يتم التحميل...

الموضوع: خطأ كارتر الكبير

نداء

المخاطب: حركات التحرر العالمية

عدد الزوار: 174

التاريخ: 4 آذر 1358 هـ. ش/ 5 محرم 1400 هـ. ق‏
المكان: قم‏
المخاطب: حركات التحرر العالمية

بسم الله الرّحمن الرّحيم‏

أشكر الإخوة المحترمين على برقيتهم لدعم الشعب الإيراني المظلوم في نهضته لإحقاق حقه من حكومة أمريكا.

أنتم تعلمون أنّ خائنا1، جرّ وطوال حكمه، إيران إلى الفساد، وشغل شعبنا الشريف بنصب مآتم العزاء على شبانه، ونهب ثروات بلادنا. وهو الآن يعيش في حماية أمريكا، ومن الحقوق المسلّم بها للشعوب أن تحاكم الجاني الفاسد ومن الحقوق الدولية المسلّم بها أن يحاكم الجاني في مكان جنايته. لكن السيد كارتر ينقض بقوة السلاح جميع حقوق الإنسان، يتآمر على الشعب الذي يطالب بحقوقه، ويخيفه بالتدخل العسكري والحصار الاقتصادي. إنّ منطق السيد كارتر2هو ان يستجيب للشعوب التي تطالب بحقها بالقوة العسكرية. وهذا المنطق هو منطق القرون الوسطى وحكومة الغاب التي تتحكم بجميع المثل الإنسانية والقوانين الدولية. وهذا هو منطق جميع المتغطرسين والمستكبرين في مقابل الشعوب والأمم المستضعفة، والقوى التي لا تكبح جماحها التعاليم الإنسانية والسماوية تعمي العيون وتسقم العقل.

ومن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها كارتر وأمثاله أنهم لم يدركوا عمق النهضة الإسلامية المعاصرة كما لم يدركوا مدى المعنويات العالية للجيل المعاصر، فهم ينظرون‏ إلى النهضات المعاصرة، والى الشعوب المتحررة من القيود النفسية بمنظار الاقتدار الجنوني وبدافع مرض جنون العظمة.

وهذا الخطأ من شأنه أن يثير الفتنة. فيجب على الشعوب الإسلامية ان يخرجوا هؤلاء المستكبرين إلى الأبد باتحادهم الإيماني والقدرة الإلهية من هذا الخطأ. كما يجب على الشرق وجميع المستضعفين والدول العظمى وجميع المستكبرين أن يجدوا انفسهم ووجودهم الضائع، ويحرروا أنفسهم من قيود دعايات الأبواق الشيطانية، ويستعيدوا القدرة التي وضعها الله في الجماعة، ويدركوا ضعفهم الحقيقي إزاء الشعوب المكافحة، ليسود الاطمئنان جميع العالم، وتكف أيدي الظلمة عن إرتكاب الجرائم. يا إخوتي البسلاء الذين نهضوا لتحرير وطنهم، حذروا شعوبكم، ونظفوا عقولكم من آثار الدعايات الأجنبية التي استمرت مئات السنين، ومن شعورهم بالاذلال والخوف من المستكبرين الغربيين وقولوا لهم أن يلتحقوا بنهضتنا، نهضة المستضعفين الإسلامية. فالإسلام العزيز اليوم يواجه الكفر. والمنطق الصحيح يواجه القوة. ونهضتنا هي إسلامية قبل ان تكون إيرانية، وهي تمثل نهضة جميع مستضعفي العالم قبل ان ترتبط بمكان معين.

فيا مسلمي العالم، ويا أيها المستضعفون، انهضوا. ويا بحر البشرية الذي لا ينضب، انهضوا ودافعوا عن كيان الإسلام وكيانكم.

فقد أخذت إسرائيل بيت المقدس من المسلمين، ولم تواجه من الدول الإسلامية إلا التساهل والتراجع. والآن أجد العلامات تشير إلى أنّ أمريكا وفرعها الفاسد إسرائيل، تعدّان العدّة للسيطرة على المسجد الحرام ومسجد النبيّ (ص)؛ المسلمون متقاعسون متفرجون لا يحركون ساكناً، فانهضوا ودافعوا عن مركز الوحي، ولا تخافوا من هذا الضجيج. فالإسلام اليوم بحاجة إليكم، وأنتم مسئولون أمام الله- تعالى- فاتكلوا على الله- تعالى-، واتحدوا، وسيروا إلى الأمام.

إننا نعمل بتعاليم الإسلام العظيم، وندعم جميع المستضعفين كما ندعمكم، وندعم جميع المؤسسات والمنظمات العالمية التي تنهض لنجاة أوطانها.

إننا ندعم الإخوة المناضلين الفلسطينيين وأهالي جنوب لبنان دعماً كاملًا في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب وإننا إن شاء الله- تعالى- سننتصر على أعداء الإنسانية والإسلام.

ونرجو أن يكون نصر الله وفتح المسلمين قريباً.

أسأل الله- تعالى- أن يمنّ عليكم جميعاً بالسلامة والسعادة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

روح الله الموسوي الخميني‏

* صحيفة الإمام، ج‏11، ص: 99-100


1- يعني محمدرضا بهلوي الذي أخذ إلى أمريكا بحجة المرض.
2- جيمي كارتر رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية، وكان من الحزب الديمقراطي، وقد هزم هزيمة نكراء في انتخابات الدورة التالية أمام رونالد ريغان مرشح الحزب الجمهوري. وقد عزا الخبراء السياسيون هذه الهزيمة الى فشله في حل أزمة الرهائن، وفي الهجوم العسكري على إيران، وفي التعامل الساذج والسفيه مع الثورة الإسلامية. وقد توقع الإمام الخميني في احد خطاباته هزيمة كارتر، وقال: على السيد كارتر ان يبحث لنفسه عن عمل آخر غير رئاسة الجمهورية. وقد تحقق هذا التنبؤ بهزيمته النكراء أمام ريغان.

2011-05-13