يتم التحميل...

الموضوع: تجنب الفرقة وحفظ وحدة الكلمة.

خطاب

الحاضرون: ممثلو موظفي وعمال مصفاة (شيراز) و (نفت شهر)/ كسبة مدينة (شهر كرد) وأهالي مدينة (جهار محال) و (بختياري)/ طلاب الثانوية الفنية في (آباده)/ طلاب دار المعلمين الابتدائية في كرمانشاه ومهران/ طلاب كلية الطب في أصفهان/ أساتذة وطلاب (قصر شيرين) و (سربل ذهاب)/ جمع من أهالي (تركمن ده) و (سرخه حصار)

عدد الزوار: 219

التاريخ: 30 فروردين 1358 هـ.. ش/ 21 جمادى الأولى 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: ممثلو موظفي وعمال مصفاة (شيراز) و (نفت شهر)/ كسبة مدينة (شهر كرد) وأهالي مدينة (جهار محال) و (بختياري)/ طلاب الثانوية الفنية في (آباده)/ طلاب دار المعلمين الابتدائية في كرمانشاه ومهران/ طلاب كلية الطب في أصفهان/ أساتذة وطلاب (قصر شيرين) و (سربل ذهاب)/ جمع من أهالي (تركمن ده) و (سرخه حصار)

بسم الله الرحمن الرحيم‏

ضرورة معرفة أسباب النصر
إنني أشكركم جميعاً أيها السادة على قدومكم من مناطق بعيدة والاعلان عن تضامنكم مع بقية أبناء الشعب الإيراني.
أرى من الضروري التذكير ببعض الأمور. إننا وقد وصلنا إلى هذه المرحلة ظافرين والحمد الله، فإنه يجب أن نعرف بأي قدرة حصل هذا النصر. إذ أن جهلنا لذلك سيترتب عليه أخطار في المستقبل. كما أننا إذا علمنا بهذه القدرة ولكننا لم نهتم بالمحافظة عليها فإن هذا أيضاً سيشكل خطراً على مستقبل بلدنا.
إن القدرة التي حققت النصر لنا هي قدرة الإسلام، قوة إيمان شبابنا بالإسلام وبالله تبارك وتعالى، الهدف الواحد وهو الإسلام والجمهورية الإسلامية وأحكام الإسلام، وبالتالي تضحية شعبنا من أجل الإسلام واعتبار الشهادة فوزاً عظيماً. فلو لم تكن بيننا وحدة كلمة، وكان لكل فرد هدف ولكل جماعة رأي، لما كان من الممكن لنا أن ننتصر على هذه القوة الشيطانية والقوى الكبرى الداعمة لها.
لقد أدرك الأجانب بأننا قد انتصرنا بفضل قوة الإيمان ووحدة الكلمة واتحاد الفصائل المختلفة على كلمة واحدة. ونتيجة لخشيتهم من أن تقطع أيديهم الى الأبد، فهم يسعون كي يسرقوا منا هذا السر، ويسحبوا منا هذا السلاح الإسلامي العظيم. وقد أرسلوا عملاءهم للاندساس بين أبناء الشعب يفسدون ويعطلون الجامعات والمعاهد بمؤامراتهم. لا يدعون أمور الزراعة لتسير بشكلها الطبيعي، ولا يتركون الثقافة لتأخذ طابعها الإسلامي، لا يتركون مصانعنا لتعمل. إن هؤلاء هم الذين سعوا لعرقلة الاستفتاء. هؤلاء هم الذين أحرقوا صناديق الاقتراع، وقاطعوا الاستفتاء.

