ولادة النبي إبراهيم عليه السلام
ولادة النبي إبراهيم(ع)
عن ابن مسكان قال قال أبو عبد الله عليه السلام إن آزر أبا إبراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له إني أرى في حساب النجوم أن هذا الزمان يحدث رجلا فينسخ هذا الدين ويدعو إلى دين أخر، فقال له نمرود في أي بلاد يكون؟
عدد الزوار: 881
عن ابن مسكان قال قال أبو عبد الله عليه السلام إن آزر أبا إبراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له إني أرى في حساب النجوم أن هذا الزمان يحدث رجلا فينسخ هذا الدين ويدعو إلى دين أخر، فقال له نمرود في أي بلاد يكون؟ قال في هذه البلاد، وكان منزل نمرود بكوثى ربى،فقال له نمرود قد خرج إلى الدنيا؟ قال آزر لا، قال فينبغي أن يفرق بين الرجال والنساء، ففرق بين الرجال والنساء، وحملت أم إبراهيم بإبراهيم عليه السلام ولم يبين حملها، فلما حانت ولادتها قالت يا آزر إني قد اعتللت وأريد أن أعتزل عنك، وكان في ذلك الزمان المرأة إذا اعتلت اعتزلت عن زوجها، فخرجت واعتزلت في غار ووضعت بإبراهيم عليه السلام وهيأته وقمطته ورجعت إلى منزلها وسدت باب الغار بالحجارة، فأجرى الله لإبراهيم عليه السلام لبنا من إبهامه وكانت تأتيه امه ووكل نمرود بكل امرأة حامل، فكان يذبح كل ولد ذكر، فهربت ام إبراهيم بإبراهيم من الذبح، وكان يشب إبراهيم عليه السلام في الغار يوما كما يشب غيره في الشهر حتى أتى له في الغار ثلاث عشرة سنة، فلما كان بعد ذلك زارته امه فلما أرادت أن تفارقه تشبث بها فقال يا أمي أخرجيني، فقالت له يا بني إن الملك إن علم أنك ولدت في هذا الزمان قتلك، فلما خرجت أمه خرج من الغار وقد غابت الشمس نظر إلى الزهرة في السماء فقال هذا ربي فلما غابت الزهرة فقال لو كان هذا ربي ما تحرك ولا برح، ثم قال لا أحب الآفلين والآفل الغائب.
فلما نظر إلى المشرق رأى وقد طلع القمر قال هذا ربي هذا أكبر وأحسن فلما تحرك وزال قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما أصبح وطلعت الشمس ورأى ضوءها وقد أضاءت الشمس الدنيا لطلوعها قال هذا ربي هذا أكبر وأحسن فلما تحركت وزالت كشط الله عن السماوات حتى رأى العرش ومن عليه وأراه الله ملكوت السماوات والأرض، فعند ذلك قال يا قوم إني برئ مما تشركون.
إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين فجاء إلى أمّه وأدخلته دارها وجعلته بين أولادها.
وسئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول إبراهيم هذا ربي لغير الله هل أشرك في قوله هذا ربي؟ فقال من قال هذا اليوم فهو مشرك، ولم يكن من إبراهيم شرك، وإنما كان في طلب ربه، وهو من غير شرك، فلما أدخلت أم إبراهيم دارها نظر إليه آزر فقال من هذا الذي قد بقي في سلطان الملك والملك يقتل أولاد الناس؟ قالت هذا ابنك ولدته وقت كذا وكذا حين اعتزلت ; فقال ويحك إن علم الملك هذا زالت منزلتنا عنده، وكان أزر صاحب أمر نمرود ووزيره، وكان يتخذ الأصنام له وللناس ويدفعها إلى ولده فيبيعونها وكان على دار الأصنام، فقالت أم إبراهيم لآزر لا عليك إن لم يشعر الملك به بقي لنا ولدنا وإن شعر به كفيتك الاحتجاج عنه، وكان آزر كلما نظر إلى إبراهيم أحبه حبا شديدا وكان يدفع إليه الأصنام ليبيعها كما يبيع إخوته، فكان يعلق في أعناقها الخيوط ويجرها على الأرض ويقول من يشتري ما لا يضره ولا ينفعه؟ ! ويغرقها في الماء والحماة ويقول لها اشربي وتكلمي، فذكرا إخوته ذلك لأبيه فنهاه فلم ينته فحبسه في منزله ولم يدعه يخرج.
وحاجه قومه فقال إبراهيم أتحاجوني في الله وقد هدان أي بين لي ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما أفلا تتذكرون ثم قال لهم وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون أي أنا أحق بالأمن حيث أعبد الله أو أنتم الذين تعبدون الأصنام.
* بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج12، ص 29.
2010-10-28