الموضوع: تربية الإنسان أساس نهضة الأنبياء
خطاب
الحاضرون: أعضاء الجمعية النسوية الخيرية في أصفهان
عدد الزوار: 81
التاريخ: 20 مهر 1358 هـ. ش/ 20 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: أعضاء الجمعية النسوية الخيرية في أصفهان
بسم الله الرحمن الرحيم
دور النساء في الثورة
أشكر السيدات المحترمات والأخوات العزيزات على حضورهن، وأرحب بهن جميعاً، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يمن عليكم وعلى الشعب الايراني بالسعادة والسلامة. لقد كان لكنّ أيتها الأخوات دور هام وفعال في هذه الثورة من خلال مساهماتكن على جميع الأصعدة ومسارعتكن للتمركز في الخنادق والصفوف الأمامية للمسيرة الثورية. وهذا ما ضاعف من همة الرجال وزادهم تصميماً وإرادةً. وهنا يجدر بي أن أوجه شكري وامتناني لكنّ على دوركنّ هذا.
وبما أننا لازلنا في بداية الطريق وما زالت هنالك الكثير من المراحل الصعبة التي يجب تجاوزها، لذا فإني آمل أن تواصلوا هذه المسيرة بإقتدار وايمان راسخ لتبلغ ثورتنا الإسلامية أهدافها ويعم الإسلام- كما أمر الله سبحانه وتعالى- كافة أرجاء المعمورة.
هدف الانبياء تربية الإنسان
تربية الإنسان هي الهدف الأسمى الذي بُعث الأنبياء من أجله، من خلال تنمية طاقات الإنسان الكامنة وإبرازها لتتحول النزعة الإنسانية الكامنة في أعماق الإنسان إلى حقيقة ملموسة تتجلى بالإستقامة في ميادين العمل والعقائد والإلتزام بالصراط المستقيم. وعليكن أنتن أيتها الأخوات بتربية أطفالكن تربية إسلامية إنسانية. مثلما ينبغي للمشرف على مجتمع ما هدايته إلى سبيل الله والصراط المستقيم، السبيل الذي ينزه الإنسان عن النقص وينطلق به نحو الكمال ويخرجه من الظلمات إلى النور.
لقد دعا الله سبحانه وتعالى الناس للخروج من الظلمات إلى النور وتركها إلى الأبد. فالانحراف عن الحق والأخلاق السيئة والأعمال القبيحة كلها ظلمات. والنور هو الذي دعانا الله إليه من خلال الإلتزام بالإسلام.
إلتزموا بأحكام الإسلام وادعوا الآخرين إلى ذلك. فكما أن الإنسان مكلف بإصلاح نفسه وتهذيبها، فإنه مكلف بإصلاح الآخرين أيضاً. ولذلك فإن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد جاء ليصلح المجتمع بأسره.
الإستقلال والحرية أول ثمار التمسك بالإسلام
لقد انساق مجتمعنا في عهد الطاغوت نحو الفساد والإنحطاط، وزُج بالشباب في أوكار الفساد، وكان الفساد عنواناً لخمسين سنة من حكم الطاغوت. واليوم وبعد أن تم القضاء - بحمد الله- على النظام المنحط إلى الأبد إن شاء الله، علينا بالسعي الجاد لبناء البلاد على أسس إسلامية، وتربية الأفراد تربية اسلامية وأن تكون جميع تحركاتنا وتوجهاتنا مطابقة للقواعد والمعايير الإسلامية.
إن الالتزام بالإسلام والتمسك بتعاليمه، هو الطريق للإستقلال والتخلص من أغلال وقيود الأجانب وهيمنتهم. وقد انتصرتم ببركة الإسلام ونداء الله اكبر الذي دوى في كل مكان. أسأل الله أن يبقى هذا النداء مدوياً، وأن تبقى محبة الإسلام عامرة في القلوب، لنبلغ الهدف المنشود وينعم الشعب بالسعادة الحقيقية.
إني لم أسمح من قبل بصرف سهم الإمام للمستضعفين، ولكن بالنسبة لمؤسسة المعاقين التي ذكرتموها فلقد أجزت بصرف سهم الإمام لهذه المؤسسة لكل من يود تقديم المساعدة.
أسأل الله أن ينعم على الجميع بالصحة والسعادة، وان يوفقنا لخدمة الإسلام والوطن العزيز.
* صحيفة الإمام، ج10، ص:197,196