يتم التحميل...

الموضوع: ضرورة ابقاء لجان الثورة وتنقيتها

خطاب

الحاضرون: قادة ومسؤولو لجان الثورة الإسلامية الأربع عشرة التابعة لطهران برفقة السادة: مهدوي كني، ملكي، مرواريد، مفتح، محمدي كلبايكاني، جلالي خميني، حقي، باقري كني، خسروشاهي، زنجاني

عدد الزوار: 188

التاريخ: 29 فروردين 1358 هـ.. ش/ 20 جمادى الأولى 1399 هـ.-. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: قادة ومسؤولو لجان الثورة الإسلامية الأربع عشرة التابعة لطهران برفقة السادة: مهدوي كني، ملكي، مرواريد، مفتح، محمدي كلبايكاني، جلالي خميني، حقي، باقري كني، خسروشاهي، زنجاني 1

بسم الله الرحمن الرحيم‏

فلسفة وجود لجان الثورة
إنني لا أستطيع الخوض في تفاصيل هذه المسائل، ولكن سأتحدث بشكل عام. إننا نعلم جميعاً بأن ثمة مشاكل وفوضى أعقبت انتصار الثورة والتخلص من هذه القوى الشيطانيةن وهو امر طبيعي يعقب انتصار كل ثورة. والجميع يعلم أنه عندما ظهرت هذه المشاكل، لم يكن هناك وجود لقوى الأمن الداخلي، وإنما حرس الثورة هم الذين تصدوا لهذه المفاسد على قدر استطاعتهم. إن الذي قام بهذا العمل المفيد في جميع أنحاء البلاد هم لجان وحرس الثورة. وطبعاً فقد تمّ إلى حدّ ما تشكيل قوى الأمن الداخلي الآن ولكن يجب أن يبقى إلى جانبها هؤلاء الحرس واللجان إلى اليوم الذي تصبح فيه قوى الأمن الداخلي قادرة على نزع سلاح جميع المفسدين والمجموعات التي تقوم بالإخلال.

وان ما يدل على امتلاكها لمثل هذه القدرة، هو مواجهتها لتلك المجموعات التي تقوم بالإفساد بين الناس ونزع اسلحتها، إذ أن أفراد هذه المجموعات إنهم يذهبون إلى المعامل ويبثون الدعايات السيئة، ولا يريدون للزراعة أن تسير أمورها بشكل صحيح، ولا للمدارس الرسمية أن تفتح أبوابها، إنهم يريدون الابقاء على هذه الفوضى كي تسنح الفرصة للأجانب ليروّجوا بأن إيران لا تستطيع المحافظة على نفسها، يريدون تهيئة أرضية الفساد للقيام بانقلاب لاسمح الله يكون مبرّراً أيضاً في أنظار العالم.

إن وجود أمثال هؤلاء الأشخاص والجماعات الذين يعملون على تحريض الناس ونشر الدعايات السيئة، يقتضي وجود الحرس واللجان، إن هذا الأمر لا يمكن للحكومة أن تنكره، ولا يستطيع الشعب إنكاره أيضاً، لا أحد ينكر هذا، فمادامت الحكومة عاجزة عن تجريد هؤلاء المفسدين من أسلحتهم وتأديبهم، تبقى الحاجة لحرس الثورة واللجان قائمة. والحكومة لا تنكر ذلك وهي ترى ضرورة وجود الحرس ايضاً.

المخالفات وعدم الانضباط في بعض لجان الثورة
المشكلة هي أن اللجان الموجودة في كل أنحاء إيران- لا تنظروا فقط إلى طهران فقط- هذه اللجان المنتشرة في جميع أنحاء إيران، قد ظهر فيها أحياناً أفراد غير صالحين أو أن بعضها قد تمّ تشكيله من الأساس من أفراد غير صالحين، وكل هذا باسم الثورة، ويقوم هؤلاء بأعمال ضد الثورة، وبأعمال خلاف الشرع الإسلامي، وهذا يؤدي إلى تشويه صورة ثورتنا سواء في الداخل أو الخارج، حيث يقولون بأن هؤلاء الحرس وهذه اللجان هم بأجمعهم لجان لفلان وحرس للثورة الإسلامية ومع ذلك فإنهم يقومون بهذه الأعمال، ويستدلون من ذلك بأن الإسلام يقبل بهذا الوضع، ويرضى بهذه الفوضى. إن الأعداء عندما يرون أمراً خاطئاً قد حصل في موضع او موضعين او حتى عشرة مواضع، فإنهم لا يلاحظون بعد ذلك أنه في خمسمائة موضع آخر كان الأمر صحيحاً، فإذا ما وقع أمر خاطئ في عدة مواضع فإنهم يضعون إصبع الاتهام على تلك المواضع ويسقطون الجميع، يطعنون في العلماء، والإسلام، والثورة. فهذه هي المشكلة ولابد من التفكير بحل لهذا الموضوع، وهو أن هؤلاء الذين ذهبوا وشكلوا لجاناً بأنفسهم، أو أولئك الذين استطاعوا اختراق هذه اللجان من دون أن ينتبه لذلك الصالحون، ثم قاموا تدريجياً بفرض الأمور الباطلة على الآخرين. فلابد من التفكير بهذا الأمر وهو أنه كيف ومن أي طريق نستطيع الإصلاح، ولا أقصد إصلاح لجان طهران فالكلام حول لجان طهران قليل، بل إصلاح لجان مدن البلاد حيث توجد في كل مدينة لجان بعدد الأشخاص المتنفذين فيها سواء من العلماء أو غيرهم. لجان تخالف كل واحدة منها الأخرى، وكل واحدة تفكر بمصلحتها وتُشكل على غيرها، وتقوم بأعمال غير لائقة ومنافية للثورة والإسلام، ونحن لم نستطع لحد الآن رغم ما بذلناه من حل هذه الاختلافات، والابقاء على العدد المطلوب من اللجان وحرس الثورة بما يحفظ الأمن والنظام وليس أن يكونوا سبباً في إشاعة الفوضى. فنحن لم نوفق مع الأسف إلى تحقيق ذلك لحد الآن، ولابد لنا من العمل لإزالة هذه النقائص.

