التاريخ: 6 مهر 1358 هـ. ش/ 6 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: ممثلو عمال وموظفي الصناعة النفطية
بسم الله الرحمن الرحيم
الدور المهم لموظفي الصناعة النفطية في الثورة
لابد لي أولًا من تقديم الشكر الى العاملين في الصناعة النفطية وموظفيها الذين ساهموا في هذه الثورة الإسلامية، وكانوا أعضاء فاعلين في هذه النهضة الإسلامية، سائلًا الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة للجميع.
إنني أعلم طبعاً بأن المكان الذي تعملون فيه هو من أكثر الأماكن حساسية بالنسبة لنا وللحكومة. وقد وصلتني أخبار الاضطرابات والفوضى، فرأيت من الضروري أن يأتي السيد اشراقي 1 مع لجنة لدراستها. وقد جاؤوا وحققوا فيها، واخبروني عن بعض الأمور، وأنتم ايضاً إذا كان لديكم بعض الوثائق اجمعوها وقدموها الى السيد اشراقي لينظر فيها. فإذا كان لديكم بعض الوثائق حول ممارسات هذا الشخص 2 فليتم تقديمها الى اللجنة المكلفة بمتابعة الموضوع ليتسنى محاكمته إن كان مسيئاً.
وجوب محاكمة خونة مصالح المسلمين
معلوم بأننا ليست لدينا نوايا سيئة ازاء احد. وإننا نتطلع لإدارة ايران حسب التعاليم الإسلامية وبما يحفظ مصالحها. إن البلد بلد اسلامي ويجب أن يدار في اطار الحفاظ على مصالح المسلمين، فلو استطاع احد ان يدير مكاناً ما فليس هناك كلام، ولو اساء الادارة أو ارتكب خيانة- لا سمح الله- فسوف يحاكم طبقاً للادلة المتوفرة وستصدر المحكمة حكمها بحقه. وكونوا على ثقة بأننا لن نغفل عن شركة النفط او نتغاضى عن جهودكم.
والحاقاً بالتحقيق الذي قام به السيد اشراقي والوثائق التي جمعتموها، سوف تقدم الى الحكومة والجهات المعنية إن شاء الله، وإنني لم أتسلم تقرير اللجنة لحد الآن، وإذا لاحظنا أن هناك خيانة في الأمر، أو بعض القضايا المتعارضة مع مصالح البلد، وكانت ضد مصلحة الإسلام، ستكون هناك محكمة وسيحاكم المتهمون وسينالون عقابهم. كونوا على ثقة بأنه لا يوجد أي اهمال او تجاهل للاشخاص الذين يرتكبون اموراً منافية للمصلحة العامة، وسوف لن يتركوا سداً اطلاقاً.
يجب أن يتم التحقيق وإذا كان له- حسن نزيه- كلام واعتراض فليذهب الى المحكمة وليدلي به. وأنتم أيضاً إذا كان لديكم بعض المسائل عيّنوا من ينوب عنكم يستطيع أن يطرح قضاياكم بصورة جيدة في المحكمة. وإذا كان- لا قدر الله- هناك أمر مخالف للضوابط والقوانين ويتعارض مع مصلحة الإسلام والمسلمين، وهناك بعض المؤامرات مثلًا في شركة النفط- كما يقال- فلابد من اجراء التحقيق ومعاقبة المذنبين أيّاً كانوا وفي أي موقع ومسؤولية. وإن (نزيه) رجل عادي وليس أهلًا للذكر، فإذا كان مجرماً فسيحاكم وينال جزاءه، وإذا ثبتت براءته فسوف يتم تعويضه.
وفقكم الله ورعاكم. وكونوا على ثقة بأن العمل الآن هو لكم والبلاد بلادكم وليس كالسابق بحيث يستحوذ على خيراتها الآخرون. وأنا أرجو أن تزول المشاكل الموجودة، طبعاً هي صعبة ولكن إن شاء الله سوف تزول.
أسأل الله تعالى لكم جميعاً التأييد والتوفيق بعونه وقوته، وأدعو للجميع بالخير وأنا في خدمة الشعب وفي خدمتكم.
* صحيفة الإمام، ج10، ص:111,110
1- السيد شهاب الدين اشراقي صهر الإمام الخميني.
2- حسن نزيه، اول مدير تنفيذي ورئيس مجلس ادارة شركة النفط الوطنية الايرانية، تم تعيينه من قبل رئيس الحكومة المؤقتة المهندس مهدي بازركان. حيث قدم ممثل منتسبي الصناعة النفطية لسماحة الإمام شكوى مفصلة عن اداء وممارسات هذا الشخص.