يتم التحميل...

الموضوع: مأساة ومعاناة الشعب الإيراني المسلم‏

نداء

المخاطب: حجاج بيت الله الحرام والمسلمون في العالم‏

عدد الزوار: 135

التاريخ: 26 مهر 1357 هـ. ش/ 15 ذي القعدة 1398 هـ. ق‏
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المناسبة: حلول موسم الحج‏
المخاطب: حجاج بيت الله الحرام والمسلمون في العالم‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

15 شهر ذي القعدة 98

الآن حيث يقام موسم حج بيت الله الحرام، وقد قدم المسلمون من مختلف انحاء العالم لزيارة بيت الله، من الضروري ان يتم الالتفات، خلال مناسك الحج الشريفة، إلى احد أبرز ابعاد فلسفة هذا الاجتماع العظيم، والاهتمام بالاوضاع الاجتماعية والسياسية للدولة الإسلامية، والاطلاع على معاناة اخوتكم في الايمان والعمل على ازالتها بوحي من الواجب الإسلامي والانساني.

ان الاهتمام بأمور المسلمين يعد من الفرائض الإسلامية المهمة. وسأحاول اطلاعكم- حجاج بيت الله الحرام- على معاناة الشعب الإيراني المسلم، راجياً الدعم من المسلمين في كلّ مكان.

ان إيران التي تضم اليوم نحو ثلاثين مليون مسلم تقريباً، ابتليت ومنذ خمسين عاماً ولحد الآن، بهيمنة الأسرة البهلوية التي كانت ولازالت تمثل دور الخادم الرسمي للأجانب ..

وطوال السنوات الخمسين المظلمة، عمل الشاه على منح ثروات الشعب ومنافعه الحياتية للأجانب: النفط لاميركا، والغاز للاتحاد السوفيتي، والمراتع والغابات وجانب من النفط للانجليز وبعض الدول الاخرى. وقد حرم الناس من كافة المظاهر الحياتية وابقى عليهم متأخرين ومتخلفين. فالنظام المتبع في الجيش، وثقافتنا، وإقتصاد البلد، كلها استعمارية. كما انه جرّد الشعب من وسائل التقدم بمختلف ابعاده.

والآن حيث استيقظت الامة في السنوات الاخيرة ونهضت لاحقاق حقوقها، واخذت ترتفع صرخات مظلوميتها، راح يرد عليها بالاسلحة الرشاشة والدبابة والمدفع. وقد شهدت المدن الإيرانية في الاشهر القليلة الماضية مذابح جماعية سوّدت وجه التاريخ. إذ أخذ الشاه بكل قواه الجهنمية وبدعم من اميركا، يتمادى في قتل أبناء الشعب المظلوم حتى تحولت إيران اليوم إلى ما يشبه المقبرة، وعمت الاضرابات العامة مختلف انحاء البلاد ..

لقد بات الشاه يفكر بالانتقام من هذا الشعب المستضعف في اللحظات الاخيرة من عمره. فالظلال المشؤومة للاحكام العرفية تخيم على رؤوس أبناء الشعب، وقد اطلق العنان لأيادي القوات الخاصة العميلة في قتل الصغير والكبير والمرأة والرجل من أبناء هذا الشعب.

انهم لا يسمحوا لي بممارسة نشاطي في ايصال نداء الشعب المظلوم إلى اسماع العالم، في أي بلد من البلدان الإسلامية. وان ايماني بضرورة اداء واجبي الديني والانساني قد اضطرني للاقامة في مكان خارج بلاد المسلمين، لعلّي أتمكن من توعية المجتمعات الانسانية بما يدور على الشعب الإيراني المظلوم. وسأبقى مقيماً في الخارج حتى تتوفر لي فرصة ممارسة نشاطي في احد البلدان الإسلامية.

أيها المسلمون في العالم! اهتموا بأمر إيران، واوصلوا صرخة الثلاثين مليون من الشعب المستضعف إلى اسماع العالم. فقد نقل عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) قوله: (من اصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم). اللهم قد بلغت. والسلام على من اتبع الهدى.

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏4، ص: 37-38

2011-03-22