الجنوب المسافر يعود إلى الوطن
خواطر جهادية
عِشْ عزيزاً... فقد هزمتَ الدَّخيلا يا "جنوبَ" الفداء.. تبقى الأصيلا أيها الثائرُ1.. المُتوَّجُ بالغارِ الذي كان سيفنا المسلول
عدد الزوار: 307
عِشْ عزيزاً... فقد هزمتَ الدَّخيلا
يا "جنوبَ" الفداء.. تبقى الأصيلا
أيها الثائرُ1.. المُتوَّجُ بالغارِ
الذي كان سيفنا المسلول
إنَّ أرض "الجنوب" ضاءَ ثراها
حينَ قاومتَ غازياً2.. وعميلا3
جئْتَها الأمسَ كالشِّهاب مضاءً
رافعَ الهام.. فارساً مأمولا
فهزمتَ "المُحتلَّ" في ساحة الثأرِ
وأضحيتَ للجلاء رسول
فمضى يسحبُ الهوانَ.. ذليلاً
وهو يُخفي.. وجهاً كئيباً ذليل
ما على الشِّعر إنْ تغنَّى طويلاً
خُلِقَ الشِّعرُ.. كي يردَّ الجميل
يا "جنوب" التحرير والنصر.. يا منْ
رُحْتَ تُعلي للنصر شمساً بتول
قد رجمتَ الطاغوتَ قولاً.. وفعلاً
وبنيتَ الإنسان جيلاً.. فجيل
لكَ في ساحة النضال أيادِ
عرَفَتْها "لبنانُ" عرضاً.. وطول
أنتَ أشعلتَ بالجهاد الميادين
محَوْتَ الظلامَ.. كنتَ الجليل
أنت صُنْتَ الترابَ وجهاً معافىً
أنت حرَّرتَ أنفساً وعقول
قد صنعتَ "الجلاءَ" في شهر أيار4
أعدتَ الربى.. أعدتَّ السهول
فَتسامَتْ راياتُكَ الحمْرُ تُعْلي النصر
تُهدي "لبنانَ" مجداً أثيل
لا يزفُّ الصباحَ إلا أُلو العزم
تلَفَّتْ.. ترَ الكُماةَ الفُحول
أيُّها الصامدُ.. المُوشَّحُ بالضوءِ
الليالي ما زلْنَ.. بَعْدُ شُكولا
سقطتْ يا "جنوبُ" أقنعْةُ الغدرِ
تَحدَّتْ أيّامَنا.. والفُصول
قد أطلَّتْ على الحمى من جديدِ
ثم أبدتْ ناباً طويلاً أكول
أشهرتْ حقدَها القديم.. وراحتْ
تنشرُ الغدرَ بُكرةً.. وأصيل
"أمريكا" شر.. ودا وبي
وستبقى شرّاً.. وداءَ وبيل
"أمريكا" وجه لئي.. حقو
قد عرفناهُ.. فِتيةً وكهول
"أمريكا" للمسلمين عدو
فاحذروا المكرَ.. واحذروا التَّضليلا
أيُّ "فيتو"5 ذاكَ الذي رفعتهُ
فأضاعتْ "قدساً" لنا.. و"خَليلا"
أيُّ سلْمِ هذا الذي تدَّعيهِ
فيه يغدو العزيزُ منّا ذليل
فأفيقوا من نومكم.. وأعدّوا
ما استطعتم.. أسنَّةً ونُصول
لا يُعيدُ التُّرابَ إلا شبابٌ
تَخذوا السصاح "للجلاءِ" سبيل
يا "جنوبَ" الفداء والنصر.. يا منْ
صِغْتَ من فِتْيَةِ "الجنوبِ" شُبول
أنتَ يا من أضأتَ سودَ الليالي
فأزلتَ الهمَّ الشديدَ.. الثقيل
أنتَ يا منْ هزمتَ "باراكَ"6
والشرَّ.. فأضحيتَ للصباح دليل
أنتَ يا منْ عطَّرتَ بالدَّمِ والبذْلِ
رياضاً.. وبالصمود حقول