ضرورة وجود لجان الثورة والحرس‏
إن وجود اللجان وحرس الثورة أمر ضروري وينبغي الابقاء عليهما إلى أن نشعر بأن الحكومة قد سيطرت على الأوضاع، ويتضح ذلك من قدرتها على تجريد مخالفي الإسلام ومعارضي الثورة من السلاح. وإلى ذلك الحين فإننا نرى من الضروري وجود هذه اللجان وكذلك وجود الحرس، ونحن نشكر ونقدّر مسؤولي اللجان والسادة الذين يكرسوا صرفوا أوقاتهم لهذا الأمر. وبطبيعة الحال فهو أمر يهم الجميع. وكذلك نشكر حرس الثورة الذين تحملوا كل هذه المتاعب، وقدموا كل هذا العدد من القتلى والشهداء.
إن هذا أمر يقدّره الجميع ويعتز به الإسلام. إن أصل الموضوع يتمثل في ضرورة وجود هؤلاء، نظراً للحاجة الماسة لهم. فهو أمر مفروغ منه.

تنقية اللجان واصلاحها
إن الموضوع المطروح هو كيف يمكننا اصلاح هذا الأمر؟ فأحياناً تقع أحداث في بعض المدن، مثلًا بحجة أن الشخص الفلاني كان رجل مخابرات وقد هرب، فيهجمون على منزله!. إن هذا ليس‏ له أي وجه شرعي أو عقلائي. أن الرجل قد هرب فيهجمون على منزله يريدون إيذاء زوجته وأولاده!! أو مثلًا إذا اعتقلوا شخصاً فإنهم يؤذونه خلاف الموازين الشرعية، ويعذّبونه، وأمثال ذلك. فلابد من اتخاذ التدابير اللازمة لمنع هذه الأمور. والمطلوب هو تنقية هذه اللجان لا حلّها، بقاؤها ضروري إلا أنه يجب تنقيتها فليذهب أشخاص أو هيئات ويدققوا في أمور اللجان واحدة واحدة، ويسألوا الأشخاص المطلعين حول أعمال هؤلاء، لتتبين حقيقة الأمر والذي يقف وراء هذه الأعمال، وحينئذ أما أن ينحّوا ذلك الشخص المفسد جانباً أو تتم معاقبته إذا كان يستحق ذلك. الأمر المهم هو عليكم أن تفكروا بحل لهذه المشكلة، فأصلحوا اللجان أوّلًا، أبعدوا الأشخاص المضرّين والمفسدين وضعوا مكانهم أشخاصاً صالحين. إن مثل هذه الأمور موجودة في قم ايضاً إذ تقع أحياناً بعض الأعمال الخاطئة.

على كل حال فإنه لابد هذه اللجان أن تبقى، ولكن يجب أن يتم إصلاحها، قوموا بالتنقية، إن هذه التنقية يجب أن تتم بيدكم أنتم أيها السادة وبيد الهيئات التي تشكلونها، وإذا تمت هذه التنقية فليس من المعلوم أن يكون ثمة انتقاد أو اشكال.
إن بعض الانتقادات تقف وراءها نوايا مبيتة. هناك أغراض كثيرة تجاه اللجان، ولذا ينشرون الدعايات السيئة ... وإلا فهل الناس الذين تظاهروا في مسألة السيد الطالقاني 2 الذي هو محل احترامنا جميعاً- قد فعلوا ذلك لأجله؟! ذاك الشخص الذي لا يؤمن بالله ولا يعتقد به، هل فعل هذا من أجل السيد طالقاني الذي يؤمن بالله وهو عالم متعبد بالإسلام؟! أم أنهم فعلوا ذلك لكي يوتروا الاجواء؟!

معارضة الاستفتاء تعني معارضة الشعب‏
بالنسبة لهؤلاء الذين يتألمون من أجل شعبنا! هل كان الاستفتاء خلافاً لتوجهات الشعب؟! هل هذا الاستفتاء الذي كان يسعى إليه الشعب بروحه وقلبه، كان مخالفاً لمصلحة الشعب حتى قام هؤلاء بإحراق بعض الصناديق؟! بل ووقفوا بوجه الناس في بعض المناطق بالأسلحة حتى لا يتم الاستفتاء! قاطعوا الاستفتاء!. لماذا فعلوا هذا؟! هل كان هذا لأنهم يحبون الشعب؟! أم يريدون التقدم والتطور لايران؟! إن الشعب هو هذا الذي شاهده الجميع وهم يدلون بأصواتهم بشوق وحماس شاعرين بالمسؤولية الشرعية كاشفين اللثام عن الجماعات المعارضة التي لا تزيد نسبة عددهم بأجمعهم على 5. 0%. لقد هزموا في الاستفتاء، واتضح حجم رصيدهم بين الناس. أن أسيادهم يكفلون لهم منافعهم إذا جدّوا في العمل ونشروا الفوضى هنا وهناك، ولم يفسحوا المجال للهدوء والاستقرار أن يعمّا البلد، ولذلك أرادوا إفشال الاستفتاء.

