يتم التحميل...

الموضوع: تحذير الشعب وقادة الجيش‏

نداء

المخاطب: الشعب الإيراني‏

عدد الزوار: 137

التاريخ: 14 آبان 1357 هـ. ش/ 4 ذي الحجة 1398 هـ. ق‏
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المناسبة: الجريمة التي ارتكبها النظام في جامعة طهران‏
المخاطب: الشعب الإيراني‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

تحية إلى الشعب الإيراني النبيل والباسل- أيده الله تعالى‏

لا أدري عن أي مصيبة من مصائب الشعب، وعن أي جريمة من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب أكتب، ان مدادي يعجز عن ذلك .. هل أتحدث عن الجرائم التي ارتكبها جلاوزة الشاه في الجامعات، أو المجازر التي شهدتها انحاء إيران بأمر من هذا المجرم المحترف؟. ليس بوسعي احصاء الجرائم التي شهدتها ارجاء إيران وكيف ضرج اخوتنا واخواتنا بدمائهم. ان الاخبار التي تصلنا كلّ يوم تفيد بارتكاب جرائم بشعة جديدة وحلول مصائب أخرى على رؤوس أبناء الإسلام.

ان ممارسات الشاه وحكومته قادت إلى فضيحة، إذ راح يستعين بالغجر والأشرار والمرتزقة للابقاء على نظامه. وفي الوقت نفسه لا يكف عن التحايل وخداع أبناء الشعب، من خلال الاعلان عن رغبته بتشكيل حكومة وطنية- على حد زعمه- واللجوء إلى اطروحات منحطة ودعايات عبثية مغرضة، وتحريض البعض من انصار الشاه واعوان اميركا للعمل من جهة على ارعاب أبناء الشعب بأنه إذا ما ذهب الشاه يضيع البلد نظراً للموقع الجغرافي الذي تحتله إيران، ومن جهة اخرى طرق كلّ الابواب من اجل انقاذ الشاه، بما في ذلك حشد دعم وتأييد رجال الدين والسياسة له، غافلين عن ان الشعب يعي القضايا السياسية بنحو لم تعد تنطلي عليه هذه التحركات المستميتة.

ان الشعب الإيراني يدرك جيداً بأن الشاه مصدر كلّ الدمار والخيانات. فهو الذي جعل القوى الكبرى تهيمن على شؤون البلد السياسية والإقتصادية والعسكرية والثقافية. ولو منح الفرصة ستضيع البلد .. ان هذه المخططات الخيانية تهدد البلد بالفناء، وهي من نسج اعوان اميركا.

ان الشعب الإيراني الغيور نهض لانقاذ البلاد من هاوية الفناء وقطع دابر الناهبين، واحباط المخططات الخيانية. فالشعب الذي يقيم مأتماً على فقدان اعزته، ويرى مصدر كلّ الجرائم يكمن في الشاه، كيف يوافق على المساومة مع الشاه؟. ان عديمي الدين وخونة الشعب والإسلام، هم الذين يسعون للابقاء على الشاه ومن ثم بلوغ سلطاته الشيطانية ليحرقوا الأخضر واليابس بنار الثأر.

اليوم حيث يقف الشعب الإيراني على مفترق طرق: الحياة أو الموت، الحرية أو الاسر، الاستقلال أو الاستعمار، والعدالة الإقتصادية أو الاستغلال. وحيث أنه مسؤول امام الله تعالى والجيل القادم، لابد له من مواصلة النهضة الهادرة حتى تحقيق اهدافها، والتصدي لأطماع الذين يعملون على مصادرة تضحيات شبابنا عبر مخططاتهم الشيطانية والرد على النفعيين من عملاء الشاه واميركا بقبضات محكمة، والالتفات إلى الامور الآتية:

1- ان هدفنا الإسلامي يتلخص في ازالة النظام الملكي واسقاط حكومة الأسرة البهلوية، ذلك ان غير قانونيتها وعدم مشروعيتها واضحة للجميع، كما ان خياناته وجرائمه اللامتناهية اكثر وضوحاً. وان الشعب الإيراني يعارض أي مشروع يرمي إلى الابقاء على النظام الشاهنشاهي والاحتفاظ بالأسرة البهلوية. وليس ثمة أي غموض حول اقتراح قيام الشعب الإيراني باستفتاء عام للتعبير عن رأيه، واختيار الجمهورية الإسلامية كنظام للحكم في إيران يحرص على الاستقلال والديمقراطية في ضوء المعايير والقوانين الإسلامية. واننا سوف نلجأ رسمياً إلى الاقتراع العام حول هذا الاقتراح في المستقبل القريب. وان كلّ شخص أو فئة لا يوافق على هذه المقترحات الثلاثة، فان طريقه ليس طريقنا وطريق الشعب الإيراني.

2- ومن اجل تحقيق هذا الهدف المقدس، لابد من مواصلة النهضة الإسلامية في كافة ابعادها:
أ- مواصلة الاضرابات في جميع الاجهزة الحكومية، لأن الهدف الرئيس من الاضرابات هو ما ذكر في النقطة الاولى.
ب- مساندة اضراب موظفي الدوائر الحكومية خصوصاً موظفي وعمال شركة النفط والحيلولة دون اهدار هذه الثروة العظيمة، ومواصلة الاضرابات حتى بلوغ الهدف الإسلامي.
ج- تقديم المساعدة المالية للذين تضرروا بسبب الاضرابات، بما في ذلك الكسبة الشجعان والعمال والكادحين المتدينين والمحرومين، والموظفين المحترمين، والمساعدة بمواصلة الاضراب
في صفوف كافة الشرائح.

3- على قادة وضباط القوات الجوية والبرية والبحرية، الانضمام مع افراد وحداتهم إلى صفوف الشعب، لان طاعة الشاه طاعة للطاغوت .. وعلى الجنود وكافة قوى الامن الداخلي التمرد على الاوامر التي تتعارض مع توجهات الشعب، لان طاعة هذه الاوامر مناهضة للقرآن المجيد ولنبي الإسلام- صلى الله عليه وآله- ولإمام العصر- عجل الله تعالى فرجه الشريف- .. وعلى عوائل وأُسر افراد الجيش والقوات الانتظامية، منع ابنائها من التصدي لأبناء الشعب وظلم وقمع اخوتهم واخواتهم في الدين، وتأنيبهم بسبب هذه الأعمال الجائرة، لان عاقبة هذا الظلم ستنالهم.

انني أشكر الشعب الإيراني النبيل والشجاع، الذي دك قصور الظلم الواحد تلو الآخر بشجاعته وصموده، وحطّم هذا الصنم الشيطاني بكل بطولة.

أعزائي! اصبروا، فالنصر النهائي قريب وان الله مع الصابرين .. ارفعوا رؤوسكم ورؤوس أبناء الجيل القادم عالياً، إذ أن إيران اليوم اضحت بؤرة للاحرار، ولا تسمحوا للخوف والوهن أن ينفذ إلى صفوفكم، ولن ينفذ، ولا تصغوا للوساوس الشيطانية لأعوان الجهاز الغاشم .. انكم ايها الشعب الإيراني، وكذا بطولاتكم وتضحياتكم، باتت على لسان شعوب العالم وقدوة الاحرار .. انني من على البعد أرصد بطولاتكم بكل أمل، واضع في خدمتكم بحق كلّ ما اقدر عليه، والعمل على ايصال صرختكم المطالبة بالحرية والاستقلال، إلى اسماع العالم.

اسأل الله تعالى السلامة والعظمة للشعب النجيب المجيد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

4 ذي الحجة 1398

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏4، ص: 210-212

2011-03-22