يا فارس الفتح
خواطر جهادية
طَرقتْكَ منْ حُورِ الجنانِ بْكورا حوراءُ أَضْناها الحنينُ دُهورا عَلِمَتْ بأنكَ وَعْدُهَا فاستأذنَتْ خَلاَّقَها وتعجّلتْ مَقْدورا
عدد الزوار: 207
طَرقتْكَ منْ حُورِ الجنانِ بْكورا
حوراءُ أَضْناها الحنينُ دُهورا
عَلِمَتْ بأنكَ وَعْدُهَا فاستأذنَتْ
خَلاَّقَها وتعجّلتْ مَقْدورا
وَمَضَتْ تَشُمُّ عبيرَ دِرْعِكَ لهفةً
فشذى عبيركَ يستبيحُ الحورا
قد كانَ نصْرُكَ مَهْرَها ولقَدْ رأَتْ
نُورَ انتصارَكَ يملأُ المعمورا
هِيَ لَنْ تُعيقَ مسيرَ فتحِكَ لحظةً
تَدْريكَ لسْتَ عن الجهادِ صَبورا
يا مَنْ على اسْمِ اللَّه يَسْبِقُ ظِلَّهُ
لَوْ دقَّ داعٍ للجهادِ نَفيرا
إهنأْ بعرْسِكَ لا عَدِمْتُكَ هانئاً
واملأْ فؤادَكَ نشوةً وسرورا
واشكُرْ لربكَ يومَ عيدِكَ إذْ قضى
أنْ تكتسي نُضْرُ الجنانِ حَريرا
يا فارسَ الفتح الذي تَهْفُو لهُ
مُهَجُ الأباةِ، وَكَنْزَها المذخورا
بكَ زالَ عنها يأسُها لمّا رأَتْ
ليثاً تمرَّسَ بالكفاحِ هَصورا
لي يخافُ الموتُ مِنْ وَثباتِهِ
وتُرَجِّعُ الآفاقُ مِنهُ زئيرا
ورأَتْ حُسامَكَ يشتكي مِنْ غمدهِ
يأبى البَياتَ ولا يطيقُ خُدورا
ويروحُ يرقصُ في اللقاءِ مزغْرِداً
إني خُلِقْتُ لِكَيْ أكونَ مُغيرا
ألهَبْتَ ليلَ القهرِ فانداحَتْ لَهُ
ظُلَ وأيقظَ فجرُكَ الديجورا
وكتبتَ بالدمِ لا بقاءَ لغاصبٍ
ما دامَ عز في الوغى مشهورا
فالعزْمُ سي لا انْثِلامَ لِحَدّهِ
والصبرُ يُغْني إنْ تَكُنْ مَكْثورا
والنصرُ نصرُ اللَّهِ خَصَّ ذوي التقى
ببهائِهِ، والجبنُ يورثُ جورا
والبائسونَ هُمُ الذينَ تألبوا
لِصَغارِهِمْ، وَرَضوا الحياةَ قبورا
نَشْوانُ أقرأُ في مداكَ أصالتي
أيّامَ نكتُبُ للخلودِ سُطورا
أيامَ كانَ البذلُ في ريْعانهِ
نسباً، وكانَ الاقتحامُ أَميرا
ساداتُنا تختالُ في سوحِ الرَّدَى
ولدى اللقاءِ يُجَمِّرونَ ثُغورا1
واليومَ أكْفُرُ بالغريبِ ولاؤُهُمْ
جِعْلانُ بَغْيٍ قدْ كَرِهْنَ عُطورا2
دفنوا الحياءَ وأَمْعنوا بفجورهِمْ
دِمَ تعاقبَ ريحُهنَّ عُصورا
آهٍ وقيدُهُمُ اللئيمُ يغلُّنا
وَمُدِيُّهُمْ كَمْ تستبيحُ نُحورا
ملكوا فباعوا واستباحوا إِرْثَنا
وبنوا بجوعِ المعدمينَ قُصورا
متسابقينَ لنيلِ وَشْمِ مُكابرٍ
حَسِبوهْ ربّاً قاهراً وقديرا
ظنّوهُ مِنْ وَهْنٍ بهمْ قدراً لهمْ
وسواهُ مَنْ لا يُحْسنُ التدبيرا
سجدوا أمامَهُ صاغرينَ بذلّةٍ
ومضى يصوغُ لِذلِّهِمْ دُستورا
يختارُ مما اسْتُودعوا ما يشتهي
يطأُ الرِّقابَ ويستبيحُ الكورا
حتى الطفولةَ والبراءةَ غالَها
فشفى بها وِتراً موتورا
ونساؤُنا، آهٍ لرُزْءِ نسائِنا
إذ يَسْتَجِرْنَ فلا يَجِدْنَ مُجيرا
صار الدفاعُ عَنِ المُقَدَّسِ تُهْمَةً
وغدا جهادُ الظالمينَ نَكيرا
والويلُ للتّالينَ مصحَفَ رَبِّهمْ
إنْ كانَ صهيو بهِ مَذْكورا
منْ قالَ في العيشِ الذليلِ حضورُنا؟!