أنتَ قدَّمتَ للثرى كلَّ غالِ
لترى صبْحَكَ الجديدَ.. الجميل
أنتَ يا من قلبتَ كلَّ الموازينِ
فأجليتَ خائناً.. ودخيل
يا شبابَ "الجنوب".. يا موسمَ الفجر
ويا أنجمَ الصباح الأولى
قد ضربتُمْ عدوَّكمْ في تَحَدٍّ
ورفضتُمْ بقاءَهُ.. والحُلولا
فطوى الغدرُ في الظلام جناحيهِ
غراباً.. مضى يجرُّ الذُّيول
حَفِظَ اللَّهُ همَّةً لا تُجارى
باركَ اللَّهُ ساعداً مفتول
إنهم فتيةُ "الجنوبِ" تَبَارَوُا
للمنايا.. فأدهشوا المستحيل
أطلعتْهُمْ أرضُ الملاحِمِ شُهْباً
وصموداً فذَّاً.. وسيفاً صَقيل
هي بنتُ الكِفاحِ.. أُمُّ البطولاتِ
تَسامتْ فَرْعاً.. وعَزَّتْ أُصول
نذروا نفسهم لصُنْع الصباحاتِ
فكانوا لشعبهم قنديل
جسَّدوا بذلهم ملاحمَ.. كانوا
في العطاء "الفُراتَ".. كانوا "النِّيلا"
كلُّ فردٍ مضى يُنادي فخوراً
قد وأدتُ الكلامَ والتَّأويل
وأتيتُ الوغى.. أُحرِّرُ أرضي
وأصونُ القرآنَ.. والإنجيل
يا ترابَ "الجنوبِ".. يا أرضَ قومي
لم تُكنْ غائباً.. ولا مجهول
قد أعدناكَ يا ترابُ عزيزاً
وحَطَمْنا الأصنامَ والإزميلا
فتحرَّرْتَ رُغم هول الأعاصيرِ
وأخرجتَ غازياً.. وعميل
كلُّ من رامَ غزوَنا يا بلادي
صارَ في ساحة اللِّقاء فُلول
لا يطالُ الجلاءَ إلا أُبا
ملأوا السّاح ثورةً.. وصهيل
لا يُعيدُ الترابَ إلا شبا
تَخذوا السَّاح للخلود سبيل
عِشْ عزيزاً... فقد هزمتَ الدَّخيلا
يا "جنوبَ" الفداء.. تبقى الأصيلا
ما على الشِّعرِ إنْ أشادَ.. وغنَّى
خُلِقَ الشعرُ.. كي يردَّ الجميل
لا يزفُّ الصباحَ إلا أُولو العزمِ
تلفَّتْ.. ترَ الصباحَ خَضيلا
محمد منذر لطفي
*نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الامام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص:207
1-إشارة إلى "حزب اللَّه" والمقاومة اللبنانية في "الجنوب" حملا راية الصمود والكفاح والتحرير حتى يعود "الجنوب" إلى أرض الوطن.. وقد كان لهما ذلك.
2-إشارة إلى أيام (23 و24 و25 أيار من عام 2000) التي تم خلالها تحرير "الجنوب اللبناني" وانسحاب الغزاة الصهاينة منه.
3-إشارة إلى حق النقض الذي استخدمته أمريكا لإبطال مفعول قرار الأمم المتحدة القاضي بإعادة القدس المحتلة إلى أصحابها عرب فلسطين بإجماع من دول المنظمة العالمية.
4-هو "يهود باراك" رئيس وزراء إسرائيل آنذاك.
5-إشارة إلى المحتل الإسرائيلي.
6-إشارة إلى جيش العميل "لحد" الموالي "لإسرائيل".