عرقلة أمور الزراعة والمصانع‏
هل إن مسألة الزراعة تعارض مصلحة الشعب؟! لم لا يتركون أمور الزراعة على حالها؟ لماذا يذهبون إلى الفلاحين ويدفعونهم لإثارة الفوضى وترك الزراعة؟ هل إن نواياهم حسنة تجاه هذا الشعب؟ هل يريدن هؤلاء ان يحققوا للمستضعفين الرفاهية بعملهم هذا؟ أم أنهم حريصون على تحسين أوضاع هذا الشعب، واستقرار اموره؟ إذا كان حقاً يفكرون بذلك، فهل الزراعة تعارض مصالح الشعب حتى انتشر هؤلاء بين الفلاحين يختلقون الموانع والعراقيل؟! أم أن عمل المصانع يناهض مصلحة البلد أو مصلحة شعبنا؟! لماذا يسعون بين أصحاب المصانع الى ترويج الدعايات السيئة ولا يتركوا المصانع تواصل عملها؟

الانتهازيون المخربون‏
إن جميع هذه المسائل تدلنا على أن ثمة أياد تعمل وفقاً لتوجيهات خارجية- وأنا أحتمل أن تكون أمريكا-، وتسعى لزعزعة الامن والاستقرار في ايران. فمرة تنفذ مهمتها من خلال لجوئها الى المصانع، واخرى بالتوجه الى الزراعة والفلاحين، وثالثة في الجامعات، حيث يوجد أشخاص سذّج وإن كانوا متعلمين، ولكنهم شباب يتأثرون بسرعة، وينخدعون بمجرد أن يقال لهم عدة كلمات جذابة وبراقة، وإلا فإن نواياهم ليست سيئة، 3 إنهم يحرضون النساء والشباب والكبار على أمر هم أنفسهم معارضون له أصلًا.
إنهم أنفسهم يعارضون السيد الطالقاني، وسوف يقطعون رأسه ورأس أمثاله متى ما استطاعوا ذلك! ولكنهم يرون اليوم في هذا الحادث خير ذريعة لتنفيذ نواياهم المبيتة، ففعلوا ما فعلوا في مدارسنا وشوارعنا، وشرعوا يروِّجون الدعايات السيئة ضد لجان الثورة. وسوف لا يقتصر تحركهم على ذلك بل سيفتعلون غداً حادثة أخرى.

الحوادث المفتعلة لجهاز المخابرات (السافاك)
لقد قلت سابقاً- زمن الطاغوت- أننا نرى في أوقات معينة نرى أنه ترتفع أصداء حادثة معينة، فمن هذه الأوقات المعينة عشية حلول شهر رمضان، وشهر محرم الحرام. فشهر رمضان كان يشكل خطراً بالنسبة للنظام المباد، إذ كان يخشى قيام العلماء بتحريض الناس ضد الحكومة، من خلال تواجدهم في المساجد حيث شهر الصيام والعبادة.
فكان يفتعل النظام قبل الشهر المباركة فتنة! نظير قضية (الشهيد الخالد) 4، وبذلك نغفل عن استثمار الشهر المبارك .. أين يكمن الخطأ؟ لقد كنا ننشغل ببعضنا طيلة شهر من أجل مسألة بسيطة. فكان الخطباء ينقسمون على أنفسهم، وهكذا علماء الدين وطلبة العلوم الدينية. وكنّا نهدر شهراً مباركاً كان المفترض أن نعمل فيه على تنبيه الحكومة لبعض الأمور، وأن نتحدث ببعض الموضوعات، غير أنهم كانوا يفتعلون مثل هذه الأمور ويشغلوننا بمثل (الشهيد الخالد)!

فيمضي شهر، شهران وثلاثة أشهر، وإذا ما هدأت القضية واقترب شهر محرم، أثاروا مسألة المرحوم (شمس آبادي) 5. ولعلهم هم الذين أقدموا على قتله لإثارة هذه الفتنة، وحتى لو لم يفعلوا هم ذلك؟ كانوا يثيرون الفتنة ويفتعلون جبهتين، طائفة هنا، وأخرى هناك، ويهدرون طاقاتنا التي يجب أن تصرف في لصالح الإسلام، وإذا ما هدأت هذه القضية يكون قد اقترب مثلًا شهر رمضان أو ...، فيثيرون قضية الدكتور شريعتي 6، وتبدأ الضجة المفتعلة حيث يقوم احد الاطراف بالدعاية لصالحه، فيما يقوم الطرف الآخر بالدعاية ضده، وتهدر جميع الطاقات على هذه المسألة.

والآن أيضاً يفعلون ذلك. فأولئك الذين لا يروق لهم أن تسير ايران وفقاً لمصالح المسلمين فإنهم يفتعلون مثل هذه المسائل، وعندما تهدأ واحدة يثيرون أخرى! وسوف ترون بعد أن تنتهي الفتنة الأخيرة، وقد انتهت بالفعل فإن السيد الطالقاني موجود الآن في قم وقد التقى بنا، وهو بنفسه منزعج من هذه المسائل وذاك الكلام الذي افتعلوه وأثاروه. فبعد أن تنتهي هذه الغائلة سوف يفتعلون فتنة أخرى ... كأن يختطفوا احداً، لنفترض اهم اختطفوا أحمد 7 وقتلوه، فإنني وإن لم أتكلم بشي‏ء، سيحاولون إيقاع فتنة. أو مثلًا أمسكوا بنجل أحد علماء ايران وعرضوه للتعذيب، فتبرز مشكلة، وحينذاك يشرعون هم بالتأسف وإظهار التألم عليه أكثر من ذويه، ويرفعون شعار (وامصيبتاه) نيابة عن صاحب المعاناة، فالمفجوع لا يتكلم بشي‏ء فيما هم لا يكفون عن لطم صدورهم حزناً على المنكوب.

