التاريخ: 30 مهر 1358 هـ. ش/ 30 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من المكفوفين
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسانية رهن البصيرة القلبية
أشكركم جميعاً على تفضلكم بالحضور إلى هنا لأتمكن من رؤيتكم عن كثب ورؤية هذه الوجوه النورانية المشعة وأبشركم بمدد من الله فهو السند لنا جميعاً. وأسأله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم ويمن عليكم بالصحة والسعادة.
عليكم أن تدركوا أن الإنسان إنسان بروحه الإنسانية وبصيرته القلبية، وكل ما حولنا ظاهري وزائل وروح الإنسان هي التي تبقى، وبصيرة الإنسان هي التي تؤمن له السعادة الحقيقية، وأتمنى أن تكون لديكم جميعاً تلك البصيرة والدراية الكاملة وأسأل الله أن يهبكم التوفيق والسعادة.
نفي صعوبة اللقاء بالقائد
ما أريد أن أشير إليه هنا هو أننا نواجه اليوم موجة عارمة من الشائعات والإتهامات الهادفة لعرقلة تقدم هذه الثورة. ومن الشائعات التي انتشرت مؤخراً وبشكل كبير، والتي يمكن أن نلمسها من خلال كلام البعض وما يرسلونه إلينا، حتى أن أحد السادة اشار إلى هذا المعنى ليلة أمس في مسجد الإمام «1» وقال: إن الوصول إلى فلان وملاقاته بات أمراً أقرب للمستحيل ولا يمكن لأحد أن يجتمع به ما عدا بعض أهل العلم والمعممين. ولم يعد الناس يلتقون به منذ مدة.
إن مثل هذا الكلام لا أساس له من الصحة أبداً فها انتم الآن تتحدثون إلي وتجتمعون بي، وكل يوم يحضر إلى هنا المئات وبقدر ما يتسع له هذا المكان.
إن من يروّج لمثل هذه الشائعات شخص مغرض، إذ ليس لدي أي جماعة مقربة وأي قنوات خاصة بل ألتقي الجميع وبمختلف فئات المجتمع، استمع إلى مطالبهم وأتحاور معهم وأتسلم منهم بعض المطالب المكتوبة.
ومن جهة أخرى فإني أطلع على ما يجري في البلاد ويصلني كل شيء، كما استمع للإذاعة لا سيما البرامج الإخبارية وأشاهد البرامج التلفزيونية المهمة وأطالع الصحف اليومية المهمة بشكل منتظم وأطلع على ما يجري في البلاد.
إن بعض المغرضين يتصورون ويصورون للناس أني أقيم في حجرة مقفلة مفاتيحها بيد بعض المعممين وأنهم وحدهم القادرون على مقابلتي والناس لا يسمح لهم بذلك! ها انتم ترون بأنفسكم هذا العدد الكبير من الناس داخل هذه الغرفة وخارجها. وإن كان البعض ينتظر مني أن ألتقي الجميع فرداً فرداً وأخصص لكل منهم وقتاً كافياً فهذا أمر غير منطقي إذ لا يمكنني أن أخصص لكل فرد وقتاً لمقابلتي والتحدث إليَّ مباشرة لكثرة المراجعين من جهة وضيق الوقت من جهة أخرى. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ان الذي تحدث بالأمس في مسجد الإمام وقال أن السيد نجفي «1» قد حضر لمقابلتي ولكن لم يسمح له بذلك. اودّ أن اقول له بأني التقيت السيد نجفي يوم امس. فمن الذي لم يسمح له بمقابلتي؟ وهل يمكن أن لا يسمح للسيد نجفي بذلك؟ لقد التقيت سماحته يوم أمس قرابة ساعة كاملة.
نصيحة لمن يفتعل هذه الشائعات
أنصح هؤلاء السادة، إما أن لا يلتفتوا لأقاويل البعض وإما أن لا يتحدثواعن هذه الأمور بشكل مغرض، فبعضهم مغرض فيما يقوله والبعض الآخر ساذج يصدق الأقاويل ويعمل على نشرها، وهذا بحد ذاته مخالف للإنسانية والإسلام. انظروا إلى هذه الإشاعات: فلان لا يمكن أن يلتقيه أحد! والسيد نجفي طلب مقابلته ولكن لم يسمح له بذلك! إنها إهانة كبيرة لرجل مسلم مثل السيد نجفي هذا العالم الجليل. ما هذا الكلام الذي تروجون له؟
الإطلاع على أخبار البلاد ومشكلاتها
إني أطلب من كل من يقابلني أن يخبر الناس بذلك وأن باب غرفتي هذه مفتوح على مصراعيه أمام الجميع دون استثناء. ومن الطبيعي أن يصيبني بعض الإرهاق نتيجة كثرة المراجعين والإلتقاء بعدد كبير من الناس، فأنا في الثمانين من عمري ولا أقوى على ذلك ومع كل هذا أحاول الإلتقاء بأكبر عدد ممكن من المراجعين وتخصيص الوقت الكافي لرؤيتهم.
إن أخبار الناس ومشكلاتهم واحتياجاتهم تصلني بإنتظام، لكن حجمها كبير جداً ولهذا هنالك الكثير من الكوادر المتفرغة لحل هذه المشاكل، والحكومة أيضاً تلعب دوراً كبيراً في ذلك ولكن حجم المشاكل كبير جداً.
أتمنى من جميع السادة والعاملين في الإذاعة أن يدركوا ذلك، وأن لا يشيروا إلى ما هو مخالف للواقع والحقيقة وأن لا يصدقوا هذه الشائعات التي تزعم أن مقابلتي تقتصر على البعض فقط.
يقول أحدهم: (أيها الإمام التفت إلى كلام الناس وأنصت لما يقولونه)!
أيها السيد، إن كلام الناس يصلني باستمرار وتصلني مطالبهم بإنتظام. ويمكنكم الآن أن تسألوني عن كل ما يجري في البلاد، فعلى سبيل المثال تصلني يومياً تقارير مفصلة عن المشكلة في كردستان. ماهذا الكلام وماهذه المزاعم والإشاعات التي تنادون بها.
أصلحكم الله جميعاً وأعادكم إلى طريق الحق. وأسأله سبحانه أن ينصر هذه الثورة ويهدي المغرضين وينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج10، ص:222,220