يتم التحميل...

الموضوع: الاهتمام بالزراعة - مشكلة التقاعس‏

خطاب

الحاضرون: منتسبو حرس الثورة في (سميرم)، - ومؤسسة جهاد البناء في أصفهان‏

عدد الزوار: 65

التاريخ: 5 آبان 1358 هـ. ش/ 5 ذي الحجة 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: منتسبو حرس الثورة في (سميرم)، - ومؤسسة جهاد البناء في أصفهان‏

‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

عشائر ايران قوة داعمة للبلد

آمل من شبابنا الفتي أن يتمكن من تقديم خدماته اللائقة للإسلام والبلد، وآمل أن نتغلب على المشاكل الموجودة بقوة الإسلام وتحت ظل الإسلام. إنّ عشائر ايران كانت تعتبر في السابق قوة داعمة للبلد، ولكن وبسبب الأنظمة الفاسدة وبمساندة الأجانب، عملوا على اضعافها الواحدة بعد الأخرى، لأنها كانت قادرة على ردع المعتدين ومنعهم من أن يمسوا تراب الوطن. فما أن تسلم رضاخان السلطة حتى أمر بإضعاف هذه العشائر. طبعاً كانت تحدث تعديات من جانب شيوخ بعض هذه العشائر، ولكن رضاخان لم يأمر بإضعاف العشائر لهذا السبب، وانما لأنه كان مأموراً بإضعاف وتصفية كل قوة من شأنها أن تقف حجر عثرة في طريق الاجانب وخططهم ومصالحهم، ولهذا عمل على اضعاف رجال الدين والحد من نفوذهم، والقضاء على العشائر وكل قوة من الممكن أن تقف في وجه من يحاول الاعتداء على هذا البلد. وبذلك ارتكبوا خيانة بحق إيران.

والآن وقد تلاشى النظام البهلوي، فإن على عشائر إيران أن تعمل بما يملي عليها واجبها الوطني والإسلامي، وان تتجنب أي تصرفات من شأنها الاساءة لسمعة البلد وتشويه صورته. فلا بد من الالتفات إلى هذه الناحية وهي أنه على الجميع مراعاة الإسلام وحدوده.

اهتمام الحكومة والشعب بأمر الزراعة

أصبح البلد الآن تحت تصرفكم وعليكم أن تديروه بأنفسكم، وما هو مهم الآن بالنسبة لنا هو الزراعة. الآن فصل الخريف وهو فصل الزراعة، اسعوا لكي تعملوا بالزراعة بشكلٍ لائق. إننا إن لم نستطع تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة وبقينا نمد أيدينا لطلب العون من أمريكا وأمثالها، فسوف نقع في أسر التبعية ولن نستطيع أن ننجز عملًا، ومثل‏ هذا الأمر له تبعاته السياسية الخطيرة. لذا يجب على جميع العاملين في الزراعة أن يواصلوا عملهم بشكل أكثر فاعلية. كما يتوجب على الذين توقفوا عن الزراعة بسبب مشكلات واجهتهم، أن يستأنفوا العمل من جديد، وعلى الحكومة أن تقدم الدعم والعون للفلاحين، حتى يستطيعا معاً أن يطورا زراعتنا ويتجاوزا التخلف الذي نعانيه، ويغنيانا عن مد أيدينا إلى الاجانب لنطلب منهم القمح والخبز. انه لمن العار أن تمد دولة اسلامية يدها إلى أمريكا لاستجداء خبزها. علينا أن نكفي أنفسنا ونحقق الاكتفاء الذاتي في كل شي‏ء لا سيما في مجال الزراعة. ان ايران بلدٌ غني بزراعته، وان محصول محافظة واحدة من محافظاتها يكفي لسد احتياجات البلد، وما تبقى يمكن تصديره. لماذا على ايران أن تكون محتاجة لغيرها؟ لقد قضوا باسم (الاصلاح الزراعي) على الزراعة كلها وجلبوا الدمار لبلدنا.

واليوم حيث انتقلت إدارة البلد إلى أيديكم، فلا يصح ان تتقاعسوا في اداء اعمالكم وفي تطوير الزراعة. البلد الآن تحت تصرفكم فاعملوا على إعماره والزراعة جانب من ذلك الإعمار، ومن جانب آخر عليكم أنتم الذين تعيشون في مناطق زراعية - وكل مناطق ايران زراعية تقريباً- أن تعملوا على حرث هذه المناطق وزراعتها واعمارها مع مراعاة الأحكام الشرعية والإسلامية. اعملوا بالزراعة بجد ونشاط حتى نستغني عن الآخرين باذن الله.