التمهيد لعودة ناهبي العالم‏
لماذا كل هذا؟ إنه من أجل أن لا تبقى بلدنا في أيدينا. إنهم مكلفون بالعمل لاعادة الاوضاع لما كانت عليه في السابق ولو بشكل آخر، فالشكل الملكي لم يعد يصلح فترجع ثانية مسائل نهب أموال الناس والكبت ومصادرة الحريات وبالتالي تأمين مصالحهم. وفي مثل هذه الأجواء علينا أن نكرس كل طاقاتنا لإحباط هذه الأحداث التي يفتعلونها ويثيرونها. فمن الطبيعي أن يكون هؤلاء وراء هذه الأحداث وإثارة الفوضى.

على أي حال، فكونهم يثيرون ضجة مفتعلة حول لجان الثورة فهذا أمر ليس بالجديد، إن غاية أمرهم وبضاعتهم هي هذه، فرسالتهم هي أن يحبطوا كل شي‏ء، ويحولوا دون خدمة الشعب. وكما أشرت فإن خير دليل على سوء نواياهم هو معارضتهم للاستفتاء، فهل يتسنى لهم القول بأن الاستفتاء لم يكن شعبياً؟! هل يستطيعون القول بأن أيادي الحكومة هي التي كانت وراء ذلك؟ هل يستطيعون القول أن ثمة أشخاصاً مخربين فعلوا ذلك؟!

إنهم ليس بوسعهم قول ذلك، لأنه لا يصغي اليه أحد ولكنهم وبرغم ذلك، فقد سعوا وبكل قواهم لمنع الاستفتاء، وقد أحرقوا بعض صناديق الاقتراع في المناطق التي تمكنوا من فعل ذلك، كما قاموا بإيذاء الناس لمنعهم من التصويت ومقاطعة الاستفتاء. إن خير دليل على أنهم لا يروق لهم تطور اوضاعنا. ولا يحلو لهم أن تحقق هذه الثورة اهدافها وجني ثمارها.

الدعاية ضد العلماء
ثمة رؤية كانت مطروحة، وهي رؤية علمية وتتلخص في أنه لو تضامن وتكاتف ابناء الشعب الواحد والمجتمع الواحد، ليس بوسع أية قوة الوقوف بوجهه. وانطلاقاً من هذا الفهم والخبرة السياسية التي يمتلكونها في هذا المجال، لم يسمحوا باقتراب فئات الشعب من بعضها وتضامنها.
لقد أبعدونا عن الجامعيين إلى درجة كنا نحن نكفرهم وكانوا هم يستصغروننا ويعتبروننا حمقى، فكانوا يقولون عنا بأننا عملاء البلاط، المعمم يعني واعظ البلاد. العالم يعني عميل بريطاني!
كنت أنا والسيد الحائري- وشقيقه السيد الحائري الموجود الآن معنا 8 راكبين حافلة، كان ذلك في عهد رضا شاه، وكان في الحافلة ركاب آخرون متوجهين إلى طهران. بدأ أحد الأشخاص بالتحدث قائلًا: لقد مضت سنوات طويلة لم أر فيها هذه الهياكل! بريطانيا هي التي جاءت بهؤلاء في إيران وفي النجف، جاءت بهم بريطاينا بغرض عرقلة أمورنا، إنهم عملاء بريطانيا! لقد أخذ هذا الشخص يتحدث بهذه الطريقة طوال الطريق. لقد حرصوا على اشاعة أن رجل الدين هو عميل السلطة وتابع لها.

الأنبياء هم طليعة الشعوب في مواجهة أصحاب النفوذ
فقد زعموا بأن الذي جاء بالدين قد أتى به للتخدير!! وأن الأقوياء وأصحاب النفوذ هم الذين اختلقوا الأديان! اختلقوا الدين لتخدير الشعوب، كي يتمكنوا من فرض سلطتهم دون خوف من ثورة الشعوب ضدهم. فهؤلاء قاموا بتسكين الشعوب من خلال وعد الناس بالجنة وأمثال ذلك!. كانوا يخدرون الشعوب!! ويجعلونها تنام! لينهب الأقوياء ثرواتهم.

بيد أن أي منصف لو استعرض تاريخ الأنبياء، فإنه سيرى أن الأنبياء هم الذين كانوا يوقظون الشعوب ويحضونها على النهوض ضد الحكومات، فهذا موسى (عليه السلام) وهو راعي غنم ليس بيده إلا عصاه تحرك وأيقظ عامة الناس ضد فرعون. لا أن فرعون هو الذي جاء بموسى لتخدير الناس. لقد أعدّ موسى الناس ليواجهوا الأقوياء. وهذا تاريخ الإسلام بين أيدينا، وجميعكم تعلمون، تعلمون بأن الأمر لم يكن كما يزعمون بأن أقوياء قريش هم الذين جاءوا بالرسول صلى الله عليه واله وسلم وأوجدوا دين الإسلام ليخدروا الناس!
إن الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو الذي أيقظ الناس، أيقظ المحتاجين، أيقظ المساكين، أيقظ الفقراء، وثار ضد تلك الأوضاع، ضد الأقوياء وأصحاب النفوذ. فحروب النبي صلى الله عليه واله وسلم جميعها كانت ضد الأقوياء، ففي هذا الطرف كان هناك عدّة من عامة الناس، الفقراء والضعفاء والمستضعفين، وفي ذاك الطرف وقف المستكبرون والأقوياء.
وقد كان إعلام أولئك قوياً لدرجة يحتمل أن يكون بعضنا أو بعض شبابنا قد اقتنع بهذا الأمر، وهو أن أصل الدين كان لمثل هذا الغرض، مع أن الأمر عكس ذلك تماماً. فالجميع يعلم أن الأمر في الواقع عكس ذلك، حيث كان صراع الأنبياء على الدوام يبدأ من الشعوب ضد المستكبرين، ضد الأقوياء وأصحاب النفوذ.

