يتم التحميل...

الموضوع: دور الإسلام في انتصار المسلمين - نصائح لأعضاء البعثة السعودية

خطاب

الحاضرون: أعضاء البعثة الدينية العليا السعودية برئاسة محمد السبيل (إمام جماعة المسجد الحرام)، والسفير السعودي، وميناجي وناصر (وزير الثقافة والإرشاد ورئيس منظمة الأوقاف)

عدد الزوار: 129

التاريخ: 31 فروردين 1358 هـ.. ش/ 22 جمادى الأولى 1399 هـ.. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: أعضاء البعثة الدينية العليا السعودية برئاسة محمد السبيل (إمام جماعة المسجد الحرام)، والسفير السعودي، وميناجي وناصر (وزير الثقافة والإرشاد ورئيس منظمة الأوقاف)

بسم الله الرحمن الرحيم‏

المسجد هو مركز التحرك والقيام‏
أشكر أولًا أعضاء الوفد1 والامام المحترم 2 وشعب الحرمين الشريفين والرياض، وجلالة الملك 3 الذي أرسلكم لتفقد أحوالنا.
لقد كان المسجد في الإسلام وفي صدر الإسلام مركز التحرك والحركات الإسلامية على الدوام، كان الإعلام الإسلامي يبدأ من المسجد، ومن المسجد كانت تنطلق القوات الإسلامية لمحاربة الكفار وادخالهم تحت راية الإسلام. كان المسجد في صدر الإسلام مركزاً للتحركات ومركزاً للنهضات.
عليكم وأنتم من أهالي المسجد ومن علماء المساجد، أن تقتدوا بنبي الإسلام وأصحابه، وتجعلوا من المساجد مقرات لنشر الإسلام والحركة الإسلامية، وقطع أيادي الشرك والكفر، وتأييد المستضعفين في مواجهة المستكبرين.

دور الإسلام في انتصار المسلمين‏
لقد تغلبنا بإرادة الله تعالى رغم أننا لم نكن نملك شيئاً ولم يكن لدى شعبنا شي‏ء من أدوات الحرب، ولكن بواسطة قوة الإيمان ووحدة الكلمة تغلبنا على القوى الطاغوتية وإنني آمل أن تنهض الشعوب الإسلامية وتتغلب بوحدة الكلمة وبالتوجه إلى الإسلام وقوة الإيمان، على الأجانب وعلى الذين يسعون الى ابقاء هذه الشعوب تحت هيمنتهم.
إن سرّ انتصار المسلمين في صدر الإسلام تمثل في وحدة الكلمة وقوة الايمان. قوة الإيمان هي التي جعلت جيشاً ضعيفاً يتغلب على امبراطوريات العالم العظمى، وكانت سبباً في انتصار ثلاثين مقاتلًا بقيادة خالد بن الوليد على ستين ألف جندي وهم مقدمة جيش الروم. إنها قوة الإسلام التي لا تقهر. ولابد لنا نحن المسلمين من العمل على تقدم الإسلام بقوة الإيمان.
يجب أن نجاهد قوى الكفر بقوة الإسلام، ونبعد أيدي الجناة عن بلدنا. فلو كانت هناك وحدة الكلمة الإسلامية، ولو كانت الحكومات والشعوب الإسلامية متحدة فيما بينها، لما كان هناك معنى‏ لأن يبقى ما يقارب المليار مسلم تحت هيمنة القوى الكبرى. فلو انضمت هذه القوة القوة الإلهية الكبرى الى قوة الإيمان، وخطا الجميع في طريق الإسلام متحدين مع بعضهم بشكل أخوي ليس بوسع أية قوة في العالم أن تقهرهم.

