الموضوع: تضامن الشعب في التصدي للاشرار، اهمية الاستقرار لتحقيق الاصلاحات
خطاب
الحاضرون: جمع من علماء الدين في مدينة نقدة وأسر الشهداء الاكراد
عدد الزوار: 120
التاريخ 27 شهريور 1358 هـ. ش/ 26 شوال 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من علماء الدين في مدينة نقدة وأسر الشهداء الاكراد
بسم الله الرحمن الرحيم
لا مكان للعنصرية في الثورة الإسلامية
إن المسألة هي مسألة اسلامية وعندما تكون اسلامية، يجب ألّا يفكر الاكراد بأن الإسلام يعارض مصالحهم، أو ان هذه الثورة التي هي اسلامية تناهض مصالحهم. وعلى الاتراك ايضاً ألا يفكروا بهذا النحو، وكذلك الآخرين. فمنذ انطلاقتنا الاولى كان الهدف ايجاد بلد كلّ شيء فيه اسلامي، وسيتحقق هذا الامر ان شاء الله بتعاون جميع الفئات وتآزر وتكاتف أبناء الشعب كافة، لأن الجميع يدين بالإسلام. فالإسلام حاكم على دوائر الدولة كما انه يبسط نفوذه في ربوع البلاد.
إننا نفكر بكل ذلك ونرغب في تحقيقه، لذا يجب ألا يقلق أحد من الإسلام مطلقاً. فإذا كانت هذه تطلعاتنا يجب أن لا يساور احد قلقاً من الثورة الإسلامية. ولا بد من الحيطة والحذر من الفرقة والاختلاف.
ضرورة تآزر الناس في التصدي للاشرار ومثيري الفتن
فيما يتعلق بالفوضى التي حصلت مؤخراً في كردستان، كان عندي يوم امس السادة المسؤولون، قائد الدرك وقائد الجيش. وقد تحدّثت معهم وطلبت منهم اجراء تحقيق في هذا الأمر والتحقق من بعض الأسماء التي ذكرت وهل حقاً كانت متورطة في ارتكاب مجازر جماعية؟ فإذا ما ثبت ذلك فلابد أن ينالوا جزاءهم بأقصى العقوبة. على أية حال لا تتعدى المسألة حدود ذلك، فلنفرض أنهم أرادوا نشر الفوضى، فهذا كل ما قدروا عليه. فعلوا ذلك وهربوا الى الجبال والغابات. وسيتوجه قائد الدرك الى هناك غداً وربما اليوم، والعمل على تطهير المنطقة من وجودهم. المهم هو أن تتعاونوا انتم وأهالي المنطقة مع الحكومة في مثل هذه الأمور. إن كردستان هي بيتكم، والشيء نفسه بالنسبة لآذربيجان. ولابد من تحقيق التفاهم بين الأكراد والأتراك، لأن كلتا القوميتين تؤمنان بالإسلام وبنبيه وتتمسكان بالقرآن، والثورة ثورتهم. يجب ألّا يكون هناك اختلاف بين الأخوة المسلمين، وعليهم أن يتفاهموا فيما بينهم، وكذلك محاولة نصيحة الفوضويين، وإذا لم ينصاعوا للنصيحة، يجب أن يطردوهم من بين صفوفهم.
الاصلاحات رهن استقرار البلد وأمنه
إن هذه الأمور التي حصلت في كردستان يمكن اصلاحها. وهكذا لو حصل شيء في اذربيجان، أنتم انفسكم يجب أن تتعاونوا لإنهاء هذه الفوضى والعمل على استقرار البلد. فإذا ما استتب الأمن والاستقرار حينئذ يمكن اعادة الاعمار واصلاح الامور كإيصال المياه، وتعبيد الطرق، وبناء المدارس. كل ذلك يجب أن يتم في ظل الهدوء والاستقرار. وإنني آمل بحول الله وقوته ارساء الاستقرار بمساعدة الجميع، فالجميع مطالب بتقديم الدعم والمساعدة بما في ذلك الآذريون والاكراد. الجميع مدعو لتقديم العون لتحل هذه المشاكل إن شاء الله. وإذا ما حلت ستستقر الامور وآنذاك نستطيع ان ننشر المسائل الإسلامية في كل مكان وذلك تحت لواء الإسلام بمشيئته تعالى، وحينها يحيا الجميع حياة هانئة فيها صلاح دنياهم وآخرتهم إن شاء الله.
أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق للجميع. راجياً من الجميع أن يتخلوا عن الاختلافات قدر الإمكان، ومساعدة المسؤولين في تنفيذ المشاريع التي تتطلع اليها الحكومة.
أما بالنسبة لهذا الحزب (الحزب الديمقراطي الكردستاني) فسيتم القضاء عليه بإذن الله، وقد فروا هم بأنفسهم الى غير رجعة. وإن البقاء لأبناء الشعب والمسلمين ممن آمنوا بالإسلام والثورة الإسلامية. إن المفسدين مصيرهم الزوال وسيتم تطهير المنطقة من شرهم ودنسهم. سيتم القضاء على كل أولئك الذين اختبأوا في الجبال والغابات وسينتهي أمرهم بحول الله وقوته. وسيكون الخلود لكم أنتم لتهنئوا في حياة إسلامية- انسانية عزيزة كريمة بإذن الله تعالى.
* صحيفة الإمام، ج10، ص:25,22