روّاد حركات التحرر
أنهم يروجون الى أن (علماء الدين هؤلاء هم الذين يدافعون عن الحكومات، إنهم علماء البلاط وأنصار الحكومة)! فإذا كنتم لا تتذكرون عهد رضاخان، فإنني أتذكر تلك الفترة جيداً وكنت في خضم أحداثها أيضاً ومطلعاً على الأمور. وأما أنتم فلعل أكثركم لا يتذكر ذلك من بدايته، وربما يذكر البعض ذلك، إن الذي كان يعارض هذه القوة الشيطانية طوال أكثر من خمسين عاماً هم علماء الدين. ربما كان لدى الاحزاب السياسية شي‏ء من الاعلام في الخارج، ولكن الذي نهض في الداخل، داخل البلد، ضد رضا شاه هم علماء تبريز، وعلماء خراسان، وعلماء أصفهان، وقد اجتمعوا في قم، وكنا شاهدين لكل هذا 9.

إن الذي كان يعارض في المجلس لم تكن (الجبهة الوطنية)، وإنما السيد حسن المدرس. لم تكن (حركة الحرية)، بل المدرس الذي كان يقف معارضاً. إن هؤلاء لم يكونوا في ذلك الوقت شيئاً يُذكر، لم يكن لهم اهتمام بمثل هذه الأمور. ولكن بعد أن سقط النظام برزوا الى الساحة أنه ليس لنا ارتباط معهم. غير أن الإعلام والدعاية ضد علماء الدين كان على نطاق واسع، وكانت هذه الدعاية تستهدف عزل العلماء عن الناس، لئلا يجتمعوا معاً وتتهدد مصالح هؤلاء.

الترحيب الشعبي للتصويت على (الجمهورية الإسلامية)
لقد لمسوا اليوم حقيقة هذه القضايا. شاهدوا عياناً في الواقع أن هذا الشعب عندما تكاتف ورصّ صفوفه بوحدة كلمته، ضاع منهم كل ما كان عندهم. عندما اجتمع أفراد هذا الشعب مع بعضهم، عالم الدين والطالب والتاجر والفلاح، وهتفوا الموت لهذه الملكية وطالبوا بإقامة الجمهورية الإسلامية، لم تستطع أية قوة الوقوف بوجههم. وحدة الكلمة خطر يهدد مصالحهم. فجميع القوى الكبرى لم تستطع أن تقف بوجه هذا الشعب، وقد انتصر هذا الشعب بقبضات خالية. ولم يكن في البين إلا الإسلام، ورغبة الناس بالشهادة. كان الجميع يداً واحدة من الطفل الصغير إلى العجوز الكبير ذي الثمانين عاماً، والجميع يرددون كلاماً واحداً. لقد لمس هؤلاء هذه الحقيقة. كما أدركوا من خلال الاستفتاء حقيقة أخرى. شاهدوا عن كثب كيف أن شخصاً- لا أذكر كان هذا في صحيفة أم في المذياع- كان قد أخطأ وألقى رأياً مخالفاً، كان يبكي لأنه يرى نفسه قد ارتكب معصية لا تغتفر. وذلك الرجل الذي حملوه على أكتافهم، كان مريضاً، جاء وأدلى برأيه- في خمين- ثم مات. وذاك الرجل الشيخ الآخر قد وضعوه على كرسي العجزة وقد تجاوز الثمانين عاماً! أولئك الجرحى والمعاقين قد وضعوهم أيضاً على الكراسي المتحركة وجاؤوا بهم إلى صناديق‏ الاقتراع. هل يوجد في الدنيا سابقة لمثل هذا الأمر؟. في أي مكان من العالم، يوجد بلد عدد نفوسه 35 مليوناً فيدلي 30 مليوناً أو 20 مليوناً بأصواتهم، وتكون أصواتاً موافقة؟! وفي المقابل لم يتجاوز عدد الأصوات المعارضة اربعمائة شخص او مائة وأربعون ألف شخص! في أي مكان من العالم يوجد مثل هذا؟ لا يوجد.

