التاريخ: 8 مهر 1357 هـ. ش/ 8 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من منتسبي مؤسسة المستضعفين بطهران
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤامرة الاعداء للحؤول دون رفع لواء الإسلام
نظراً للمشكلات الموجودة فلابد من الالتفات الى ما يتصف به عملكم من أهمية كبيرة والى أن المسائل التي تتعاطون معها تتعلق بالمستضعفين وبيت مال المسلمين، ولهذا يجب عليكم أن تعملوا بمنتهى الدقة والجهد! فمن جهة، انكم على ارتباط مباشر مع المستضعفين وبمعيتكم اموال كثيرة، ومن جهة أخرى فإن هناك عيوناً تحدق بكم بغية تلويث سمعة هذه الثورة بأية ذريعة كانت.
إنكم تعملون مع اشخاص يبحثون عن الأخطاء، أشخاص يريدون أن يجدوا نقطة ضعف فيثيرونها ويضخمونها، في حين أنهم لا يقصدونكم وإنما يستهدفون الإسلام. والآن يوجد في ايران أشخاص يوجّهون من الخارج ولا يريدون تحقيق هذه الثورة وانطلاقتها الإسلامية في الخارج، لأن تحقق ذلك يعني ضياع آمال الناهبين وأمانيهم ومخططاتهم! إنهم يهدفون الى خلق الأخطاء في كل شيء. فمع أن جميع أبناء الشعب قد صوتوا في الاستفتاء العام (على الجمهورية الإسلامية) إلا أنهم يعترضون فيقولون مثلًا إنه جرى بالقوة! والآن وقد انتخبت الجماهير أشخاصاً لمجلس الخبراء بوعي واختيار، إلا أننا نراهم دائماً منهمكين في اختلاق الاخطاء ولا يعتبرون المجلس مجلساً صحيحاً! ولعلهم غداً وعندما ينتخب الشعب- إن شاء الله- أشخاصاً صالحين واسلاميين لمجلس الشورى بحرية، يختلق أولئك الذين يرفضون الإسلام الاعذار ويثيرون الشبهات حول ذلك. وإذا ما تم انتخاب رئيس جمهورية فسوف يجدون عيباً في ذلك ايضاً! وكل ذلك لأنهم جميعاً لا يريدون ان تثمر الثورة الإسلامية، إنهم يخشون الإسلام!
خشية المتآمرين من النظام الإسلامي
لقد شاهدتم أنه عندما أعلنت (الجمهورية الإسلامية) تعالت الاصوات قائلة: (ماذا تريدون من إسلاميتها؟ كلا، جمهورية ديمقراطية)! إنهم يخشون الإسلامية! لا يخافون من الجمهورية ولا من الجمهورية الديمقراطية، وإنما يخشون إسلاميتها! والآن ربما لا يعرفون الإسلام حقاً، وإن الغرب الذي عرف الإسلام بصورة سيئة وضمن مخططاته الشيطانية، قد استطاع خداع الكثير من شبابنا مع الأسف، أو إنهم لم يخدعوا بل ضمن تشكيل يخطط لاقصاء الإسلام.
واليوم وقد شاهدوا قوة الإسلام في البلاد بأم أعينهم، فإنهم لا يريدون لهذه البلاد التي انتصرت على كل القوى بلا شيء- وهي الآن في منتصف الطريق- أن تحقق أهدافها. والوضع الآن أسوأ من السابق! فهم كالأفعى الجريحة وقد أدركوا أن الشعب الايراني يمتلك قدرة يستطيع بها أن يقصي القوى العظمى والقوى الشيطانية جانباً، وهم الآن أكثر سعياً لتحطيم هذه القوة!.
ولهذا فإننا نتحمل مسؤولية عظيمة، أنا رجل الدين اتحمل المسؤولية. وأنتم ايضاً في مواقعكم حيث تمارسون مثل هذا العمل الحساس والتعاطي مع هذه الأموال الضخمة التي تشغل بال الناس في الغالب ومن السهل اتهام العاملين عليها.
تصدير الثورة رهن الحفاظ على كيان الإسلام
ونحن الآن وفي هذه المرحلة أمام أمرين إما أن تنتصر الثورة أو تندحر- لا سمح الله- فلابد لكل شخص ولكل فئة أن تدرك أن الموضوع المطروح هو كرامة الإسلام وقضية المستضعفين وقضية المبدأ الإسلامي. فإذا ما تمكن هذا الشعب من حفظ هذه الكرامة وأثبت صحة ادعائه بأن هذه هي جمهورية اسلامية، فإنه لمنتصر حتى النهاية! إن شاء الله.
وكونوا على ثقة بأنه لو تحقق الإسلام بكل معانيه في ايران، فإن الدول سوف تقتفي هذا النهج الواحدة تلو الأخرى. إن كل فئة تأتي الى هنا تقول بأن شعبها مهتم بإيران ويسعى لتحقيق هذا الهدف هناك، في العراق والكويت ومصر وفي كل مكان، فلو أدّينا هذا الدور بشكل جيد وطبقنا الإسلام كما هو في ايران، فإنه بالاضافة الى انتصارنا حتى النهاية بإذن الله، سينتقل منا الى الشعوب الإسلامية. ونحن نطمح أن تقام حكومة العدل الإسلامي في جميع البلاد الإسلامية! لقد كان حب مختلف الفئات من أبناء الشعب لهذا النظام الإسلامي حباً إلهياً ووجد بيد غيبية لدى كل الناس بحيث أن الأطفال الذين اخذوا ينطقون حديثاً وحتى الشيوخ الذين هم على عتبة القبر، كانوا صوتاً واحداً ويريدون الإسلام!.
واجب الجميع الحفاظ على كيان الإسلام
إن حب الإسلام هو الذي نصرنا، وعلينا الآن أن نحفظ هذه الكرامة وهذا الحب! فلنعلم أن كل شيء مرتبط بالله وكل شيء يتم بيده وأن إرادته هي التي أوصلتنا الى منتصف طريق النصر. وإذا ما حفظنا الجهات التي ينبغي حفظها، فإن هذه الإرادة ستبقى محفوظة- إن شاء الله- وستوصلنا الى النصر النهائي! والنصر النهائي هو انتصار كل البلدان والمستضعفين على جميع المستكبرين. إن الله تبارك وتعالى ينظر الى المخلوق المستضعف، وبما أنكم تخدمون مثل هذا المخلوق ومثل هذه الفئة فإنه يشملكم بلطفه. فاعملوا بدقة وكفاءة واطلبوا الأجر من الله! وإذا ما وجدت مشكلات فإن (مجلس الثورة) موجود، وأنا أدعو لكم، وخادمكم وخادم جميع أبناء الشعب. إنني أتقدم لكم بالشكر لما تحملتموه من معاناة ولكنها معاناة في سبيل الإسلام وفي سبيل الله. أيدكم الله جميعاً!
* صحيفة الإمام، ج10، ص:132,130