الموضوع: التحذير من مؤامرة عملاء أمريكا باسم المجموعات اليسارية
خطاب
الحاضرون: منتسبو جهاد البناء
عدد الزوار: 135
التاريخ 17 تير 1358 هـ.. ش/ 13 شعبان 1399 هـ.. ق
المكان: قم
الحاضرون: منتسبو جهاد البناء
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبكم على أعمالكم، وأن تكونوا واعين لما يدور حولكم وأن تكون أعمالكم أعمالا إسلامية خالصة بإذن الله.
أعداء الشعب عملاء أميركا
أنتم الأن تذهبون إلى القرى النائية، وقد تشاهدون هناك بعض العناصر غير إسلامية، حاولوا هدايتها. لا تتركوها تقوم بأعمال مسيئة، لا تتركوها تنشر دعايات مظلمة، اسألوهم أولا: ماذا تريدون؟ ألا تقولون أنكم تعملون من أجل الشعب ومن أجل المجتمع؟ فهل حرق المحاصيل خدمة للشعب؟! في السابق كان هؤلاء لا يسمحون للناس بزراعة الأرض، والآن لم يسمحوا لهم أن يحصدوا أرضهم، وإذا حصدوها جاؤوا وأحرقوا البيادر! لمصلحة من كل هذا؟ فلو أردنا أن نكشف عملاء نظام ما، يكفي أن نعرف في جيب من تصب فوائد أعمالهم، فهُم يخدمون لهذا النظام الذي ينتفع من أعمالهم! وهذه الأعمال تذهب فوائدها وبشكل مباشر إلى أمريكا، لأنه عندما لا نملك القمح فعلينا استيراده. ومن يصدر القمح؟ أمريكا، فالاتحاد السوفييتي لا يبيع القمح لأنه يحتاج إليه، إذا فالمستفيد الوحيد من كل هذا هي أمريكا. ولهذا قلنا أن هؤلاء الذين يعملون تحت اسم اليسار واليمين وأسماء أخرى من هذا القبيل، هم عملاء لأمريكا- رغم أن بعضهم قد يجهل هذه الحقيقة،- لأن المؤامرة مؤامرة الأمريكيين، مؤامرة أؤلئك الذين لا يريدون أن يكون لدينا محاصيل زراعية أو قمح، وهم لديهم زراعة وفيرة حتى أنهم يحرقون بعض إنتاجهم أو يرمونه بالبحر أحيانا، كي يُبقوا على الأسعار المرتفعة، يريدون أن يبيعوا محصولهم ويأخدوا مالنا.
أنتم يا من تقولون أنكم عطوفون على الشعب، وتريدون أن تعملوا من أجله، حسنا، تعالوا وساعدونا ليصبح قمحنا أكثر، اذهبوا للحصاد مع العمال، ساعدوا الشعب حتى تكون له زراعته المستقلة. أما إذا كان الموضوع، موضوع إثارة للغوغاء والفوضى فقط، فمن المستفيد من هذه الفوضى؟ إنه الذي يدفعكم للقيام بهذه الأعمال، ونحن نرى أن أمريكا هي المستفيد الوحيد من كل هذا، لأنها في هزيمة النظام السابق كانت أكثر المتضررين، إذ كانت تستفيد منه أكثر مما تستفيد ايران، ولهذا كانت هزيمتها أكبر وانزعاجها أكبر ومؤامراتها أعظم خطورة ايضاً.
مؤسس حزب تودة
الكثير من الشباب خُدعوا، ولا يعرفون ماذا يفعلون، وعليكم أن تحاولوا هدايتهم. على سبيل المثال إن حزب تودة الذي كنت أتابعه منذ بداياته، كان مؤسسه معنا في الحج. أريد أن أقول أن المسألة ليست مسألة حزب شيوعي، فالحزب الشيوعي هو الذي تم تصديره من الاتحاد السوفييتي! أما هذا الحزب فمؤسسه سليمان ميرزا 1 كان معنا في مكة، كان إنسانا مؤمنا يحترم المقدسات ويعتقد بها، أحضر معه شخصين أو ثلاثة إلى مكة ولأنه لم يكن لديه أولاد، فقد تبنى أحدهم وأحضره معه إلى مكة، لقد كان إنسانا مؤمنا مصليا ولهذا فقد سماه بعض الذين كفّروه باسم (سليمان المصلي) 2، لأنه كان يصلي، ولكن لماذا تكفّروه إذا؟! فحزب تودة الحزب الشيوعي الإيراني ظهر على يدي سليمان ميرزا المصلي الورع والذي كان يذهب إلى مكة للحج. فهذا الحزب إذا كان من صنع الانكليز وليس السوفييت، لقد كان حزب تودة انكليزيا! ففي ذلك الوقت كان للانكليز نفوذ هنا، والأن الأمريكيون لديهم نفوذ هنا، وفي بلاط محمد رضا كان ثمة شيوعيون أمثال هؤلاء يعملون كخدم. إن بعض قادتهم الآن كانوا خدما في بلاط محمد رضا، فالأمر ليس كما كنا نتصوره، أن هؤلاء ليسوا شيوعيين، لقد كانوا يدّعون أنهم شيوعيون ويزعمون بأنهم يدافعون عن المستضعفين والضعفاء ويسعون لتأمين حياة كريمة لهم، ولكنهم لم يكونوا كذلك أبدا، لقد كانوا مؤيدين للرأسمالية وأصحاب النفوذ ويريدون أن نكون محتاجين لهم دائما، نشتري القمح منهم ونعطيهم أموالنا، وبعد ذلك يأخذوا منا النفط أيضا.
حاولوا إنقاذ هؤلاء، ولا تدعوهم يفسدون في القرى، وعندما تذهبون إلى هذه القرى وتلتقون بأحدهم عليكم الوقوف في وجهه ومناقشته، وإذا واجهتموهم بالذي أقوله الآن، فإنهم سيتركون القرية ويذهبون ألى أماكن أخرى لينفذوا فيها مخططاتهم.
فليوفقكم الله ويرعاكم ويسدد خطاكم في مواصلة جهودكم.
*صحيفة الإمام، ج9، ص: 24
1-من مؤسسي الحزب الشيوعي في ايران.
2-على الرغم من أن سليمان ميرزا كان يعتبر نفسه شيوعياً، إلّا أنه كان يصلي ويصوم. وكما ذكر الإمام الخميني( رض)، كان يذهب الى الحج، ولهذا كانوا يدعونه سليمان المصلي استهزاءً.