إثارة الأجواء ضد القوى والمؤسسات‏
إن هذا خطر وجداني بالنسبة للأجانب، إذ لا يستطيعون غض النظر عن نفطنا بهذه السرعة، أو غض النظر عن اليورانيوم والنحاس الموجود لدينا. لايستطيعون صرف النظر عن كل ذلك بهذه السرعة. فهم يرون أن هذه القوى إذا كانت متحدة وتتحرك مع بعضها، وإذا بقيت هذه النهضة بالحرارة التي عليها الآن، لن يتمكنوا من فعل شي‏ء.
لقد ظهر في الشعب الإيراني تغير ذاتي، إن الله هو الذي أحدث هذا. لقد تغيروا روحياً. ففي السابق- قبل بضع سنوات- كان يأتي شرطي إلى السوق ويأمر: إما أن تغلقوا السوق أو ترفعوا الأعلام. ولم يكن يجرؤ أحد بل لم يكن يرى لنفسه الحق في أن يرفض! من كان يجرؤ على الرفض؟ جميع الفئات كانت هكذا، فلم تكن ترى لنفسها حق الرفض. لقد حدث تغيير روحي إنساني بقدرة الله تبارك وتعالى، فأصبح هؤلاء الناس الضعفاء الذين كانوا يخافون من الشرطي لم يعودوا يهابون الآن الدبابات والمدافع، إذ نزلوا إلى الشوارع وتصدوا للقوات الحكومية، وصرخوا: الموت ل-إن هؤلاء يخشون هذا التغيير ووحدة الكلمة التي تحققت إنهم خائفون وهم بصدد تحطيم ذلك. كيف السبيل الى تحطيمه؟ من هذا الطريق وهو عندما يرون أن لجان الثورة تستطيع المحافظة على استقرار النظام فإنهم يعملون على تشويه صورتها. وعندما يرون أن بوسع علماء الدين إدارة الأمور فإنهم يتهجمون عليهم. كذلك يذهبون إلى المصانع ويثيرون الفوضى فيها ويفعلون الشي‏ء نفسه في المجال الزراعي. إنهم يريدون إثارة الفوضى وتأزيم الأوضاع. غير أن البعض غافل عن ذلك. السادة الكبار غافلون، إن السادة الكبار غافلون عن أن القضية ليست كما يزعمون من أنهم يريدون ارساء النظم. ليست القضية أنهم يريدون استتباب الهدوء، ليست القضية أنهم يريدون تحقق حياة كريمة للشعب. كونوا على علم بأنه إذا وجدت حياة كريمة لهذا الشعب، سوف يزداد اعلام هؤلاء ضدنا أكثر فأكثر. إنهم وحيث يرون الآن نموذجاً منها، إذ يرون المسؤولين منهمكين بالعمل من أجل الموظفين، من أجل أصحاب المصانع، من أجل الناس الفقراء، الناس المشرّدين، عندما يرون ذلك، ويشاهدون تحقق هدوء نسبي في هذا البلد، وأن الناس قد تغيّروا، والجميع يطيع علماء الدين ويتبع توجيهاتهم، لا يطيقونه ويسعون الى نسفه وتخريبه.

تحذير الأصدقاء المخطئين‏
لا بد من تنقية الاشخاص الموجودين، فإما أن يخرجوا من البلد أو ينالوا جزاءهم، فإذا كانت الدولة قادرة على القيام بهذا العمل فهو أمر جيد للغاية ولتقم به، فالجميع يتطلع الى ذلك. وإلّا هل ان مشاغل السادة قليلة حتى يريدوا الانشغال بشؤون اللجان. إن السادة لديهم عمل ايضاً، وقد تركوا دروسهم وأبحاثهم، تركوا كل أعمالهم وجاؤوا إلى هنا. هل حرس الثورة ليس لديه عمل كي‏ يأتوا إلى هنا ويقفوا ليلًا ونهاراً مواجهين خطر الموت؟ إن الجميع لديه من المشاغل ما يكفي غير أنهم تركوا أعمالهم وجاءوا لتقديم يد العون والعمل على تحسين الأوضاع. غير أن البعض يتهجم عليهم بسبب جهله وغفلته. الأعداء هم الذين يتهجمون. إذا تهجم الأصدقاء الجهلة فهم مخطئون أيضاً، إنهم جهلة حيث يريدون تحطيم الحرس الثوري ولجان الثورة.

ضرورة اصلاح لجان الثورة وتنقيتها
يجب على السادة طبعاً القيام بالتنقية. ولابد من ملاحظة طرفي القضية، فالمقدار المفيد يجب أن يبقى ولا يحق لأحد التدخل في هذا. الجميع متفق على ذلك. وأما المقدار غير المفيد والذي له مفسدة، فينبغي تشكيل هيئات تقوم بالتنقية للجان الثورة. وإذا ما ظهر عجزكم يوماً عن التنقية، فحينها يحق التساؤل عن ضرورة بقاء هذه اللجان أو حلها. ففي ذلك الوقت يمكنكم أن تتحدثوا بهذا الكلام. أما الآن فلابد من التحقيق للتعرف على الأشخاص الصالحين. قوموا بتفتيش لجان الثورة واحدة واحدة، فإذا رأيتم أحد الأشخاص يسي‏ء الناس الظن به مثلًا ويعتقدون أنه من عناصر المخابرات السابقة، أو علمتم من خلال عمله أنه لا يتردد عن ارتكاب المخالفات، فاعزلوه ونحّوه جانباً وضعوا مكانه شخصاً آخر يكون محل ثقتكم. وهذا لا يكون في طهران فقط بل يجب أن يتم في كل المناطق.

نزع السلاح من المجموعات المعارضة
يجب أن يتم إصلاح لجان الثورة والإبقاء عليها. يجب أن تبقى إلى أن تصبح الحكومة قوية، وعلامة قوة الحكومة هي نزع سلاح مخالفي الإسلام. فحتى ذلك الوقت يجب أن تبقى. إن اليوم الذي يحق للحكومة أن تشتكي من اللجان هو عندما تكون قادرة على نزع أسلحة الفصائل المعارضة. إذا تم نزع سلاح المخالفين، وبقيت لجان الثورة يوماً واحداً بعد ذلك فحينئذ اعترضوا 10. ولكن مادام أعداؤنا يحملون السلاح، وقد جعلوا لأنفسهم حكومة مستقلة في أحد أحياء طهران، يلقون الخطابات ليلًا ويمنعون حركة السير 11، فمادام الوضع هكذا، فإن إبعاد حرس الثورة يعني فتح الطريق لهؤلاء. هذا خطأ، إما عن جهل أو خيانة. إما عن عدم الشعور بالمسؤولية أو خيانة. إننا لا نتحمل هذا.

