يتم التحميل...

الأخلاق النبوية في كلام الإمام الخامنئي

صفر

نعزي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ووليه الإمام الخامنئي دام ظله والأمة الإسلامية بذكرى وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وشهادة الإمام الحسن المجتبى والإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام .

عدد الزوار: 42

الأخلاق النبوية في كلام الإمام الخامنئي دام ظله
المناسبة ذكرى وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم


نعزي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ووليه الإمام الخامنئي دام ظله والأمة الإسلامية بذكرى وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وشهادة الإمام الحسن المجتبى والإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام .

كلام للإمام الخامئني دام ظله حول أخلاق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

الأخلاق الشخصية:
لقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً أميناً وصادقاً وصبوراً وحليماً، كما كان شهماً وحامياً للمظلومين على الدوام ...كما كان صلى الله عليه وآله وسلم شجاعاً لا تفتّ من عضده كثرة العدو ... كما كان رؤوفاً متسامحاً كريماً يتجنب الثأر والانتقام ...كما كان ذا أدب جمّ لا يمدّ رجله أبداً في محضر الآخرين ولا يسخر منهم. كما كان الحياء صفته، فكان يستحي من ملامة الناس ويطأطئ رأسه خجلاً وحياءً، ومواقفه في ذلك تشرق بها صفحات التاريخ. وكان رحيماً وغايةً في التسامح والعبادة . وكانت كل هذه الخصال متجسّدة في شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في شتى مراحل حياته منذ صباه وحتى وفاته في الثالثة والستين من عمره.

لقد كان شديد الأمانة حتى لقّبه الناس في الجاهلية بلقب " الأمين" فكانوا يودعون لديه أماناتهم المهمة وهم على ثقة بردّها إليهم دون إصابتها بسوء لدرجة أنهم كانوا يحفظون أماناتهم عنده حتى بعد بداية الدعوة الإسلامية وتأجج نار العداء والبغضاء مع قريش، وهم أعداؤه! ولهذا فإنكم سمعتم بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ترك أمير المؤمنين في مكة عند هجرته إلى المدينة لكي يؤدي للناس أماناتهم. ومن المعروف أن بعض الكفار والذين ناصبوه العداء كانوا قد استأمنوه على أموالهم حينذاك مع أنهم لم يُسلموا..!

وأمّا نبله وشهامته فقد وصلت إلى الحد الذي يعفو فيه عن أعدائه. كما كان لا يرى مظلوماً إلا وهبّ للدفاع عنه حتى يستردّ حقّه.

وكما كان يعامل أعداءه المقهورين بسلوك لم يكونوا قادرين على فهمه وإدراكه، ففي السنة الثامنة للهجرة، عندما دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة فاتحاً بكل عظمة واقتدار فإنه قال: " اليوم يوم المرحمة" ولم يثأر من أهلها. وهذه هي شهامته صلى الله عليه وآله وسلم.

إن البعض يخطئون عندما يظنون بأن المظهر الحسن لا بدّ وأن يكون مقترناً بالفخامة والإسراف. كلاّ، فبوسع المرء أن يرتدي لباساً مرقّعاً مع الحفاظ على الهندام الحسن والنظافة . لقد كانت ملابس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرقّعة وقديمة ولكنها كانت نظيفة.وإن لمثل هذه الأمور تأثيراً كبيراً في العشرة والسلوك والشكل الظاهري والحالة الصحية. وإنها أمور تبدو وكأنها صغيرة في ظاهرها ولكنها كبيرة في معناها ومضمونها وباطنها.

وكان يعامل الناس معاملة حسنة، فقد كان دائماً طلق الوجه أمام الناس، ولم يكن يبدي لهم ما يعتمل صدره من هموم وأحزان. كما كان يسلّم على الجميع، وعندما كان يؤذيه أحد، فإنه لم يكن يشتكي مع ظهور آثار ذلك الأذى على ملامحه. وكان لا يسمح لأحد أن يسبّ الآخرين في مجلسه. ... وكان أغلب طعامه خبز الشعير أو التمر . ولقد كتبوا بأنه لم يُشبع بطنه أبداً من خبز القمح. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يركب الدابة بلا سرج ولا ركاب، وفي زمن كان القوم يتفاخرون بالخيل المطهمة ذات الأثمان الغالية كان يمتطي الفرس العادي، وكان متواضعاً، حيث كان يصلح نعله بيده ويرقعه بنفسه. وهذا ما كان يفعله تلميذه البارز أمير المؤمنين كما نُقل عنه كثيراً في الروايات.

وكان صلى الله عليه وآله وسلم قدوة في العبادة لدرجة أن قدميه كانتا تتورمان من طول الوقوف في محراب العبادة . وكان يقضي القسم الأكبر من الليل في العبادة والتضرع والبكاء والاستغفار والدعاء ومناجاة الله تعالى. وكان يصوم شهري رجب وشعبان فضلاً عن شهر رمضان، إضافة إلى الكثير من أيام السنة. وعندما كان أصحابه يقولون له: يا رسول الله، لماذا كل هذا الدعاء والاستغفار والعبادة وقد غفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟! فإنه كان يجيب: أفلا أكون عبداً شكوراً؟!

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2011-01-28