التاريخ: 14 آبان 1357 هـ. ش/ 4 ذي الحجة 1398 هـ. ق
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المخاطب: اهالي كردستان المسلمون
بسم الله الرحمن الرحيم
4 ذي الحجة 1398
سلام على اخوة الايمان في كردستان، الذين انضموا بانتفاضتهم الشجاعة إلى النهضة الإسلامية لبقية الاخوة، وضيّقوا الخناق على عدو الإسلام والبلد، بتصديهم للطاغوت بكل شهامة وشجاعة.
اننا اليوم مكلفون، أياً كان الزي الذي نرتديه أو العمل الذي نمارسه، بتجنب اختلاف الكلمة والحرص على الوحدة الإسلامية التي يوصي بها الكتاب والسنّة على الدوام، وان نجعل كلمة الحق هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى.
ففي هذا الظرف الحساس حيث يتهدد بلدنا وإسلامنا العزيز خطراً عظيماً، تقع على عاتق جميع الفئات والافراد مسؤولية خطيرة وجسيمة. وان أي ضعف أو تراخي في الوقت الحاضر واي اختلاف وتشتت في الصفوف، هو بمثابة انتحار واهدار لدماء أبناء الإسلام.
انني أتقدم بالشكر والتقدير للهمّة العالية لأبناء كردستان المسلمين وللشباب الغيارى دعاة الحرية والاستقلال في هذه الديار.
لقد نهضنا، نحن وأنتم، في صف واحد ضد الطاغوت دفاعاً عن كيان الإسلام والبلد الإسلامي الكبير، وبفضل تضحيات شبابنا الاعزاء، نعمل على ارواء شجرة نمو الشعب وتقدمه .. انني أعرب عن تقديري لجهودكم الحميدة ايها الاخوة الافاضل، سائلًا الحق تعالى الموفقية لكم في تحطيم اركان الظلم.
حقاً ان الشعب الإيراني يعد شعباً مثالياً بتضامنه الفذ وصموده بوجه اعداء الإسلام والبلد، سجل اسمه العظيم في صفحات التاريخ، وأعطى الشعوب المظلومة درساً في النضال ضد الظالمين والجائرين.
ايها الاخوة الافاضل! اصبروا وصابروا في هذه النهضة المقدسة، التي يقف تشكيل الحكومة الإسلامية في طليعة اهدافها، ويعد تحقيق الحرية والاستقلال من اولى ثمراتها. ولا تخدعنكم دعايات الطفيليين الانتهازيين. وتوكلوا على الله تعالى والقرآن الكريم وسيروا قدماً، ان الله مع الصابرين، ويد الله مع طلاب العدالة. والسلام عليكم.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج4، ص: 213
2011-03-22