التاريخ: 27 آذر 1358 هـ. ش/ 28 محرم 1400 هـ. ق
المكان: قم
المخاطب: الشعب الإيراني المسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
حينما يكون منطق القرآن؛ (إنا لله وإنا إليه راجعون) ومسيرة الإسلام ت- قرّ بأن الشهادة هي الهدف في هذا المسير، وأولياء الله-- عليهم السلام-- ورثوا الشهادة كابراً عن كابر، وشبابنا الملتزمون طلبوا وما زالوا يطلبون أن يدعى لهم بالشهادة، عمد الحاقدون العاجزون عن كل شيء إلى القيام بعمليات اغتيال بشعة. بماذا يخيفوننا؟ إن أمريكا تخادع نفسها في أن تستطيع بثّ الرعب في قلوب أبناء الشعب-- الذين هم جنود القرآن-- منع مواصلة السير في طريق الحق، وتوجد نوعاً من التراجع عن الجهاد المقدس في طريق الله. غير مدركة بأن الخوف من الموت يتسم به من جعل الدنيا لنفسه دار قرار، وقد غفل عن الدار الأبدية والقرب من الرحمة الإلهية. لشد ما عميت قلوب هؤلاء إذ لا يبصرون المشاهد الملحمية لشعبنا العزيز والشجاع في كل حالة استشهاد وما بعدها وهي تتجلّى لأعينهم. ﴿صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون﴾.
إنهم يعرفون أنه مضت ألف وثلاثمئة عام على ملحمة كربلاء، لكن دماء شهدائنا تغلي وشعبنا يسطّر الملاحم. سماحة حجة الإسلام المفكر المحترم الشيخ المفتّح واثنان من حرس الإسلام الأعزاء رحمة الله عليهم نالوا الشهادة، والتحقوا بالرفيق الأعلى، وخلقوا ملحمة في قلب شعبنا وشبّاننا الواعين، وزادوا من حرارة جذوة نهضتنا الإسلامية، وأعطوا ثورة الشعب زخماً مضاعفاً. أسأل الله أن يقبلهم في جوار رحمته الواسعة، ويرفدهم بنور عظمته. كن- ا نأمل أن تتم الاستفادة من معرفة الأستاذ المحترم ومن لسانه وعلمه في طريق الإسلام ودفع عجلة الثورة؛ ونأمل أن نستفيد من شهادة أمثال هؤلاء. أبارك لرجال الإسلام الأبطال هؤلاء استشهادهم، وأقدم في الوقت نفسه تعازيَّ لذويهم وشعب الإسلام. والسلام على شهداء طريق الحق.
27/ 9/ 1358 هـ. ش-- 28 محرم الحرام 1400 هـ. ق
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج11، ص: 260
2011-05-13