الموضوع: أهمية ووظائف المجالس المحلية- وظيفتان أساسيتان للرياضيين
خطاب
الحاضرون: جمع من ممارسي الرياضة التراثية وأبطال البلاد
عدد الزوار: 62
التاريخ: 17 مهر 1358 هـ. ش/ 17 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من ممارسي الرياضة التراثية وأبطال البلاد
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية المجالس المحلية
يسعدني أن ألتقي اليوم بجمع من الرياضيّين وأبطال البلاد، وبما أن السادة من مدن مختلفة، أرى من اللازم الاشارة إلى مسألة مهمة هي محل ابتلائنا الآن، لعلهم يطرحونها في مدنهم بعد عودتهم واطلاع اخوانهم عليها ألا وهي مسألة المجالس البلدية. فإن وجود هكذا مجالس في المدن ضروري جداً، ولابد من توسيع نظامها لتشمل كافة نقاط البلاد، وتصبح مسائل وشؤون كل محافظة أو مدينة بيد مجلسها الذي يُعين أعضاؤه من قبل أبنائها.
صفات أعضاء المجالس المحلية
وما يجب على الجميع، جميع فئات الشعب، التنبّه له هو أن ينتخبوا لهذه المجالس أفراداً تتوفر فيهم صفات معينة أبرزها أن يكونوا مؤمنين بالثورة والجمهورية الإسلامية، وموالين للشعب، أمناء، إسلاميّين غير منساقين إلى الغرب أو الشرق، ليس عندهم انحرافات فكرية، كي يتسنى لهم خدمة الشعب. أمّا اذا حصل- لا قدر الله- تقصير أو تهاون في هذا الأمر، واستطاع بعض الأفراد المنحرفين من دخول هذه المجالس، وترسيخ وجودهم فيها، فإن ذلك سيشكل خطراً ليس على تلك المدينة فحسب، بل على البلاد بأسرها وعلى الإسلام.
ضرورة تزكية المرشحين لعضوية المجالس المحلية
ان بقايا فلول النظام السابق، المتخفّين في صفوف الشعب، يسعون بالمكر والخديعة والتظاهر بالصلاح، لأن يجدوا لهم مكاناً في مختلف المناصب المؤثرة ومنها هذه المجالس، مما يلقي على عاتقنا جميعاً مسؤولية جسيمة لدى انتخابنا أعضاء هذه المجالس، تلزمنا بتوخي الدقة عند انتخاب هؤلاء الأفراد، والتحرّي عن أوضاعهم وسوابقهم وسوابق أسرهم، وما كانوا عليه في عهد الطاغوت إلى غير ذلك. فلا شك في أن كل إنسان يعرف أبناء بلدته ومحلته، وأيهم صالح غيور على مصالح الشعب، وأيهم فاسد، لذا فعلينا جميعاً تقع مسؤولية الكشف عن هؤلاء الأفراد وعدم السماح لهم بإختراق مؤسساتنا ومجالسنا، ولئن صدر منا أي تهاون أو تقصير في هذا الجانب، فإنه سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالبلاد. فإننا مسؤولون أمام الله عن ذلك، لأننا نتحمل مسؤولية عن تعيين هؤلاء. فهكذا مسائل من الممكن أن تعرّض مصداقية الجمهورية الإسلامية بأسرها للخطر، لأن ما يرتكبه هؤلاء الفاسدون من انحرافات ومخالفات لن يقتصر سوءها على الاضرار بمنافع هذه البلدة أو تلك، وإنما سيعطي صورة سيئة عن النظام الإسلامي ككل، وهذا ما يريده أعداء الثورة والإسلام، إذ أنهم يسعون جاهدين ومن خلال دسّهم هكذا أفراد، لأن يكون كل ما في البلد غير إسلامي، في وقت نحرص نحن وإياكم على أن يكون كل ما في البلد إسلامياً، وعلى هذا، علينا أن نتعامل مع هذا الأمر بمسؤولية، ولا نقلل من أهمية المجالس البلدية وخطورتها.
الوظائف الأساسية للمجالس المحلية
المجلس البلدي، بيده كل أمور البلدة أو المدينة، حتى تعيين رئيس البلدية. كما أن من صلاحياته الاشراف على مرافق الحياة في المدينة، كمراقبة الاسواق ومختلف الاماكن الأخرى. فله صلاحيات كثيرة، لذا يخشى عليه من نفوذ العناصر الفاسدة إليه، لأن في ذلك ضرراً على المدينة وضرراً على الإسلام. لذا، فمن المسائل الهامّة التي عليكم التنبّه لها، ولفت انظار أبناء بلدتكم وأصدقائكم إليها، هي أن يكون انتخابهم لأعضاء هذه المجالس عن وعي ويقظة.
كان هذا أحد المواضيع موضع الاهتمام الآن، واللازم تحققه إن شاء الله، وهناك مواضيع أخرى تأتي في مراحل لاحقة، سنبحثها في وقتها، كموضوع انتخاب مجلس الشورى، الذي بيده مقدّرات كل البلاد، وموضوع رئيس الجمهورية، والتي نأمل تحققها هي الأخرى فيما بعد.
الوظيفتان الأصليتان للرياضيّين
وكلّي أمل أن نجتاز هذه المراحل بهمّتكم أيها الشباب، وهمّة جميع أبناء الشعب، وأن نلحق بالمعارضين الهزيمة ذاتها التي لحقت بهم في الاستفتاء الشعبي العام، ويكون النصرللإسلام.
حفظكم الله جميعاً، وكما قال السيد قبل قليل، وقد أحسن الشرح والبيان فإن للرياضيّين وظيفتين: الأولى: ممارسة الرياضة البدنية لتقوية الجسم. لأن قوة الجسم تمنح الإنسان قدرة اكبر على الدفاع عن نفسه ووطنه. أمّا الثانية: فهي الرياضة الروحية التي إذا مارسها الإنسان ضاعفت من قدرته البدنية. لذا عليكم الجد والاجتهاد في تحصيل هذه القوة والقدرة الالهية، ببركة الإسلام وببركة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لتغدوا أقوياء في كلا الجانبين، الجانب الروحي، والجانب الجسدي. وإني من الداعين والخادمين لكم جميعاً، حفظكم الله جميعاً وسدد خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج10، ص:185,183