الموضوع: ضرورة الحفاظ على الهدوء والابتعاد عن التوتر
خطاب
الحاضرون: مختلف فئات الشعب
عدد الزوار: 149
التاريخ: 22 تير 1358 هـ. ش/ 18 شعبان 1399 هـ. ق
المكان: قم- المدرسة الفيضية
الحاضرون: مختلف فئات الشعب
بسم الله الرحمن الرحيم
هدف العدو إيجاد التوتر
على أعتاب مناقشة القانون الأساسي وتعيين الخبراء لمناقشته، وعلى أعتاب تحديد مصير شعبنا ومصير الإسلام وتقرير استقلال إيران، نلاحظ ازدياد حدة المؤامرات والتواطؤ. ومع ازدياد حساسية هذه المرحلة واقتراب تحديد مصير شعبنا وأساس بلادنا، بدأت هذه المؤامرات تظهر بالفعل. لذا ينبغي للشعب أن يكون يقظاً.
فالتهجم المباشر على بعض قوانين الإسلام والإهانات التي توجه لي، كل هذا يهدف إلى خلق التوتر والاضطراب. وفي هذه الفترة الحساسة أطلب من الشعب الإيراني أن لايحاول الرد على من يوجه الإهانة لي بقصد إيجاد التفرقة. في الأيام القليلة الماضية ذكر البعض أن بعض المجلات قامت بتوجيه الإهانة لي وأنهم يريدون أن يردوا عليها، ولكنني أرى أن هذا الأمر غير مناسب في هذه الفترة الحساسة، ويجب أن يعلم أولئك المسيئين أنهم لن يتمكنوا من تفكيك صفوف شعبنا المتراصة، بدسائسهم هذه.
على الشعب الإيراني أن يكون يقظاً، وفي هذه المرحلة الحساسة إذا قام أحدهم بشتمي أو إحراق صورتي أو التهجم علي، فإني لا أسمح لأحد أن يرد عليه. فالعدو كامن لنا ويريد أن يحرف أذهاننا بدسائسه، عن مسير إنقاذ الإسلام. يريد العدو أن يحرف النهضة عن طريقها وأن يشغلكم عن المسائل الأساسية بأشياء أخرى. وفي هذه الأيام جاء البعض واشتكوا لي من حدوث إهانات للأحكام الإسلامية، وشكاوى أخرى عن مشاكل حدثت في مناطق مختلفة من البلاد، ولكنني غير متفق معهم في هذه الأمور لأنها كلها دسائس وكمائن لتضليلكم عن الطريق الصحيح وعن طريق النهضة.
ومرة أخرى أقول: على الشعب الإيراني أن يكون يقظاً في إبطال هذه الدسائس. هذه الأيام تعقد بعض الاجتماعات، بعضهم يريد أن يزرع النفاق والفوضى بأي شكل من الأشكال، وعلى الشعب أن يقوم بإبطال هذه الدسائس والمؤامرات بكل هدوء، لأنه إن فقدتم برودة أعصابكم، فسوف تتجهون إلى المسائل الفرعية التي لاتؤدي إلا إلى إشعال نار الفتنة متناسين المسائل الرئيسية.
الموضوع الرئيسي دراسة القانون الأساسي وتعيين الخبراء
الموضوع الرئيسي الذي يجب أن ننتهي منه الآن هو دراسة القانون الأساسي وتعيين الخبراء، وبعد هذه الخطوة تأتي الخطوات الأخرى، وفي كل خطوة يجب أن يكون اهتمامنا منصب على الموضوع الذي بين أيدينا، ولو أراد الشياطين التلاعب بمشاعركم ولفت اهتمامكم إلى مواضيع أخرى ليتمكنوا من زرع الخلافات بينكم فلا تنصتوا لهم. الآن، يجب أن يكون اهتمامكم منصباً على دراسة القانون الأساسي، وكل من لديه رأي أو اقتراح فليكتبه ويرسله إلى مجلس الخبراء، وبعد ذلك عليكم تعيين مندوبيكم وخبرائكم ليقوموا بدراسة القانون الأساسي ووضع اللمسات الأخيرة عليه.
صفات أعضاء مجلس الخبراء
أوصيكم بأن يكون الخبراء الذين ستنتخبونهم من المتدينين وعلماء البلاد الكبار، وأن لا يكونوا من المنحازين للشرق أو الغرب وإنما من الذين يتبعون صراط الإسلام المستقيم وصراط الانسانية المستقيم، وأن يكونوا أمناء وموضع اعتماد ومحبين لوطنهم ومريدين لدين الإسلام. عليكم انتخاب مثل هؤلاء الأشخاص لتعيين مصيركم. فاليوم مصيركم بين أيديكم.
إن كل اختلاف وتشنج، وكل تعصب، هو منافٍ لمسير النهضة والثورة، فاحذروا ذلك. وليس عبثاً اتحاد الشياطين في هذه الأيام وفي هذه المرحلة الحساسة، لبث الخلافات. والمجلات أيضاً لاتسعى لتوجيه الإهانة إلى الإسلام عن عبث.
ضبط النفس في مواجهة تحركات الأعداء
يجب أن لا تفقدوا هدوءكم في هذا الوقت، حافظوا على ضبط النفس ولاتعيروا أهمية لكلام الشياطين. وسيحدد الشعب مصير هؤلاء الذين تآمروا عليه في الوقت المناسب إن شاء الله .. وعلى الشياطين أن يعلموا أن شعبنا محافظ على هدوئه، ومهما شتموا ولعنوا فإن الشعب سيبقى هادئا، ومهما وجهوا للإسلام من تهم فإن على الشعب أن يبقى هادئاً وأن لايحاول الرد.
أشكر الفئات المختلفة المجتمعة هنا والتي تحملت ضيق وحرارة المكان وازدحامه، وأسأل الله تعالى لهم جميعاً السلامة والسعادة، وأن يوصلكم جميعاً إلى السعادة الأبدية، وأسأل الله أن يقطع دابر الشياطين من هذه البلاد وأن يحبط كل المؤامرات.
* صحيفة الإمام، ج9، ص: 60-61
2011-05-10