب. و قال أبو عبد الله عليه السلام من صام لله يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله تعالى: ما أطيب ريحك وروحك ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له ".
ومعنى الصوم في اللغة : الامساك، قال في القاموس: صام صوما وصياما واصطام: أمسك عن الطعام والشراب والكلام والنكاح والسير. وقال في المصباح المنير: قيل هو مطلق الامساك في اللغة ثم استعمل في الشرع في إمساك مخصوص. وقال أبو عبيدة كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم، وقال ابن دريد: كل شئ سكنت حركته فقد صام يصوم صوما. وفي الآية الشريفة حكاية عن مريم عليها السلام:﴿فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا﴾ (مريم:26) . أي صمتا.
وكلماتهم متفقة على أنه حقيقة في الامساك وإن كان عن كل شئ بنسبته.و قال الزمخشري في الكشاف: رمضان مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء. سمي بذلك إما لارتماضهم فيه من حر الجوع كما سموه ناتقا لأنه كان ينتقهم أي يزعجهم لشدته عليهم أو لأن الذنوب ترمض فيه أي تحترق. وقيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق الشهر أيام رمض الحر فسمي بذلك وأما في الشرع فإنه عبارة عن إمساك مخصوص عما يعرف بالمفطرات كالطعام والشراب والإرتماس والجماع وغير ذلك.1
1- الحدائق الناضرة ج 13ص7-8
2011-07-29