فضل وأعمال عيد الغدير
عيد الغدير
بمناسبة عيد الغدير يوم الولاية والبيعة نرفع أسمى آيات التبريك والتهاني للرسول الأعظم صلى الله عليه وآهل وسلم وللوصي الأكمل وللمعصومين الأطهار عليهم السلام سيما قائم آل محمد صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف
عدد الزوار: 253
بمناسبة عيد الغدير يوم الولاية والبيعة نرفع أسمى آيات التبريك والتهاني للرسول الأعظم صلى الله عليه وآهل وسلم وللوصي الأكمل وللمعصومين الأطهار عليهم السلام سيما قائم آل محمد صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ولولي أمر المسلمين الإمام الخامئني قدس سره ولقائد المقاومة ومجاهديها ولعموم المسلمين والمستضعفين.
فضل عيد الغدير (عيد الله الأكبر)
ولقد ورد الحثّ الأكيد على اتخاذ هذا اليوم عيداً ومعاملته معاملة الأعياد من جهة إبراز مظاهر البهجة والسرور والزينة. وقد قال الإمام الصادق عليه السلام: "لعلَّك ترى الله عزَّ وجلَّ خلق يوماً أعظم حرمة منه لا والله لا والله لا والله".
بل هو العيد الأكبر كما قال الإمام الصادق عليه السلام: "هو عيد الله الأكبر...".
فهو عيد محمد وآل محمد صلى الله عليهم، وفي حديث ابن أبي نصر البزنطي عن الإمام الرضا علي السلام: "يابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام فإن الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر. وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، والله لو عرف الناس هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة...".
قصة الغدير
في السنة العاشرة للهجرة حج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حجته الأخيرة والتي عُرفت بحجة الوداع، وفي طريق العودة إلى المدينة المنورة عند وصوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى منطقة تتشعب منها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين تسمى "غدير خم" نزل جبرائيل عليه السلام بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ المائدة: 67، كان ذلك في الثامن عشر من ذي الحجة، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم برد من تقدم عنه من الحجيج إلى المكان وحبس من تأخر منهم، كل هذا في يوم حرٍّ شديد، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه خطب رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الناسَ بخطبة طويلة نعى فيها إليهم نفسه ثم قال: "... اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه...".
وبعدها أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بمبايعة الإمام علي بن أبي طالب علي السلام والتسليم عليه بإمرة المؤمنين وبايع المسلمون ومن بينهم الصحابة وقال بعضهم: "بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة".
أعمال يوم الغدير
ـ الصوم.
ـ الغسل.
ـ زيارة أمير المؤمنين عليه السلام (وهي الزيارة المذكورة في كتب الأدعية تحت عنوان زيارة يوم الغدير).
ـ قراءة دعاء الندبة.
ـ صلاة ركعتين قبل زوال الشمس يقرأ في كل ركعة الحمد والإخلاص عشر مرات، وآية الكرسي عشر مرات، وسورة القدر عشر مرات.
ـ أن يهنئ من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: "الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام".
ـ وينبغي في هذا اليوم تحسين الثياب والتزيُّن، واستعمال الطيب، والسرور والابتهاج، والتوسيع على العيال، وإطعام المؤمنين وتفطير الصائمين، وزيارة المؤمنين والتبسم في وجوههم، وشكر الله تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية، والإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام .
المؤاخاة يوم الغدير
وصيغتها: هي أن يضع المؤمن يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول: "وآخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأُذن لي بأن أدخل الجنة لا أدخلها إلا وأنت معي. ثم يقول أخوه المؤمن قبلت".
ثم يمكن للأخوين المؤمنين إسقاط بعض حقوق الأخوة عن بعضهما.
من حقوق الأخوة
المحبة والمودة بين المؤمنين
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ألا ومن أحب في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله" البحار، ج69.
قضاء حوائج المؤمنين
عن الإمام الصادق عليه السلام: "من مشى في حاجة أخيه المؤمن كتب الله عزَّ وجلَّ له عشر حسنات ورفع له عشر درجات وحط عنه عشر سيئات وأعطاه عشر شفاعات" البحار، ج74.
وعنه عليه السلام "قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها وعتق ألف رقبة لوجه الله تعالى وحملان ألف فرس في سبيل الله بسرجها ولجمه" البحار، ج74.
التواضع للمؤمنين
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "إن الله أخفى أربعة في أربعة..." إلى أن قال: "وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه، وأنت لا تعلم...".
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله..." البحار، ج96.
مخالطة المؤمنين بالخلق الحسن
عن الإمام الباقر عليه السلام: "... المؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة" البحار، ج67.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه" البحار ج74.
الإرشاد والنصيحة للمؤمن
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه" البحار، ج74.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب" البحار، ج74.
ونستخلص من هذا كله أن الله عزَّ وجلَّ أراد للمجتمع الإيماني أن يكون وحدة متراصة وجسداً واحداً يتداعى جميع أعضائه بالسهر والحمى فيما لو أصاب أحد أجزائه ضرر أو خلل فيسعى ذاتياً لإصلاحه طبق البرنامج الإلهي المرسوم.
فعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيء منه وجد ألم ذلك في سائر جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وإن روح المؤمن لأشد اتصالاً بروح الله من اتصال شعاع الشمس به". البحار، ج61.
قصة ضرار بن حمزة
إن معاوية سأل ضرار بن حمزة بعد شهادة علي عليه السلام عنه، فقال: صف لي عليا، فقال: أو تعفيني؟ قال: صفه، قال: أو تعفيني؟ قال: لا أعفيك، قال: أما إذا لا بد فأقول ما أعلمه منه:
والله كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلب كفيه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب. كان والله كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة، ولا نبتدئه عظمة، إن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله.
فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين، وكأني أسمعه وهو يقول: يا دنيا أبي تعرضت؟ أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات غري غيري، قد باينتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كثير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق.
قال: فذرفت دموع معاوية على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال معاوية: رحم الله أبا الحسن! كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها، فلا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها. بحار الأنوار.
مم قيل في علي عليه السلام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب عليه السلام".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي". بحار الأنوار.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي.الصواعق المحرقة.
وقال ابن عباس: نزلت في علي أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه. تاريخ الخلفاء.
وقال: ما نزل في القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ْ إلا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان، وما ذكر عليا إلا بخير. مسند أحمد 1، تاريخ الخلفاء.
روى طارق بن شهاب، قال: كنت عند عبد الله ابن عباس فجاء أناس من أبناء المهاجرين فقالوا له: يا بن عباس أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال: ملئ جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة وقرابة من رسول الله. شواهد التنزيل.
وقال أيضاً: من اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار. تفسير مفاتيح الغيب.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لعلي (رض). مناقب أحمد لابن الجوزي الحنبلي.
وقال الإمام الفخر الرازي: من اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه.تفسير مفاتيح الغيب.
يقول جورج جرداق الكاتب المعروف: "وماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن عليا بعقله وقلبه ولسانه وذي فقاره". الإمام علي صوت العدالة الإنسانية.
مع الدعاء لمجاهدي المقاومة بالنصر