يتم التحميل...

الموضوع: الثورة الإسلامية والحسابات المادية

خطاب

الحاضرون: منتسبو الشرطة، وشرطة المرور، وأعضاء لجان الثورة التابعة للمنطقة التاسعة في طهران‏

عدد الزوار: 94

التاريخ: 16 أرديبهشت 1358 هـ. ش/ 9 جمادى الثانية 1399 هـ. ق‏
المكان: قم، المدرسة الفيضية
الحاضرون: منتسبو الشرطة، وشرطة المرور، وأعضاء لجان الثورة التابعة للمنطقة التاسعة في طهران‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الثورة الإسلامية أبطلت الحسابات المادية

لقد تبين خطأ حساباتهم ومع ذلك يصرون على مواقفهم. لقد دحضت نهضتنا الإلهية كل حساباتهم ومع ذلك لم يتنبهوا. لقد أبطلت نهضتنا الإلهية حساب الحاسبين ومع ذلك لم يفهموا. لقد تبين خطأ حسابات الماديين الذين كانوا يظنون أن شعبنا ولأنه لا يملك شيئا لن يستطيع أن يهزم القوى الكبرى. لقد أدرك أولئك الذين كانوا يظنون أنه لا يمكن لمجموعة من الشباب من الكسبة والمثقفين إسقاط نظام يملك كل شي‏ء، أن الحسابات المادية باطلة. فهنا يوجد حساب الهي، هنا توجد يد الله. فالأشخاص لا يستطيعون إيجاد مثل هذه النهضة، إيجاد مثل هذه القوة، الإنسان لا يستطيع إيقاظ جميع الطبقات بهذا الشكل، الإنسان لا يستطيع أن يجعل الشعب بأسره صغاراً وكباراً، شعباً مضحياً. إنها يد الله، إنها الإرادة الإلهية التي آخت بين جميع فئات الشعب وأبطلت حسابات الماديين. إنها يد الله وإرادة الله تبارك وتعالى التي جعلت كبارنا أمثال سماحة السيد خسروشاهي، الذي يجلس بجانب هذا الطفل ويهتفان بنداء واحد.

إنها قدرة الله، الانسان لا يستطيع ذلك. قدرة الله التي منحت الجميع حس التضحية وجعلتهم يرون الشهادة فوزاً لهم ويتسابقون إليها. فمن الطبيعي ان تدحض حسابات الماديين بالنسبة أمة ترى الشهادة فوزا عظيماً، لأمة يتمنى الشهادة طفلها الصغير وشيخها الكبير. إنه بقتل شخص مهما كان عظيماً فإن هذه الأمة لن تتراجع.

إن يد الله تبارك وتعالى قد امتدت مرة أخرى وأحدثت باستشهاد أحد الشهداء شهادة مثل هذا الحماس، في إيران وفي سائر الدول وربما أحيا الإسلام مرة أخرى. فإذا كان يحتمل أن ثمة ضعف انتابنا بسبب شعورنا بالنصر، فإن ذلك الضعف قد تبدَّل إلى قوة والى سد كبير أدى إلى قيامكم جميعاً، فها نحن نرى اجتماع هذه القوى العظيمة هنا، قوات الشرطة وحرس الثورة، وكبار العلماء، إنها يد الله التي تجعلنا نجتمع وتوحد إرادتنا.

إخوتي! مادامت هذه النهضة قائمة وما دامت هذه القدرة الإلهية تدعمكم، فإنكم سوف تستمرون بالتقدم إلى الأمام .. حافظوا على هذه النهضة الإلهية، حافظوا على وحدة كلمتكم .. احرصوا على اسلامية الثورة وارتباطها المعنوي. ما دامت هذه الإرادة الإلهية وهذه الوحدة للكلمة وهذا التوجه للإسلام موجودا فأنتم منتصرون.

لينتصر الشعب‏

لقد أخطأت أمريكا في ظنها عندما تصورت أن بوسعها أن تحقق شيئاً بالقتل والاغتيال. لقد أخطأ الشيوعيون المصطنعون في تصورهم، أخطأت المدارس المنحرفة في ظنها، أخطأت البقايا المتعفنة للنظام المباد في تخيلها أنها تستطيع بالاغتيال الحدّ من مشاعر شعبنا، لقد زادت المشاعر، وبطلت حساباتهم مرة أخرى.

الحساب الإلهي غير الحساب المادي. إن ما تقومون به هي حسابات مادية. إننا نعتبر الشهادة حياة لنا، أصدقاؤنا يرون الشهادة حياة لهم، مدرسة الإسلام هكذا. إنها مدرسة الإسلام التي ترى الشهادة حياة. إنها مدرسة الإسلام التي جعلت هذا الطفل يجلس إلى جانبي ونسمع من فمه: إننا حاضرون للشهادة. إنها مدرسة الإسلام. لا تقفوا في وجه مدرسة الإسلام، ولن تستطيعون ذلك. إن امتنا يقظة.

إذا قتلنا فإن أمتنا موجودة، أمتنا العظيمة حية، نهضتنا حية. فلتنتصر هذه الحياة، ولتنتصر هذه الأمة. نصركم الله جميعاً وأخذ بأيدينا جميعاً لطريق الهداية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


* صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 146-147

2011-05-01