لقد أدرك هؤلاء بأنه لا يوجد لهم مكان بين أفراد الشعب، وأن شعبنا قد انتصر على جميع المشاكل حتى الآن بوحدة الكلمة وبقدرة الله والإيمان. إنهم لا يروق لهم أن نجني ثمرة انتصارنا. هؤلاء لا يحبون الشعب. هؤلاء لا يعملون من أجل العامل والفلاح. هؤلاء أعداء العامل والفلاح رغم‏ كل ما يتبجحون به. هل كان الاستفتاء مخالفاً لمسير الشعب حتى يعارضوه؟! هل الزراعة مخالفة لمسير الشعب ليعارضوها؟! هل انطلاق عجلة الصناعة وعمل المصانع مخالف لمسير الشعب حتى يعارضوه ويقفوا بوجهه بكل جدية؟! هل بناء المساكن مخالف لمسير الشعب حتى يروجوا الدعايات السيئة بين أفراد الشعب؟! إن أعمال هذه تدل على أنهم مفسدون وأنهم عملاء للأجانب وللمستعمرين، ويريدون أن يحرفونا عن مسيرنا. وقد أدرك المستعمرون بأننا انتصرنا بوحدة الكلمة، وقد عجزوا عن الإبقاء على هذا العنصر الفاسد في إيران (الشاه) رغم سعيهم الجاد الى ذلك.

تحذير لأعداء الثورة
عليكم من الآن فصاعداً أن تكونوا يقظين، كونوا حذرين، لا تدعوهم يحدثوا شرخاً بين صفوفكم فلن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم. هؤلاء ليس لديهم نية حسنة، هؤلاء لا يهمهم أمر الشعب، هؤلاء عملاء للأجانب وقد انتشروا بين أفراد الشعب بوجوه خدّاعة لئلا يستتب الهدوء والاستقرار في ايران فتتمكن من تهيئة الحياة المرفهة لجميع طبقاتالشعب. إنهم ومن خلال تعكير الأجواء يعملون على خدمة الأجانب. إن هؤلاء يريدون إعادة النهب ثانية، يريدون إعادة الكبت، يريدون إتلاف كل ما عندنا.
أيها السادة، أيها الشباب، يا أبناء الشعب، حافظوا على سرّ انتصاركم ألا وهو وحدة الكلمة. دعوا الاختلاف جانباً، كونوا إخوة فيما بينكم، سيروا معاً بنداء واحد وهو استقرار حكومة العدل الإسلامي، العدل للجميع.

يجب أن يعلم هؤلاء المفسدون أن تحركهم هذا مضر لشعبنا ومضر لهم أيضاً، فإذا تمكنوا من إيقاع الفرقة بين صفوف أبناء شعبنا- لا سمح الله- فإنه سيهلكنا. ولكن يجب أن يعلموا بأننا نتعامل معهم باللين مادامت الحاجة إلى اللين، ولكن عندما نشعر بالتكليف فسنعمل بشكل آخر، وسنقف بوجههم بحزم.

إنني أطلب منكم أيها السادة، ومن جميع فئات الشعب الايراني، من الجامعيين المحترمين، ومن التجار، والعمال، وأرباب العمل، وجميع الشعب، أن يحافظوا على وحدة الكلمة ولا يتركوا هؤلاء يوقعوا الفرقة بينهم. إن هؤلاء عملاء الأجانب ويريدون إثارة الفوضى بذرائع مختلفة. فقد رأيتم في الأيام الماضية كيف أنهم وبحجة واهية جداً يرفضها حتى السيد 1 نفسه نزلوا إلى الشوارع وعطلوا المدارس وخدعوا الناس بغرض إثارة الفوضى. واعلموا بأنهم عاجزون عن ايقاع الفرقة بيننا وبين السادة الآخرين الذين يتصدون بوعي لمخططات التفرقة.
يا أبناء الشعب! إنكم مكلفون بالوقوف بوعي بوجه هذه التفرقة. إن شبابنا الأعزاء في الجامعات وفي بقية المدارس مكلفون بالتصدي لهذه المؤامرات.
أيها الأعزاء! ما هذا إلا تآمر ضد الثورة، وهؤلاء الذين يتآمرون هم أعداء الثورة، والتهم التي ينشرونها للتفرقة معادية للثورة. حافظوا على الثورة الإسلامية، واحرصوا على الإبقاء على هذه النهضة متوقِّدة. حفظكم الله جميعاً وأنعم على شعبنا بالسلامة والسعادة.

*صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 51


1- السيد الطالقاني، للإطلاع على المقصود من إشارة الإمام تراجع الحاشية رقم( 2) من خطبة الإمام الخميني بتاريخ 29/ 1/ 1358 بحضور الشيخ مهدوي كني وبقية مسؤولي لجان الثورة في طهران.

2011-05-01