نحن ندعم حرس الثورة، إننا ندعم لجان الثورة، إلى اليوم الذي تصبح فيه الحكومة قوية وتستطيع أن تسيطر على مجريات الأمور. إننا نرى أن علامة قوة الحكومة في جمعها السلاح من هؤلاء. ففي الوقت الذي يتم جمع السلاح من هؤلاء في مختلف أنحاء إيران، ولا يعد أي وجود للماركسيين ومجاهدي خلق او أي فصيل آخر معادي للاسلام ولثورتنا في أية نقطة من ايران، حينها يذهب الجميع الى شأنهم وممارسة أعمالهم الطبيعية.

فلا يوجد هنا شي‏ء مهم ليغنمه السادة، وليس هذا بمنصب أو مقام للسادة، بل هو دون شأنهم، إذ أن كل واحد منهم وبدل أن يكون شخصاً وجيهاً في منطقته جاء إلى هنا ليكون خادماً. إنها الروح‏ الإسلامية التي دفعتهم للانضمام الى صفوف الحرس الثوري، وإلا فإن الدنيا لا تستطيع أن تدفع الإنسان للتضحية دون مقابل. إنه الاسلام الذي صنع كل ذلك. إن هؤلاء الذين يريدون تحطيم الإسلام، هؤلاء الذين يعارضون علماء الدين، إنما هم أعطاء الثورة مهما كانت مسمياتهم.

مسؤولية علماء الدين‏
على كل حال ما هذه سوى عموميات القضية. فمن جهة لابد من الابقاء على هذه اللجان، وهو أمر ضروري. ومن جهة أخرى فإن التنقية أمر ملح وينبغي التفكير فيه. أما هذه التفاصيل التي ذكرتموها 12 والبرامج التي لديكم، فإنني لاأستطيع التحدث حولها، وينبغي لي الاطلاع عليها أولًا. ولكن الخطوة الأولى هي أن تتحققوا جيداً عن العناصر التي تعمل في بعض هذه اللجان. فإذا كانت هناك أربع لجان، عشر لجان في طهران تعمل على مزاجها، وعموم الناس لا اطلاع لهم على واقع الأمر، فإذا ذهب هؤلاء وأفسدوا بين الناس، أغاروا على بيوت الناس وأموالهم، شربوا الخمر وفعلوا أنواع القبائح، فإن هذا الوضع يؤدي إلى أن يقال بأن لجان الثورة هي هكذا. ففي السابق إذا كان أحد الباعة محتكراً فإنهم يقولون بأن البائع الفلاني محتكر، أما إذا انحرف أحد علماء الدين فإنهم يقولون بأن العلماء كلهم هكذا! لا أدري من أين أتى هذا التصور حول علماء الدين بحيث إذا انحرف أحدهم قالوا (العلماء). أما بالنسبة لبقية الفئات فإن انحراف الواحد منهم ينسب إليه وحده، ولهذا فإن الأمر صعب بالنسبة لأهل العلم، فهي مسؤولية جسيمة للغاية، لذا ينبغي أن لا يسمحوا لأحد من العلماء- لا سمح الله- بارتكاب مخالفة في إحدى هذه اللجان. يجب أن لا تفسحوا المجال ليدخل بينهم رجل دين منحرف أو كان منتمياً 13 سابقاً وقد وضعوا على رأسه عمامة. يجب أن لا تسمحوا لأمثال هؤلاء بالانضمام الى هذه اللجان فيرتكبوا المخالفات، ويقولوا حينئذ بأن اللجان وضعها هكذا إنهم لا يلاحظون بأن اللجان هي التي حفظت الدولة، وهي التي دعمتها. إن حرس الثورة هم الذين حفظوا الدولة، وحافظوا عليها. إننا نؤيد هؤلاء ونرى ضرورة وجودهم، ولكن لابد من تنقية هذه اللجان. فبدون التنقية لا يتم الأمر، ويكون سبباً ليقوم أولئك الذين يريدون إلحاق الضرر بالعلماء بترويج الدعايات السيئة ضدهم جميعاً. فيجب أن يتم هذا الأمر، هذا ما يمكنني قوله الآن، وما يرتبط بالمراحل التالية فسأتحدث عنه فيما بعد إن شاء الله.

أداء التكاليف الإسلامية والمتاعب الجانبية
لكن من حيث المجموع توجد في هذه المسائل أمور مكروهة لنا، أمور يصعب سماعها، أمور يصعب تحملها. بيد أنه افرضوا أن هناك جماعة تقوم بهذا العمل من أجل الدنيا، فإذا وجدوا في دنياهم متاعب وصعاب فهل سيعملون ليل نهار؟! هل نحن كذلك؟ إننا لسنا كذلك، فلو كان الأمر من أجل الدنيا لما كان ينبغي لكم أن تذهبوا إلى هناك وتجعلوا أنفسكم وقفاً لهذه المشاكل والصراعات التي لا تفيدكم شيئاً، ولكن هذا من أجل الله، فإذاً هناك وظيفة شرعية ونحن نقوم بها، وإذا لم نستطع إتمامها فإننا نكون قد عملنا بواجبنا. إن أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً لم يتمكن من‏ القضاء على معاوية، ولكنه عمل بتكليفه، نحن أيضاً نعمل بتكليفنا، فإذا استطعنا القيام بعمل، فلا بأس، إنه التكليف ... إننا لسنا أفضل من النبي صلى الله عليه واله وسلم ، ولسنا أفضل من أمير المؤمنين، ولسنا أفضل من سيد الشهداء عليه السلام ، الذي عمل بتكليفه وقُتل، ونحن أيضاً نعمل بتكليفنا. ولذلك فإنه لا ينبغي لنا أن ندع المجال للوهن يتسرب إلينا من جرّاء هذه المكروهات التي تواجهنا، خصوصاً مثل هذه الأمور الغوغائية، حيث يعلم الجميع أن أفراد الجماعة الفلانية لا يعتقدون بوجود الله أصلًا، غير أنهم يلطمون صدورهم من أجل أحد آيات الله! إن هذا معلوم والناس تعلم ذلك وأنتم أيضاً تعلمون، الجميع يعلم أن هذه القضية ليست أكثر من مؤامرة وشيطنة وإنني آمل أن يفشلوا في تحقيق شي‏ء يذكر.

