الموضوع: تبيين أهداف الإسلام
خطاب
الحاضرون: جمع من ممارسي الرياضة التراثية وأبطال البلاد
عدد الزوار: 62
التاريخ 17 مهر 1358 هـ. ش/ 17 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من ممارسي الرياضة التراثية وأبطال البلاد
بسم الله الرحمن الرحيم
أيام النصر والاتحاد السعيدة
يالها من أيام سعيدة وقد هزمتم الأعداء وإلتمّ الشمل، حيث يلتقي الجميع، الرياضيون والابطال، رجال الدين والشرائح الأخرى، أفراد القوات المسلحة وأبناء الشعب، الكل متحد وبصوت واحد لاعلاء كلمة الإسلام وتحقيق أهدافه، بما في ذلك استقلال البلاد، والحرية للجميع، والعزة والرفعة للشعوب المسلمة.
آمل أيها الابطال أن تكونوا مفيدين لشعبكم وبلادكم، وأن تمضي هذه الثورة الإسلامية قدماً بهمتكم أيها الشباب الغيارى وهمّة سائر فئات الشعب، حتى نصل الى بناء دولةٍ مستقلة، حرّة، خالية من جميع الشياطين، دولة رحمانية يخرج منها الشياطين أو يؤمنوا. وكلي أمل أن نوفّق لذلك بهمّتكم وهمّة جميع أفراد الشعب، لنعيش في ظل الإسلام، الذي فيه كل شيء.
لا معنى للخوف من الإسلام
لا أعلم ما الذي يخيف هؤلاء من الإسلام؟ أيخافون عدم قدرة الإسلام على حفظ استقلالهم؟ وهو الذي أنقذ هذه البلاد من مخالب الاجانب والقوى الكبرى، واستطاع اسقاط نظام الشاه الفاسد وألحق الهزيمة به وبكل من كان يدعمه ويمدّه بالقوة من قوى الاستكبار العالمي، ليخرج بذلك البلاد من أسر الاجانب وعلى رأسها أمريكا.
فمثل هذا الإسلام غير قادر على حفظ البلاد؟! أيخافون على استقلال البلاد من أن يضيع؟ أقلوبهم تتحرق على شعبهم وبلادهم؟ أيخافون من الإسلام أن يقدم ثروات البلاد للاجانب؟ أيخافون من الإسلام أن يبدد هذه الثروات وهو الذي حفظها بطرده للغزاة والطامعين من البلاد؟!!
خوف انتخاب المنحرفين والموالين للنظام البائد
ما أفهمه أن بعض هؤلاء قد خدعوا، وبعضهم الآخر مغرض ويدرك ما يفعل، وما خوفهم من الإسلام، إلّا لأنه قادر على إخراج شركائهم الغزاة الطامعين من البلاد فتُضرب بذلك مصالحهم. فهؤلاء لا تتحرّق قلوبهم للبلاد والشعب، طبعاً لا أعني الجميع وإنما أقصد بعض المنحرفين والموالين للنظام البائد، والمعاندين للاسلام ولقيام الدولة الإسلامية، الذين يريدون لنا أن نبقى نعيش التبعية للشرق والغرب لأن مصالحهم في ذلك. فقد رأيتم كيف نهب هؤلاء الغزاة خيرات البلاد في ظل النظام البائد، وكم سرقوا من الاموال وفرّوا بها، ملايين بل مليارات التومانات قد سُرقت من إيران وذهبت! فهم يخافون من الإسلام أن يحكم، لأنه سيقطع أيديهم وأيدي أسيادهم من الغزاة الناهبين عن العبث بمقدرات البلاد وتحقيق أهدافهم. فالإسلام هو الذي أعاد لنا البلاد. وإيمان الناس وقوة الإسلام هي التي حققت لنا هذا النصر.
الإسلام هو الحافظ للاستقلال على مر التاريخ
لم يلحق الإسلام ضرراً بأحد على مرّ تاريخه. ففي حكومةٍ كحكومة علي بن أبي طالب- عليه السلام- لا مكان للظلم ليدّعي أحدٌ المظلومية، لا مكان للقهر والاستبداد ليدّعي أحدٌ استلاب حريته، لا مكان لسرقة ثروات الشعب ليدّعي أحدٌ تبددها. حكومة يكون على رأسها علي بن أبي طالب- عليه السلام- كيف لأحد أن يعيبها أو ينتقصها، أو يدّعي ضعف الإدارة فيها؟.
إنّنا نريد دولة، يقودها رجال من شيعه علي بن أبي طالب- سلام الله عليه-، اشخاص مسلمون أدركوا المعنى الحقيقي للإسلام نريد أن تكون كل مرافق بلادنا اسلامية، من مجلسها إلى مجلس خبرائها إلى جيشها، إلى سوقها، وحتى رياضيّها وأبطالها. فإن تحقق ذلك، فلن يبقى مجال للخوف، فالمسلم لا يمكنه الاضرار بالمسلم، لأن المسلم أخو المسلم، والقرآن الكريم عقَدَ عقد الأخوّة بين جميع المسلمين بقوله: (انما المؤمنون أخوة) 1 والأخ لا يضر أخيه. إن هؤلاء لا يريدون لدولة الإسلام أن تقوم خوفاً من فقدهم مصالحهم ومنافعهم! وإلا فإن شعبنا يريد الإسلام لأنه يرى فيه خيره وصلاحه، في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يحفظ لنا هؤلاء الأبطال الأعزاء، وأن يمنحهم قوةً فوق قوتهم، وأن يوفقهم لتهذيب أنفسهم، وتحصيل القوة الروحية. أيدكم الله جميعاً، والسلام عليكم.
* صحيفة الإمام، ج10، ص:182,181
1- سورة الحجرات، الآية 10