خسئوا فموتُ العزِّ كانَ حُضورا
عفواً أميرَ الفتحِ إنْ أَلْفيتني
في يومِ عُرْسِكَ لا أُجَنُّ حُبورا
فدماءُ قُدْسيَ لَمْ تجفّ وَمُهْجتي
أبداً تجبّرُ نايَهَا المكسورا
هي ذي فلسطينُ الذبيحةُ طعمةً
للغاصبينَ ولا تملُّ نُفُورا
رفضتْ خُنُوسَ الناكثينَ بِعَهدها
ومضتْ تَغُذُّ على خُطاكَ مسيرا
عرسَ الدّمِ المسفوح صارَ صَباحَها
ومساؤُها عل يلفُّ نُسورا
مِنْ نهجكَ الدامي توشَّى بُرْدُها
وعلى هُداكَ تواعدُ التحريرا
وعلى الفراتينِ التعصبُ والخنا
تركا بَقلبِيَ غصّةً وسعيرا
سعفاتُ نْخله لا تزالُ حزينةً
ورضابُ عِذْقِهِ لا يزالُ مَريرا
كَمْ كانَ يحلُمُ بعْدَ ليلِ طُغاتِهِ
باالصبح يرفلُ في رباهُ منيرا
فإذا بهِ والليلُ أحلكُ ظلمةً
يَلْقَى ببابهِ غاصباً وَعَقُورا
يا مَوقِظَ التاريخِ قِفْ بي هاهُنا
فلقدْ سئمتُ الغِلَّ والتكفيرا
ولقدْ شَرِبْتُ الحزْنَ حتى عافَني
كأْسي، وصَيّرني الأسى مَخْمورا
خُذْني إليكَ لكيْ أُجدّدَ فَرْحةً
سلفَتْ، وأَنْسَمُ مِنْ نداكَ عبيرا
وَبصَفْوُ طُهْركَ تستحمُّ حشاشتي
فَتَخِفُّ مِنْ حَزَنٍ شَكَتْهُ عُصورا
أَوَ ما دروا أنَّ التسامُحَ دينُهُمْ؟
والحِقْدُ يُعْقِبُ طَاغياً وكفورا؟
وتشبّهوا بفتاكَ يبطِش بالعدا
وَلِجُورِ أهْلِهِ يَسْتكينُ قريرا؟
إني رأَيْتُ فتاكَ يبتَدِرُ القنا
مُتَفَرِّصاً نَحْرَ الكَماةِ مُبيرا
ورأيتُهُ يَسْقي اليباسَ بأَرْضِنا
العطشى ويزرعُ بالسنابلِ بورا
لكأنَهُ الثلجُ المروّي قَحْطَنا
أَوْ أنَّهُ البنّاءُ يرفعُ سورا
ومُناهُ وحدة أمةٍ كمْ فرَّقَتْ
منها المطامعُ وُجْهةً ومصيرا
فشهيدُ ساحتِها شهيدُ جهادِهِ
وأسيرُها لا يرتضيهِ أسيرا
والفرقُ عندهُ لا يُجيزُ تفرُّقاً
وهُداهُ نه لا يزالُ طهورا
يا قاهرَ الجيشِ الذي اجتمعتْ لَهُ
نُظُ فمزَّقَ سِتْرَها المستورا
هذي الشعوبُ الناظراتُ دَليلَها
ترنو إليكَ، وترتجيكَ بشيرا
وأنا برغَم الجُرْحِ أدفنُ آهتي
وأرى غداً بالعدل يُشرقُ نورا
خُذَّني إليكَ، فقدَ شُفيتُ مِنَ الجوى
بكَ قَدْ برئتُ ولَمْ أَعُدْ مَمْرورا
فلأنتَ نحل والأميرُ وليُّهُ
والويلُ لوْ قصدَ المغيرُ قفيرا
نحلٌ توهّمهُ الغرابُ بجَهْلهِ
سهْلَ المنالِ وقدْ رآهُ صغيرا
لما دنا منهُ ليسرقَ شهْدَهُ
ألفاهُ لا وَجلاً ولا مَقْرورا
أدْماهُ حتى كادَ يزهقُ روحَهُ
فارتدَّ عنهُ مولولاً مَذْعورا
صارَ اسْمُهُ الرُّعبُ المؤرقُ لَيْلَهُمْ
ولديهِ عزرائيلُ صارَ سفيرا
علموا بأنهُ آذ بفَنائِهِمْ
فدعوا بويلٍ اتبعوهُ ثبورا
وَلانت حزبُ اللَّه جلَّ جلالُهُ
أَهْدَى إليكَ الفتحَ والتَتْبيرا
ترعاكِ عينُهُ كَيْ يُتَمِّمَ وَعْدَهُ
فتشدَّ أزْرَ المرتجى المغمورا
قُلْ للمطهَّرِ والزمانُ زمانُهُ
هذي رجالُكَ تبدأُ التكبيرا
أكنافُ قدسِ اللَّه صارَتْ مَرْبعاً
لأُسُودها، وعدوُّها مَقْهورا
لا تعْجَبَنَّ إذَا رأَيْتني ضاحِكاً
فلقَدْ شهدتُ الفَتْحَ والتحريرا
قاسم مظلوم
* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الامام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426هـ. ص:181
1- يجمرون: أي يحمون ثغراً ويصدّون وحدهم العدو.
2- جعلان: ضرب من الخنافس تحب النتن وتكره الطيب.