إنني آمل أن يكون جميع السادة متوكلين على الله، فليتوجهوا إلى الله فإنه بالتوجه إلى الله تحلّ هذه الأمور وقد حُلَّت. وأن يحفظوا وحدتهم وأن لا ييأسوا وأن ينشغلوا بأعمالهم. وبطبيعة الحال يجب عليهم أن يقوموا بالتنقية، أن يقوم بها الاخوة والسادة أنفسهم. وبعد التنقية لن يبقى أحد معارضاً. كما أنكم تقبلون أيضاً بأنه بعد استتباب الاستقرار والهدوء في البلد، تنتفي الحاجة إليها. إننا نسعى الى الهدوء، وعندما يتحقق ذلك فإن خدمتنا تكون أيضاً قد وصلت إلى نهايتها فنذهب لنتابع أعمالنا، فأنا أحد طلبة العلم، وكذلك السادة فإن كل واحد منهم لديه عمله المناسب، هذه خلاصة كلامي الآن. ولا بد لي بعد ذلك من مطالعة هذا التقرير.
الشيخ مهدوي كني: هنا يُطرح سؤال وهو أن بعض الأفراد الذين يقبلون ظاهراً قيادتكم، ولكنهم في مقام العمل لا يلتزمون بالنظام الداخلي لمحاكم الثورة ولا النظام الداخلي للجنة المركزية.

المخالفة بسبب الأهواء أو بقصد الاطاحة بالثورة
إن مثل هذا الأمر يعود الى هوى النفس أحياناً، ولا يهدف الى الاضرار بالثورة. فأحياناً يدفعه هوى النفس ليحقق لنفسه شيئاً ما، فإذا كان الأمر بهذه الصورة، فيجب تحذير هؤلاء بأنه ليس الآن وقت هذه الأمور، فليس من الصحيح الآن أن يذهب الانسان وراء أهواء نفسه، فربما ذلك في وقت آخر إن شاء الله. وأحياناً لا يكون الأمر بهذه الصورة، بل يكون مؤذياً، يريد القيام بهذه الأعمال من أجل ارباك الأوضاع. كأن يكون أحد رجال مخابرات الشاه، أو أحد الفصائل التي تسعى الى زعزعة الأوضاع، ففي هذه الحالة ينبغي اعتبار هؤلاء معارضين للثورة، وأعدائها فيعاملون على أساس ذلك.
الشيخ مهدوي كني: إن المتواجدين في الإدارات الحكومية من حرس الثورة، ليسوا مخلين بنظام الإدارات، ولكنهم شاهدوا أن الأوضاع السابقة تتكرر الآن، وهم لا يستطيعون تحمّل تلك الأوضاع، فذهبوا وقدموا ملاحظات حولها وأعربوا عن قلقهم وخوفهم. وما أريد قوله أن هذه الأمور لا تدعو للقلق‏.
أجل، إن هذه الأمور تعد من الموضوعات الرئيسية غير أني متعب الآن والوقت متأخر.

* صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 35


1-قبل أن يبدأ الإمام الخميني خطابه، ألقى الشيخ مهدوي كني، رئيس لجان الثورة الإسلامية، كلمة استعرض فيها كيفية تشكيل اللجان وفلسفة وجودها، مشيراً الى أعمال اللجان ونشاطاتها الواسعة، وموضحاً بعض المقترحات في مجال إصلاح اللجان وتقويتها.
2- إثر اعتقال اثنين من أبناء السيد الطالقاني، وبعد ترك السيد الطالقاني طهران عدة أيام اعتراضاً على ذلك، انتهز المنافقون وبقية الجماعات المعادية الحادث فقاموا بالمظاهرات وإثارة الفتن والفوضى بغرض بث الفرقة في المجتمع وتضعيف القيادة.
3- طلاب المدارس والجامعات.
4-كتاب( الشهيد الخالد) تأليف صالحي نجف آبادي.
5- السيد أبو الحسن شمس آبادي.
6- الدكتور علي شريعتي.
7- السيد أحمد الخميني، نجل الامام الخميني.
8- السيدان مرتضى ومهدي الحائري أبناء آية الله السيد عبدالكريم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية في مدينة قم.
9- منهم الميرزا صادق آقا والحاج الميرزا أبو الحسن انكجي من تبريز، و السيد يونس أردبيلي والسيد زاده من مشهد، والسيد نور الله روحاني مع مائة من علماء ومجتهدي أصفهان. راجع الكوثر ج 1، ص 308- 310.
10- إشارة إلى حديث مهدي بازركان للتلفزيون، الذي تهجم فيه على لجان الثورة واتهمها بالتدخل في شؤون الحكومة.
11-كانت المنظمات المسلحة قد سيطرت على بعض شوارع طهران وتسببت في تعطيل حركة المرور.
12- إشارة إلى حديث الشيخ مهدوي كني.
13- إلى منظمة الأمن والاستخبارات في عهد الشاه المخلوع.

2011-05-01