الموضوع: أهمية الحج ورسالة الحجاج
خطاب
الحاضرون: السادة: محلاتي (مندوب الإمام)، ناصر ميناجي (وزير الإرشاد ورئيس مؤسسة الأوقاف)، وجمع من رؤساء قوافل الحجاج
عدد الزوار: 72
التاريخ: 8 مهر 1358 هـ. ش/ 8 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: السادة: محلاتي (مندوب الإمام)، ناصر ميناجي (وزير الإرشاد ورئيس مؤسسة الأوقاف)، وجمع من رؤساء قوافل الحجاج
بسم الله الرحمن الرحيم
المسؤولية الجسيمة لقوافل الحج
إني أتقدم ببعض الكلمات الى السادة علماء الدين ورؤساء القوافل وكافة حجاج بيت الله الحرام .. أن على السادة أن يذكروا أن حج هذا العام هو غير الحج في الأعوام السابقة! ففي السنوات الماضية خاصة في السنوات الأخيرة، كان الحج يتمثل بعدد من القوافل الطاغوتية، او كانوا يذهبون مع ممثلين للطاغوت وكان العديد منهم في خدمة الطاغوت، وإذا ما حدث خطأ هناك، سواء من قبل المعممين أو من رؤساء القوافل، كان خطأ الطاغوت ولم يكن ليصيب الإسلام منه سوء، بل كان يعمّق الإسلام.
وفي هذا العام فإن احد الأمور المهمة جداً هو قوافل الحج هذه. ومثلما ينبغي حصول تحول اسلامي في كافة الأجهزة والدوائر الحكومية، فإن قوافل الحج هذا العام ستكون محط أنظار المسلمين كافة .. في هذا العام ستتوجه الأنظار لترى ما هو الفرق بين هذا العام والأعوام السابقة؟ فهل إن اعمال هؤلاء الذين يدعون بأن نظام الطاغوت قد ولّى وأقيم نظام الجمهورية الإسلامية مطابقة لادعائهم؟ عليكم أن تتحملوا اليوم مسؤولية عظيمة وهي مسؤولية المحافظة على سمعة الإسلام! في هذا الحج الذي تتشرفون به إن لم يختلف وضعكم عن وضع زمان الطاغوت- لا سمح الله- فمن الممكن أن تريقوا ماء وجه الإسلام!
ففي زمن الطاغوت إذا ما ارتكب احد المعممين مخالفة، فالجميع ينعته بالطاغوتي. ولكنهم اليوم لا يقولون عنه طاغوتي وإنما اسلامي. فإذا لم يختلف وضعكم- لا سمح الله- في موسم الحج هذا العام ولدى اداءكم المناسك بمرأى ومسمع من بقية المسلمين، إذا لم يختلف عن الوضع الذي كان في عهد الطاغوت، فسوف يرى العالم أن الإسم جمهورية اسلامية بيد ان الفعل كما كان عليه في عهد النظام الطاغوتي، ومثل هذا من الممكن ان يسيء الى سمعة الإسلام. غير أننا نأمل أن تحافظوا على سمعة الإسلام إن شاء الله.
رحلة الحج رحلة الى الله
فانتبهوا الى أن سفر الحج ليس سفراً لكسب دنيوي وإنما هو سفر الى الله! فلابد من تأدية كل الأمور بشكل إلهي. إن سفركم- الذي يبدأ من هنا- هو وفادة الى الله، والسفر الى الله تبارك وتعالى يجب أن يكون كما كانت أسفار الأنبياء عليهم السلام وأولياء ديننا طوال حياتهم وكانوا لا يتخلفون خطوة واحدة، فأنتم الآن كذلك وافدون الى الله. وأنتم في الميقات تخاطبون الله بكلمة لبيك أي: أنت دعوت ونحن اجبنا! حذار من أن يقول الله تبارك وتعالى: لا، لا أقبلكم! حذار من أن تجعلوا هذا السفر سفر تجارة وتدنّسوه بالدنيا! إنه سفر الى الله.
إنكم في هذا السفر الإلهي ترجمون الشيطان، فإن كنتم- لا سمح الله- من جنود الشيطان فسوف ترجمون أنفسكم! يجب أن تكونوا رحمانيين ليكون رجمكم رجم جنود الرحمان على الشيطان. إنكم تقفون في هذه المواقف الكريمة إياكم أن يدنّس وقوفكم بالمعصية، فهذا علاوة على كونه يذهب بماء الوجه أمام الله، فهو يذهب بماء وجه الإسلام في الدنيا!
إن ماء وجه الإسلام اليوم مرهون بوجودكم. فلتكونوا مثلًا أعلى للجمهورية الإسلامية! إن الحج في هذا العام نموذجي، إنه حج الجمهورية الإسلامية لا حج النظام الطاغوتي! فالشرف عظيم والمسؤولية أعظم. إنكم اليوم مسؤولون، وليس أنتم فقط وإنما كل فئات الشعب، والحكومة مسؤولة أمام الله تبارك وتعالى! إننا يجب أن نثبت بأن كل شيء قد تغير وتحول، فإذا تقرر ألّا يحدث التغيير في الحكومة والقوافل وفيكم علماء الدين، فهذا يعني أن النظام كالنظام السابق وهو طاغوتي بكامله ولم نغير سوى الإسم! إننا نريد أن يتغير المحتوى إن شاء الله، أن يتغير محتوى النظام الطاغوتي الى محتوى إنساني اسلامي. فانتبهوا تماماً واعلموا أنكم قد تحصلون في هذا السفر على المزيد من الكرامة عند الله تبارك وتعالى، أو أن تسقطوا لا سمح الله!
أسأل الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة والعزة لكم جميعاً والعظمة للاسلام!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج10، ص:129,128