خطر اسرائيل‏
ومما يؤسف له، أن الاختلافات التي تلاحظ في بعض المناطق- لاسيما المناطق العربية- هي التي مكنت اسرائيل بعدد نفوسها القليل من الوقوف بوجه العرب رغم كثرة عددهم وثرواتهم. وإذا لم يتم التصدي لجرثومة الفساد هذه فإنها ستطمع بكل المنطقة، فهي لا تقنع بفلسطين والمسجد الأقصى فقط، وإنما تريد السيطرة على الجميع.
يجب على المسلمين وعلى الحكومات الإسلامية، أن يتحدوا ويقتلعوا جرثومة الفساد هذه من جذورها. ولا يفسحوا المجال للذين يدعمونها بمواصلة دعمهم لها. أسأل الله تبارك وتعالى القوة والعظمة للإسلام والمسلمين وتوحيد كلمتهم.

نصيحة للسعوديين‏
لقد مارست حكومتنا السابقة الكثير من الجرائم من أجل اثبات ولائها لأسيادها. وفيما يخص زوار بيت الله الحرام فقد أوجدت لهم العراقيل، وقد صدر منها بعض المواقف حيال المسؤولين السعوديين ربما انعكس على تعاملهم مع الإيرانيين. والآن وبعد رحيل هذا النظام وقطع يده الغاصبة، نتطلع للتعرف على تعامل المملكة السعودية مع الإيرانيين الذين سيأتون لحج بيت الله وزيارة الحرمين الشريفين. إن الإيرانيين يرقبون كيف سيكون التعامل مع إخوانهم. وإنني آمل وحيث قُطعت الآن يد الظلم عن هذا البلد وانتهت الدعايات السيئة التي كانوا يروجونها، أن يكون الجميع إخوة، وأن يكون سلوكهم سلوكاً أخوياً، ويقوموا بتهيئة التسهيلات لحجاج بيت الله، وأسأل الله تبارك وتعالى التوفيق في ذلك.

الاعتبار من التاريخ‏
يجب أن نضع التاريخ نصب أعيننا، فعندما ننظر إلى التاريخ، وإلى الأحداث التي مرت على الإسلام والمسلمين، نرى أنه كلما كانت قوة الإيمان في البين وكان الناس والمسلمون يتحركون بقوة الإيمان، كان النصر حليفاً لهم. وكلما كان الهدف منحصراً بالأغراض الدنيوية، كان النصر بعيد المنال.
من تعاليم الأنبياء وتعاليم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنكم بالقدرات المعنوية تستطيعون التقدم والغلبة. إن القوى المعنوية التي كانت وراء المسلمين، وملائكة الله وهي قوة معنوية، هي التي مكنتهم من فتح معظم أرجاء المعمورة في أقل من نصف قرن. يجب علينا أن نأخذ العبرة من التاريخ، حينما كان لنا دولة قوية- كالدولة العثمانية- كانت تقف بوجه الاتحاد السوفيتي، وبوجه اليابان وأحياناً تكون الغالب. وعندما تسلط أعداؤنا قطعوا هذه الدولة الكبيرة إرباً إربا، ودفعوا كل جزء منها إلى واحد من عملائهم، وأوقعوا بينهم الفرقة، مما أدى إلى ضعف الإسلام والمسلمين، وتغلَّب المستعمرون علينا.
لابد لنا من الاعتبار من هذه الأمور، وعلى حكوماتنا أن تعتبر من هذه المسائل ومن هذا الحدث التاريخي، فتعمل على إزالة الاختلافات الموجودة بينها. فلو اتحدت هذه الحكومات ستشكل قوة ليس بوسع أية قوة الوقوف بوجهها. طبعاً بشرط الإيمان الكامل.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يقوي إيماننا وإيمان حكوماتنا وإيمان شعوبنا، وأن يتلطف علينا بإيجاد حلول لمشاكلنا. وأشكركم وأشكر أصدقاءكم مرة أخرى.
والسلام عليكم‏

* صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 53


1- البعثة السياسية.
2- السيد محمد السبيل، إمام جماعة المسجد الحرام ورئيس البعثة الدينية.
3- الملك فهد بن عبد العزيز.

2011-05-01