الموضوع: تنقية الجيش وتطهيره - تضامن الجيش والشعب
خطاب
الحاضرون: جمع من قادة الجيش وطلاب كلية الضباط
عدد الزوار: 66
التاريخ: 1 آبان 1358 هـ. ش/ 1 ذي الحجة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جمع من قادة الجيش وطلاب كلية الضباط
بسم الله الرحمن الرحيم
تطهير الجيش من غير الصالحين والمنحرفين
تعلمون أن الجيش أساس وركن إستقلال البلد. فإذا صلح الجيش حافظ البلد على استقلاله وإذا فسد الجيش- لا سمح الله- فإن استقلال البلد يكون عرضة للخطر، وأنتم تعلمون اليوم أن أفراداً غير صالحين وأفراداً يساريين وبعضهم مرتبطين بالنظام السابق، لهم نفوذ في كل مكان وهم الآن في صفوف الجيش بكل تأكيد، وإذا ما بقوا في الجيش فمن الممكن أن يتآمروا وربما يجرون الجيش للفساد- لا سمح الله- لهذا فإن مسألة تطهير الجيش تعد من المسائل المهمة للغاية، فبتنقية الجيش يتم حفظ استقلال البلد، وأنتم مكلفون بحفظ استقلال البلد، وبالتخلص من غير اللائقين والفاسدين ومن المحرضين على الفتنة، اخرجوا هؤلاء من صفوفكم، طهروا الجيش ليصبح جيشاً اسلامياً- انسانياً يعمل لخدمة البلد وخدمة الشعب وخدمة الإسلام.
مؤامرة النظام البهلوي
كما تعلمون كان في السابق يوضع الجيش في مواجهة دائمة مع الشعب، والسبب في ذلك هو أن القادة الكبار كانوا خونة ويخافون الجماهير، وان وجودهم وبقاءهم رهن المواجهة مع الشعب، ولذلك جعلوا قوى الأمن والتي أشد منها بطشاً (السافاك) في مواجهة مع الشعب لإيجاد الرعب، لدرجة بات معها الناس يرتعدون لمجرد رؤيتهم الشرطي أو عنصر الأمن، ولمجرد سماعهم كلمة (سافاك)، واذا ما واجهت الحكومة أو البلاد أزمة، كان الناس ان لم يصعدوا منها أو يشاركوا فيها، لم يكترثوا لها، ولذلك كنا نرى الشعب والشرطة في مواجهات مستمرة.
هكذا كان المخطط أن توضع قوى الجيش والحكومة في مواجهة الشعب، والحمد لله قد انتهى ذلك وباتت القوات المسلحة شيئاً آخر.
العلاقة الأخوية بين الشعب والجيش
المهم الآن أن تحرصوا على علاقتكم الودية مع أبناء الشعب، علاقة أخوية بعيدة عن الخوف بحيث يستقبلونكم بالأحضان، وترون الآن أينما تذهبون يستقبلكم الناس بالترحيب والهتافات، في حين كانوا في السابق يهربون منكم .. يجب أن تستمر هذه الحالة، وأن لا تدعوا أفكاراً تجد سبيلها إلى نفوسكم من قبيل أنا ضابط فلماذا لا أظلم الآخرين .. لا بد من مراعاة تسلسل الرتب العسكرية من غير شك، وكذلك الطاعة للرئيس، وفي الوقت نفسه ينبغي أن تكون العلاقات أخوية، ولتكن مثل طاعة الابن لأبيه، وعليكم أن تسلكوا سبيل الرفق في التعامل مع الذين هم تحت إمرتكم وأشعروهم أنكم تريدون مصلحتهم، أحبوهم إنهم منكم بمثابة الأعضاء، وحينها سيصبح الجيش جيشاً إسلامياً، ورابطة الشعب مع الجيش الإسلامي رابطة صداقة وأخوة ومناصرة، فلنكن كلنا أخوة في خدمة الإسلام وخدمة بلدنا، آمل أن نكون قد تخلصنا من نهب الثروات والاستبداد، ولنعش كلنا اخوة متحابين ونعمل معاً على صيانة بلدنا. أدعو لكم جميعاً وأنا في خدمتكم، وأسال الله أن يحفظكم.
* صحيفة الإمام، ج10، ص:337,336