التاريخ: 19 أرديبهشت 1358 هـ. ش/ 12 جمادى الثانية 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: نساء مدن (قصر شيرين) و (ساري)
بسم الله الرحمن الرحيم
إعمار الخراب الذي خلّفه نظام الشاه
نعم، إنهم قد أتوا إلي مراراً. إن كل مجموعة تأتي تقول عندنا بطالة كبيرة، ليس لدينا شيء، لا يوجد عندنا ماء ولا كهرباء، لا توجد مدارس ابتدائية، لا توجد مستشفى، وأمثال هذا الكلام. إن كل واحد يأتي يذكر نفس الكلام وغالبا يقولون ايضاً: لا توجد منطقة محرومة مثلنا ونحن نجيبهم هل هذه الأوضاع حدثت مؤخراً؟ أم إنها كانت من قبل؟ هل الثورة سببت ذلك؟ إذا قلتم بأن الثورة هي التي جلبت معها هذا الفقر والحرمان، فإنكم انتم أنفسكم تعرفون بأن الأمر ليس كذلك. إن كل هذه الأمور كانت من قبل. فهذه البطالة كانت سابقا، وهذا الفقر كان من قبل، وفقدان الماء والكهرباء والطرق المعبدة وأمثال ذلك كان موجوداً سابقاً، وتسلمنا بلداً كل ما فيه هو هكذا. أهل (بختيار) يقولون إننا محرومون أكثر من الجميع، أهل (سيستان) يقولون إننا محرومون أكثر من الجميع، أهل (بلوجستان) يقولون ذلك أيضاً، أهل (كردستان) يقولون ذلك، الجميع يقولون ذلك والجميع صادقون فيما يقولون لأنهم كانوا محرومين، ولكن هذا الحرمان كان موجوداً في السابق ولم يظهر مؤخراً حتى تأتوا وتطالبوا الحكومة مصرّين بمنحكم الإمكانات. فهذه الأمور لم تقع الآن، هذه الأمور لم تحدث في حكومة السيد (بازركان) المسؤول عن إزالتها. لقد حدثت هذه الأمور في عهد الحكومات السابقة وفي عهد النظام المباد. وقد تسلمنا نحن بلداً مضطرباً ومدمراً ينبغي اصلاح أوضاعه. ولذلك على العامل، والاداري، والفلاح، والعاطل أن يتحلوا بالصبر ليتسنى اصلاح الأمور.
لقد فعلوا معكم هذا في السابق. هم الذين حرموكم. لقد جئنا نحن الآن لنزيل عنكم هذا الحرمان، ولكن ليس بالمعجزة. بل يجب القيام بذلك تدريجيا. فلابد من اطلاعهم على حقيقة الأمور. إن كل هذا الدمار هو من مخلفات النظام المباد، وإن إعمار هذه الخربة يحتاج إلى وقت، فلابد من الوقت ليتم الإصلاح. لابد من وجود حكومة مستقرة، لابد من وجود ميزانية للحكومة لتتمكن من العمل، إذ لا يمكن العمل هكذا من دون شيء.
على كل حال إن مثل هذه الأمور طبيعية بعد كل ثورة. فأية ثورة حديثت أفضل من الثورة الإيرانية؟ (الثورة البيضاء) هي هذه، لا تلك التي كان يطبل لها الشاه. الثورة البيضاء هي هذه حيث وقعت ثورة، وتحطم سد بهذه العظمة، وبأقل الخسائر وأعظم المكتسبات.
ولكننا مازلنا نعيش تبعات الثورة، إننا لم نخرج بعد من اجواء الثورة فالوضع الآن وضع ثوري، والوضع الثوري له اضطراباته، بعد الثورة هناك اضطرابات، ويجب علينا جميعا أن نتحمل هذه الاضطرابات .. تحملوا أنتم ما بوسعكم، العامل أيضاً فليتحمل ما بوسعه، والشاب الجامعي فليتحمل مابوسعه، إلى أن تهدأ الأوضاع، والوقت الحاضر ليس وقت هدوء، بل وقت الثورة، وقت الثورة وما بعد الثورة، وهذه المسائل والمشاكل موجودة لدى الجميع، موجودة لدى الحكومة، موجودة لدى الشعب، موجودة لدى الشباب، موجودة لدى للفلاحين، ولكن يجب علينا أن نتعاون ونعمل معاً. وفقكم الله تعالى.
* صحيفة الإمام، ج7، ص: 171-172
2011-05-01