الموضوع: مساهمة آذربيجان في الثورات التي شهدتها ايران، الإسلام دين الاخوة والسعادة
خطاب
الحاضرون: جمع من علماء الدين وابناء مدينة تبريز
عدد الزوار: 131
التاريخ: 28 شهريور 1358 هـ. ش/ 27 شوال 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من علماء الدين وابناء مدينة تبريز
بسم الله الرحمن الرحيم
آذربيجان سبّاقة في الثورات التي شهدتها ايران
إننا نعلم بأن آذربيجان كانت سبّاقة في هذه القضايا. ففي (الحركة الدستورية) وقبلها وبعدها، عانى علماء آذربيجان من هذه القضايا، وكنا قد شهدنا نفي المرحوم السيد انكجي والمرحوم السيد ميرزا صادق آقا، والتقيتهم في منفاهم. كما كنت التقيهم بعد عودتهم من المنفى واستقرار المرحوم ميرزا صادق آقا في قم الى أواخر عمره. ومن المسلّم به أن آذربيجان المعروفة بالحمية والالتزام الديني تقف دائماً بوجه كل ما يهدد البلاد او ديننا- لا سمح الله- وأملنا الآن بهذا الشعب وخصوصاً الآذريين.
وكما رأيتم، حينما يريد الشعب شيئاً لا يستطيع أحد أن يعارضه، وقد أراد شعبنا انهاء عهد اسرة بهلوي الشاهنشاهية اللاقانوني وغير الإسلامي، في حين ارادت كل القوى الابقاء عليه ولكنها لم تستطع، لأن ايران بيت الشعب. وقد اراد الشعب أن يكون الأمر بهذه الصورة، فلا يستطيع أحد معارضته.
حتمية انتصار الشعب الايراني
لقد سبق لي أن أشرت في أحاديثي بأنه لا يمكن لأية قوة أن تحتل ايران، وعلى فرض أنها استطاعت، فإن التجربة اثبتت أن كل قوة احتلت ناحية ما ذابت فيها فيما بعد. فلو أراد الاتحاد السوفيتي واميركا يوماً احتلال بلادنا فإننا سوف ننتصر عليهما بعد حين ونذيبهم فينا ونجعلهم مسلمين، وإن لم يكونوا مسلمين فلا يستطيعون البقاء. إن البلد الذي يكون جميع أبنائه من المسلمين ومحبين للاسلام، ليس بوسع أحد حرفهم عن دينهم. إن البلد الذي يشكّل المسلمون فيه ثمانية وتسعين في المائة أو أكثر وجميعهم محبّون للاسلام، لا يمكن ابعادهم عن الإسلام بهذه المقالات والخطابات والأعمال التي يقوم بها من أمثال ما يسمى ب- (الديمقراطيين) والشعارات التي يرفعونها. إن البلد الذي يعتنق أبناؤه الإسلام إلّا فئة قليلة، والذي تكون فيه نتائج الاستفتاء الشعبي كما رأيتم حيث اصطف أعداء الثورة وشكّلوا جبهة واحدة مقابل المسلمين، ولكن نسبة اصوات المسلمين بلغت 98% أو ما يقارب 99%. وكان التصويت طوعيّاً وحرّاً ومن دون ضغوط. أما أعداء هذا الشعب فلم يكن أمامهم من خيار غير اللجوء الى الأعمال التخريبية ومقاطعة الاستفتاء وحرق صناديق الاقتراع. ورغم كل ذلك كانت النتائج 98%.
إن هذا البلد الذي يشكّل المسلمون 98% من ابنائه، ويؤمنون ايماناً عميقاً بالإسلام ويعشقون بلدهم الإسلامي وشعبهم، لا يمكن ايقاف مسيرته مهما حاول أعداؤه ومهما كتبوا وافتروا عليه. إن الله تعالى يصون ثورتكم ويحميها، وإن شاء الله بفضل هذا التحول الذي حصل للشعب حيث يتطلع الجميع لتحقيق هدف واحد وهو اقامة الجمهورية الإسلامية، سيتم تذليل كافة العقبات التي تحاول اعاقة مسيرته.
الإسلام دين الأخوة والسعادة
إنني أبعث بتحياتي عبركم الى جميع الاخوة الاذريين، وليعلموا بأني أدعو لهم، وليس هناك من أثر لاختلاف اللغة فيما بيننا. وإن الذي يفرق بين البشر لاختلاف ألسنتهم أو اعراقهم، إنما يمارس منطقاً طاغوتياً يتعارض مع التوجه الإسلامي، لأن الإسلام جاء لجميع البشر ويتطلع الى اسعاد البشرية جمعاء. لقد كان الرسول الأكرم يتألم للكفار الذين لا يهتدون. وفي احدى المعارك التي أسروا عدداً من المشركين وجاؤوا بهم مكتوفي الايدي، قال صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أريد أخذ هذا مع السلاسل الى الجنة! نحن أسّرنا هؤلاء لكي نصلحهم ونرسلهم الى الجنة. إن الرسول الأكرم، وجميع الرسل، كانوا يهدفون الى اسعاد البشرية، ولم يهتموا ببعد دون آخر. ففي الوقت الذي كان النبي الأكرم عربياً ومن الجزيرة العربية، كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي إلا بالتقوى. إن الميزان هو الطاعة وتقوى الله. حينما يكون الأمر كذلك فإننا إخوة جميعاً. إننا نتعامل بالإحسان مع جميع البشر ونريد اصلاحهم. إلّا أن هناك جماعات تقف بوجه ارادة الإسلام الذي يهدف الى اصلاح الجميع، عندئذ يتصدى الإسلام للقضاء عليهم بقوة واقتدار، ويستأصلهم مثلما تستأصل الغدة السرطانية.
إن الذين أثاروا الاضطرابات هناك بغية القضاء على المسلمين وجيشهم، كانوا غدداً سرطانية لو فسح لهم المجال لدمروا اذربيجان غداً ولدمروا من بعدها كل مكان، فلابد من القضاء عليهم. أما غيرهم فهم اخوتنا. وأنا أدعو لكم وفي خدمتكم. حفظكم الله جميعاً وسدد خطاكم والسلام عليكم.
* صحيفة الإمام، ج10، ص:25,22