يوم الانتصار
خواطر جهادية
هل في الوجود قصائد عصماءُ لا يستطيع بلوغها الشعراءُ تلك القصائد بالشهادة سطِّرت والكاتبون بحبرها الشهداء
عدد الزوار: 235
هل في الوجود قصائد عصماءُ
لا يستطيع بلوغها الشعراءُ
تلك القصائد بالشهادة سطِّرت
والكاتبون بحبرها الشهداء
من كل ناحية وصوب أقبلوا
تطوى لهم من حبها الغبراء
وبأرض عاملة تألف شملهم
وتألقت بسمائها الأسماء
تتلمس الأيدي ظلال سيوفهم
وتفيء تحت بريقها الأضواء
فالأرض زاهية بلون دمائهم
والأفق محتفل بهم، وضّاء
والنصر هم أصحابه ورجاله
وإليهمُ تعزى اليد البيضاء
وبهم تحقق نصرنا، وتحررت
أوطاننا، وتمتع الأحياء
فإذا أردنا أن نفيهم حقهم
أو بعضه، فالأهل والأبناء
أولى بكل رعاية وكفالة
لامنة في ذا ولا استعطاء
هذا، ولا ننسى الذين تأثروا
درب الجهاد، وقد مضى الشهداء
نهضوا لإحدى الحسنيين يقودهم
حامي الحمى؛ والعزة القعساء
أنعم بنصر اللَّه إن أباه من
أخذ اللواء، وأمَّه الزهراء
نادى:إليَّ، فأقبلوا للتو، لم
يقعد بهم ريث ولا إبطاء
أللَّه أيدهم، وأنجز وعده
بالانتصار، فكان كيف يشاء
يا لَلْفوارس حين جالوا في الوغى
بخيول ثأر ضمَّختها دماء
قدموا على متن الخطوب، وأسرعوا
من كربلاءَ، فمن هنالك جاؤوا
لبنانُ يا وطني الحبيبَ، تحي
ومودة لا تنقضي ودعاءُ
يوم انتصارك للقلوب محجة
ولكل مظلوم هوىً ورجاء
عادت كرامات الأُلى، واسترجعت
آمالنا، والرتبة العلياء
فعلى الوجوه، وفي القلوبِ مَسَرَّة
وبكل نفس عز وإباء
يومٌ من الأيام لكنْ ذكرُه
متواصل، متواتر، معطاء
الوردُ، يومَ الانتصار، مُجرر
قد فُتِّحتْ أكمامه البيضاءُ
فاحت روائح عطرها تلك الربى
وتكلمت آياتها العجماء
وربوعها للفاتحين تهيأت
وأزيَّنت جناتها الفيحاء
أنّى ذهبت رأيت عرساً قائماً
زُفَّت به لعريسها الحسناء
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله
عرساً، فضِحْك تارةً، وبكاء
يا يومَ تحرير الجنوب، فإنّه
شمس توهج نورها، وضياء
رفعت قيود الاحتلال، وحُطمت
أغلاله، وتحرر السجناء
والأرض عادت بعد طول غيابها
والمبعدون إلى الديار أفاؤوا
تتواصل البشرى به من قرية
لمدينة، وتزغرد الأنحاء
سالت شعاب جنوبنا من بعدما
شحَّت منابعها، وغيض الماء
فاليومَ، عرسُ الانتصار ومنتدىً
في ظله يتنافس الشعراء
هل بعد فرحتنا به من فرحةٍ
أو بعد أمنية هناك رجاءُ
أم بعد ذا أكرومة إذ حُقق
النصر المبين، ومُزَّقَ الأعداء
لولا المقاومة العظيمة لم تكن
أرض إليها نلتجي، وسماء
وأخصُّ حزبَ اللَّه أشرفَ أمة
فيها تجلى السادة النجباء
أمّا الذين مع العدو تعاملوا
فبحق أنفسهم جَنَوْا وأساؤوا
ذهبوا بكل نقيصة ومذمة
وبكل عارٍ ثم خزي باؤوا
رحل الصهاينة الغزاة، وأيقنوا
أن البلاد يصونها الأمناء
لم يرحلوا طوعاً، ولكنْ بعدما
عصفت بهم وتوالتِ الأنواء
دخلوا علينا قادمين لنزهة
وتراجعوا عنا وهم أشلاء
خفَّ العدو إلى الفِرار، وجيشه
قد أثقلته هزيمة نكراء
أدركت منه الثأر يوم فراره
يعدو، ويلهث خلفه العملاءُ
فليخرجِ المحتل من باقي الثرى
أولا، فهذا الموت والبأساء
علي زكي ناصر
*نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الامام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426هـ. ص:146
2011-01-07