مشكلة التقاعس عن العمل في المعامل والدوائر

من المشاكل الأخرى التي نعاني منها؛ مشكلة العمال الذين يتقاعسون في عملهم ويتلكأون ولا يؤدونه كما يرام. هذه المعامل لكم، وعليكم أنتم ومن في المعامل، أن تعملوا بل ينبغي أن تعملوا بشكلٍ مضاعف حتى تتمكنوا من جبران التقصير الحاصل.

كذلك نعاني من مشكلة موظفي الدولة. فكما اطلعونا أنهم لا يعملون بشكلٍ جيد ويتقاعسون في أعمالهم. فهذه المظاهر الطاغوتية الخاطئة لا تزال موجودة، ولا بد من استبدالها، ولتعمل الوزارات على اصلاح هذه الأمور وتغييرها. فإلى متى سنبقى أسرى هذه المسائل الطاغوتية.

هناك قضية أخرى أيضاً تصيب الدولة في الصميم وهي أن تصبح ضحية البيروقراطية والوساطات، وقد تكرر وصول الشكاوى إلي، ربما كل يوم تصلنا شكوى عن الموظفين أو الدوائر الحكومية. يجب أن يتم اصلاح ذلك، ولا أعلم متى يصلحون هذه الأمور؟

ضرورة تطهير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون واصلاح برامجها

على كل حال، أشكركم وأشكر هؤلاء الأمهات والأخوة في مؤسسة جهاد البناء على الجهود التي يبذلونها. لقد رأيت ما يعرضه التلفزيون عن هذه المؤسسة، انهم لا يعطونها حقها كما ينبغي، فهناك أيدي في التلفزيون تحاول حرف الحقائق وتشويهها. فيما يبدو أن المسؤولين في التلفزيون عاجزون عن ضبط الأوضاع بشكل جيد، هناك أيدي فاسدة وراء البرامج التي تعرض على شاشة التلفزيون، سواء الشعارات الموجودة، والاشعار التي تنشد والاحاديث التي تطرح، كلها تتناغم مع توجهات هذه الفئات المنحرفة وينبغي اصلاحها. فإلى متى سيبقى تلفزيوننا يبث البرامج المنحرفة؟! يطرحون مسائل منحرفة ويعمدون إلى تكرارها عدة مرات. والذي يجري المقابلات يتعمد اظهار الجوانب التي تزعج الناس وتثيرهم، يكرّر المسألة عدة مرات كي يعثر على نقطة ضعف، وعندما يجيبه أحدهم بأن الحالة جيدة، يصر على إدخال الرعب في نفوس الناس بأنه لا شي‏ء جيد! وأن الفساد منتشر على كافة الأصعدة. إن هؤلاء يجب أن يتم ابعادهم عن التلفزيون. فإذا كانوا لا يستطيعون ذلك فسوف آتي بنفسي وأقوم بذلك. لماذا أقوم بذلك؟ لأن التهاون منتشر في كل مكان وفي كل شي‏ء ولا ندري ما الذي علينا فعله في ظل هكذا اوضاع. فالجميع من اهل التهاون، والكل يريد أن يؤدي عمله بنحو يسلم معه من أن تناله الاقلام بسوء، أو تكتب شيئاً ضده. يجب أن يعمل الجميع على نحو يرضي الله، ويتوافق مع مسيرة الشعب وتطلعاته. يجب اصلاح هذه الأمور، وإلّا فسنبقى نرسف في وحل التخلف. وانه لتغمرني الفرحة لدى رؤيتي بعضاً من أعمال وفعاليات مؤسسة الجهاد.

حلّ المشاكل في ظل وحدة الكلمة

آمل من الشعب أن لا يتكل على احد في اصلاح كل ذلك، وأن يعمل على انجاز أموره واصلاحها بنفسه. وأتمنّى أن تجد الأمور طريقها إلى الاصلاح بمثابرة الشعب ووحدة كلمته. وكونوا على ثقة بأن جميع المسائل ستحل وسنتغلب على جميع العقبات بفضل هذا التكاتف والتعاون والاخوّة السائدة بين أفراد الشعب، بنحو تجد سيدات محترمات- كان من المفروض أن يكن في بيوتهن مرفهات منعمات- يتطوعن للعمل في مؤسسة جهاد البناء ويذهبن إلى القرى النائية لتقديم العون للمحرومين. وهكذا يفعل الكثير من الاطباء والمهندسين والمتعلمين. فكونوا على اطمئنان بأنكم أنتم المنتصرون، وأن حل جميع المسائل في أيديكم أنتم. وآمل أن تحل قضية كردستان بأيديكم أنتم، أيها الشباب، وبأيدي قوات الحرس والجيش والشرطة، فإنها ليست بالمعضلة.. تقدموا بكل اقتدار والله حافظكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


* صحيفة الإمام، ج‏10، ص:268,266

2011-05-14