الموضوع: أهداف الثورة، مؤامرت الاعداء في كردستان وسيستان وبلوجستان
خطاب
الحاضرون: ممثلو اهالي سيستان وبلوجستان
عدد الزوار: 98
التاريخ: 4 مهر 1358 هـ. ش/ 4 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من علماء وممثلي الطائفة النقشبندية في كردستان
بسم الله الرحمن الرحيم
انقاذ الإسلام وتحرير ايران من الاضطرابات
إنني اتقدم بالشكر للسادة ولحضرة السيد الكفعمي 1، الذين جاؤوا من أماكن بعيدة وتجشّموا عناء السفر. إننا في هذا اللقاء سنتحدث عن بعض القضايا وارجو ان تبلغوا اهالي سيستان وبلوجستان المحترمين بها. إن الشيء الذي كان الشعب يتطلع اليه وتابعناه وعملنا له، هو ان الاضطراب الذي كان يلاحظ في ايران والخطر الذي كان يمكن أن يحيق بالإسلام قد اضطرنا- امتثالًا منا لرغبة الشعب الايراني- للوقوف بوجه تلك الأهداف التي كان يتمناها نظام الشاه والتي كانت القوى الكبرى حددتها له.
خداع الشعب من اجل نهب ثرواته
منذ سنوات متمادية والاجانب يضعون مخططاً لنهب ثروات ايران بشرط أن لا يكون هناك من يقف بوجههم! لذلك كانت الخطة خداع الشعب الايراني. أما أولئك الذين لا يمكن خداعهم فإما أن تشوّه سمعتهم بين الناس إن أمكن، وإلّا فلابد من استئصالهم! لأنه إن تُركت الفئة التي تستطيع إيقاظ الشعب وشأنها، وأيقظت الأمة، فلن تسمح بنهب ثروات البلد- التي ينبغي صرفها لصالحكم- ويصبح شعبنا جائعاً بائساً!
لذلك كان التركيز يتمثل في القضاء على نقطة الارتكاز التي يرون فيها خطراً عليهم، ألا وهو الإسلام! فإذا ما قضوا على الإسلام فسوف يهدأ بالهم ويحفظون سلطتهم. فكان الهدف القضاء على الإسلام وعلماء الدين. وكانوا يعلمون بأنه ما دام علماء الدين موجودين فإنهم سيحفظون الإسلام. فالمخطط كان يقضي بالقضاء على الإسلام. والسبيل الى ذلك إبعاد الشعب عن علماء الدين، لذلك كانوا منهمكين بالإعلام الواسع ولازالوا كذلك، لإبعاد علماء الدين عن الشعب. وإذا ما ابتعد الشعب عن علماء الدين فإنهم يحققون اهدافهم. ومالم يعتمد الشعب على الإسلام فلن يمكنه القيام بعمل ما. والاعتماد على الإسلام يتحقق عندما يعمل دعاة الإسلام على دعوة الشعب وتعبئته. لقد شعر أعداء الإسلام بأن الموضوع الذي أدركوه من قبل، وكان حينذاك مجرد قضية نظرية قد جعلته هذه الثورة أمراً واقعاً. أي إنهم أدركوا بأن الشعب الذي يعمل بتوجيهات علماء الدين ويمتلك ايماناً، قد أنهى امبراطورية عظيمة وفاسدة وشيطانية على الرغم من وقوف كل القوى الكبرى ورائها، لاسيما اميركا وبريطانيا التي ناصرته اكثر من الآخرين، حيث هددت وتوعدت وأصرّت على بقاء الشاه، ولما فرّ هارباً أخذت تطالب ببقاء بختيار. وقد أحسوا الآن بأن هذا الشعب والشعوب الإسلامية لها من القوة ما يمكن معها أن تهزم- ولو بدون أسلحة ودبابات ومدافع ومعدات حربية- قوة كبرى تمتلك كل شيء!
ضرورة يقظة الشعب
كما أدركوا بأنهم هزموا، وهم الآن بصدد علاج هذه الهزيمة. وقد آن الأوان كي يقضي الشعب وبكل ذكاء على مؤامراتهم. إن مشكلة كردستان قد أوجدها اشخاص كانوا يتعاونون معهم في النهب، مثل الحزب الديمقراطي، لكي لا يسمحوا للشعب بالتقدم وتحقيق اهدافه.
مؤامرات الاعداء ضد سيستان وبلوجستان
ومثل هذه المخاوف والمخططات موجودة في نواحيكم في بلوجستان وسيستان، هذه الخطة موجودة هناك ايضاً.
إن أولئك لا يهمهم قتل خمسين ألفاً! وهم الذين قتلوا تلك الجموع الغفيرة! وليس كالإسلام الذي يقول: (من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) 2. المهم لديهم، هو المصالح والمنافع المادية واستغلال ثروات هذه البلاد! وإن المخطط الذي مارسه هؤلاء في كردستان ربما يمارسونه في سيستان وبلوجستان وأمثالها ايضاً. ويسعون لاثارة الاختلافات باسم (الشيعي) و (السني)! بينما ليس في الإسلام ما ينص على وجود فوارق بين الناس والمجموعات، ليس مثل هذا أبداً، فالإسلام للجميع. لقد جاء الإسلام لاصلاح البشر أجمعين. جاء الإسلام للناس جميعاً وكان خطابه: يا أيها الناس. جاء لبناء الانسان. جاء لينقذ الناس من الضلالة ومن نير الطواغيت ويهديهم الى ما فيه خير دنياهم وآخرتهم. ولهذا ينبغي على جميع أعزائنا السيستانيين والبلوج، سواء من الاخوة الشيعة أو الاخوة أهل السنة، بأن يكونوا يقظين كي لا ينخدعوا بمثل هذه العناصر مثلما انخدع بعض الأكراد بالحزب الديمقراطي!
إذ من الممكن أن يأتوا الى سيستان ايضاً ليخدعوا الجماهير ويوهموهم بأن الحكومة تنوي مثلًا إشعال النار في سيستان! ترى هل إن سيستان ليست من بلادنا؟! وهل هي ليست من البلاد الإسلامية؟! وهل هناك فرق بين قم وسيستان وبلوجستان؟! احذروا أن يحتال الشياطين- لا سمح الله- فيخلقوا الفوضى ويثيروا الاضطراب هناك فتتكرر مسائل كردستان، لا سمح الله.
طبعاً إن الحكومة مقتدرة، ولكننا لا نريد أن تصل الى هذه الحالة، فالمسألة ليست مسألة استعراض للقوة، وإنما هي قضية دعوة الى الحق والإسلام! دعوة الى أن تصبح البلاد اسلامية والقضاء على أحكام الطاغوت وازالة مظاهر الفقر والحرمان والتخلف التي تشترك بها مختلف انحاء البلاد ولا تقتصر على مناطقكم وحدكم. فلو تحققت الحكومة الإسلامية التي يريدها الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إن شاء الله، سوف تحل كل المشاكل ويعيش جميع الاخوة جنباً الى جنب بهدوء وحياة هانئة وبالشكل الذي يضمن دنياهم وآخرتهم. إنني أكرر شكري لكم وأقدم شكري الجزيل للسيد الكفعمي وأرجو أن تستفيدوا من وجوده المبارك. وفقكم الله وأيدكم جميعاً!
* صحيفة الإمام، ج10، ص:100,98
1- احد علماء محافظة سيستان وبلوجستان.
2- سورة المائدة، الآية 32.